مجلة لألئ القلوب الأكترونيه

تقى شهير

‫#‏وريثة_العنقاء‬
يوم أدركت معنى النور و ميزت بين الأصوات كان في ذاك الملجأ الصغير في تلك البلدة التي لا تفرق عن غيرها..لا باسم و لا عنوان فيمكن الوصول إليها بالإستعانة بأي خريطة..لم تعرف شيئاً عن والديها أو سبب وجودها في ذاك المكان و كان الجميع ينعتونها بغريبة الأطوار فقد كانت تتحدث إلى النجوم و تخبرها بأنها ستصعد إليها يوماً ما فتقتبس من نورها لتضئ ظلمة قلوب البشر! و في يوم ما شعرت بآلام شديدة في ظهرها كأن عظمها يريد التحرر من جسدها..ارتفعت حرارتها إلى ما فوق الأربعين و ظلت هكذا لساعات و هي تخطرف و تنتفض و تتعرق و تصرخ..طلب الملجأ طبيب ليفحصها و عندما أتى ليكشف عليها شعر بنتؤات غريبة في ظهرها..كشفت المشرفة عن ظهرها و هلع الجميع! كأن عظمها يخرج من جسدها و هي تصرخ و الكل يبتعد..* م..ماذا سنفعل أيها الطبيب؟! # هذ..هذا..ل..ليس من إختصاصي..يا إلهي إنه..شي..شيطان رجيم
و هي تصرخ @ لا تتركوني..ساعدوني..لست بشيطان.. و تصرخ @ أرجوكم..فليساعدني أحد
ثم تهدأ و تسكن و تكف عن الحراك..يصمت الجميع و يقترب منها الطبيب و هو يرتعش ليرى إن ما زالت على قيد الحياة..إنها تتتفس و لكنها لا تتحرك و العظام لا تختفي..# مازالت حية. * م ماذا سنفعل؟..م ماذا إن استيقظت؟!..ل لا أعلم ربما ستؤذينا.. و يتحدث أحد الحاضرين: بالله عليكم إنها فتاة لم تتجاوز السابعة عشر! لقد استاجرت بكم لتنجدوها. * أصمتي..ح..حياتي و حياتكن في خطر و من ترد التكفل بها فلتفعل ذلك وحدها و لكن خارج الملجأ :إنها الثانية صباحاً!!
* قلت ما عندي.. خفن الفتيات و الطبيب لم يتحدث و غادر المكان فحملتها المشرفة و أخذتها في سيارتها بعدما ربطتها و وصلت بها إلى حيث النهر و فكت وثاقها و تركتها على ضفته و بجانبها بعض الطعام..أستيقظت الفتاة كأول عهدها حيث أدركت معنى النور..شعرت بصداع شديد و أخذت تتلفت حولها فلم تجد إلا الطعام و الأشجار و النهر..لا طريق تعرفه و لا وسيلة لمخرج. @ يا إلهي..أجرني..لم يجرني أحد من عبادك يوماً..أنت خلقتني و أعلم بحالي.. لم تستطع الكلام و أخذت تبكي و هي موقنة أن الله يشعر بما داخلها دون حديث حتى حل الليل و بدأت الآلام تتوراد عليها مرة أخرى و لكن ليس كالمرة الأولى..تشعر بأن ظهرها يثقل و عظمها يتابع الخروج من جسدها ثم يغشى عليها و هي لا تدرك للحياة معنى أو سبب..تستيقظ و هي لا تعلم كم من الوقت قد غفت و لكن ما زال الوقت ليلاً أو ربما جاء نهار جديد و هذا ليله أو ربما أكثر! و هي مغطاة! تستجمع قوتها لتقف و لكن هناك عائق ذاك الغطاء يعيقها..غطاء! ملصوق بها! و تصرخ و هي تغلق عينيها بقوة!! إنه جناح!!! تهدأ شيئاً فشيئاً ثم تنجح في النهوض و تنظر لذاك الشئ العملاق ثم تغمي عينيها بسرعة..تفتح عيناً واحدة ثم تفكر في تحريكه فيتحرك! تتسع عينيها و تتسارع ضربات قلبها..ثم تغمض عينيها و تحاول الطيران شيئاً فشيئاً و هي مرتعبة ثم ترتفع في الهواء و تصرخ مهللة..@أنا أطير! أنا أطير..ها أنا آتية إليك أيتها النجمة.. و عندما ترتفع في الهواء ترى البلدة كلها فتهبط إلى المنازل و تطرق أبوابها يخرج الناس فتطلب منهم أن يتبعوها و تطير لغيرها حتى خرج الجميع و إتبعوا ذاك الشئ الذي توقف عند الملجأ و طرق بابه ثم وقف في منتصف المكان..@ أنا يتيمة ألقى بها هنا..لا أعرف للدنيا منزل غير هذا..ينعتني الجميع بغريبة الأطوار منذ فقهت للكلام سبيل ثم بشيطانة عند أشد حاجتي إليهم..و عندما استجرت بهم ألقوا بي! ألقوا بي وحدي و أنا أحتضر حيث لا سبيل للحياة..و لكن وجدت الحياة السبيل إلي.. بعد هدوء الناس و التأكد من نية الفتاة و معرفة قصتها أصبحت وريثة العنقاء_كما أطلقوا عليها لجمال ذلك الطائر الأسطوري و قوته و عندما يحترق يخرج من رماده طائر جديد_رمزاً للصمود و القوة و التفرد و فخراً للبلدة..حتى حكمتها و أصبحت صاحبة الأمر و النهي..حلقت في الأرجاء ليلاً و نهاراً و نشرت العدل..أثبتت أن الاختلاف ما هو إلا ميزة و إن هاجمك البشر أجمع بل و الدنيا بما فيها.. أهتمت بالأيتام و الملاجئ و عفت عن من ظلموها..قد أعادت لقلوب الدنيا ما عرف قديماً بالرحمة..قد أقتبست من ضوء النجمة نوراً لتضئ ظلمة قلوب البشر باختلافها..
‫#‏تقى_شهير‬

WWWlaleelklob

الشاعر ايمن البلاط

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2015 بواسطة WWWlaleelklob

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

33,018

تسجيل الدخول

لآلىء القلوب

WWWlaleelklob
مجلة لألئ القلوب الألكترونيه مجلة ادبيه ثقافيه »