مجلة لألئ القلوب الأكترونيه

 

❊❊❊ بسم الله الرحمن الرحيم ❊❊❊

اهلا ومرحبا بكم احبتي الكرام مع البرنامج الاسبوعي
(( شـــــاعــر وقصيــــدة ))...

وعدد هذا الاسبوع من البرنامج مع (المعلقة العاشرة) 
(( لعبـــيد بــن الابـــرص ))... 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر / سيد غيث ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** المقدمـــــــــــــــة :ـ

يختلف شكل القصيدة العربية عن شكل القصائد المعروفة في الآداب الأخرى. 
( والمعلقات العشر) هي خير مثال على ذلك.
ولكن جاء ( القرآن الكريم ) بالفصحى لغة قريش التي سادت قبيل الإسلام كي يعجز الكلم عند العرب ولم يكن مشبهاً لأي نثر أو شعر قبله ولم يخرج عن الإطار العام للذوق العربي. استعمل طريقة جديدة في القصص وجاء بالحجج التي لم تألفها العرب في خطاباتهم ولا في قصصهم. ولأول مرة يرى العرب نثراً يخضع الشكل لمتطلبات المضمون والمعنى على غير ما ألفوا في بيانهم يستعمل السجع بفن ساحر كما يكسب الفكرة قدرة على التأثير بذاتها دون أن ترتكزعلى الأسلوب.
وظل ( القرآن الكريم ) مثلاً أعلى بإعجازه يتحدى كل محاولات التقليد فكان أثره "خارج نطاق القصيدة " .. ففي العصر الإسلامي بدأ الشعر يصور التغير الاقتصادي والاجتماعي الذي نشأ من انتشار الدعوة (المحمدية) وتكوين الدولة الإسلامية ففقد الهجاء مركزه الجاهلي وإذا هو في صورة جديدة هي المناقضة بين الشعراء أو طوائف منهم. والحماسة تكتسي بالوان الاستشهاد الديني كي يضيف على القصيدة الرونق الجمالي والمسحة الدينية التي تصبغ القصيدة بالروعة والجمال ..

** اسمـــــــه وكنيتـــــه :............
هو: (( عبيد بن الأبرص .. بفتح العين)) بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وقيل عبيد بن عوف بن جشم الأسدي من قبيلة بني أسد المضرية ويكنى (( ابا زياد )) واسم امه (( امامة )) .. وزمن مولده غير معروف .. وكان من المعمرين وعاش ( عبيد بن الابرص ) زماناً طويلاً بل أزيَد من مئتي سنة ونيّف ..

** نسبـــــــــــــه :...........
يرجع نسبه إلى بني دودان بن أسد ابن خُزيمة وفي نسبه بعض اختلاف . وكان أبوه ( أبرص ) لذلك لقب ( بالابرص ) .

** المعنى اللغوى لكلمة (( ابرص )) .. هو من ظهر في جسده 
بيــاضٌ لعِلَّــة .
* والبرص بياض يظهر في ظاهر بدن الإنسان بسبب المرض .
* الجمع : ( بُرْص ) ... المؤنث : ( بَرْصاءُ ) ..

** شيء عن حياتــــــــه :........
* (( عبيد بن الأبرص )) وشاعر بني أسد .. هوشاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها وهومن فحول شعراء( النصرانية ) في العصر الجاهلي ..قبل الإسلام ومن طبقة اٌمرئ القيس (مُعاصِره) وليس أحَدُهما بأقلّ موهبة وصناعة في الشعرمن الآخر..
شارك في الأحداث التي تعرّض لها قومه وفي معاناتهم مع ملكهم حُجْر بن الحارث الكِندي، وفي حروبهم المتصلة مع الغساسنة، ونزاعهم مع طيّئ ووقائعهم مع غيرها من القبائل والبطون، وقد أعانه عمره المديد على مواكبةِ أحداثٍ كثيرة من حياة بني أسد، ولعل أبرز تلك الأحداث ما كان مع الذين ملوكهم من الكِنديين فمن المعروف تاريخياً أن بني أسد ملّكوا عليهم ملوكاً من كندة ولما توج حُجْر بن الحارث والد( امرئ القيس ) ملكا .. ساءت سيرته فيهم وفرض عليهم أتاوى كثيرة ولما امتنعوا عن الدفع، سار إليهم وضربهم بالعصي وأسر بعضَهم وكان( عبيد ) بين الأسرى فقتله المنذر بن ماء السماء حينما وفد عليه في يوم بؤسه.

* كان بنو أسد يرون أن ( عبيد ) هو أول من قال الشعرفي الجاهلية. وهو أوّل من وردت في اشعاره عبارة (( بحور الشعر)) التي استخلصها فيما بعد (الخليل بن أحمد الفراهيدي ) مؤسِّس عِلم العَروض. ومن يقرأ ديوان عبيد يجد أنه حقّاً يمتلك مقوّمات الشعر القديم لغة ومعنىً فهو شاعر متمكناً من البحور والقوافي لكنّ معلقته التي اٌشتُهِرَ بها قد أثارت جدلاً بين النّقّاد القدامى بسبب كثرة زحافاتها وعِللها وذلك مما أدّى إلى اضطراب في موسيقاها حتى بدا بحرُها غريباً ( يُدعى بالبسيط المُخلَّع ) وهو ضرب من مجزوء البسيط (مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ مستفعلن) وتتصف هذه القصيدة بكثرة زحافها وعللها و اضطراب وزنها وغرابة بحرها حتى قيل عنها لكثرة ما دخلها من الزحاف و القطع "كادت ألا تكون شعرا ". وذلك لما جاء بها من انتقال بين شعر البادية الذي تستوى فيه القيم الفنية و تطبق عليه المأثورات و القواعد الشعرية و بين الشعر القديم الذي نعرفه. لقد كثر الحديث عن معلقة (عبيد بن الأبرص ) وخروجها على عروض ( الخليل ) الأمر الذي يرجح أن القصيدة قد لحقتها أخطاء الرواية والتدوين كما يلاحظ أن أغلب اختلاف الروايات التي قراءتها في الاصفهاني وابن سلام .. والتبريزي ..متعلق(بالصد) بينما يغلب جدا الاتفاق بين (الأعجاز) ولعل سبب هذه الظاهرة هو اتفاق ( الأضرب ) وانسجام موسيقاها بشكل يفوق ( الأعاريض ) مما اضعف موسيقى الشعر في المعلقة

** اقول في (( عبيد بن الابرص )) ...
= جعله ( ابن سلام ) في الطبقة الرابعة من فحول الشعراء الجاهليين .
= وقال عنه الأصفهاني: بانه شاعر فحل فصيح من كبار 
( شعراء الجاهلية ) .
= واورد التبريزي ان معلقة ( عبيد ) ضمن مجموعة 
( المعلقات العشر) .
= واورد ايضا الإمام المُحدِّث ابن قتيبة ان معلقة عبيد بن 
الابرص تعد من خيار ( المُعَلّقات العشر) .

** الحادثة التي فجرت الشعر عند ( عبيد بن الابرص ) ..
يقال إن ( عبيد بن الابرص ) خرج يرعى غُنيمات مع أخته ماوية وأراد أن يرد الماء مرة فمنعه أحدهم ونال منه ومن أخته فاغتم عبيد ودعا أن يعينه الله على الانتقام من ذلك الرجل فكان أن انطلق الشعر على لسانه وهجاه ومن يومها وهو يقرض الشعر .

** ((( المعلقة العاشــــرة .. لعبيد بن الابرص ))) ** 
والتي يقول في مطلعهـــــــا :-

أقفر من أهله ملحـــــوب فالقطبيــــــــــات فالـــذنوب
فراكس فثعيــــــلبات فـــــــــــذات فرقـــين فالقلــيب

فعردة فقفــــــــــا حبر ليــس بها منهم عـــــــــريب
وبدلت من أهلها وحوشا وغيرت حالــــــها الخطــوب

أرض توارثها الجدوب فــــــكل مــــن حلهــــا محروب
إما قتـــــيلا وإما هلكا والشــــيب شين لمن يشيب

***
***
عينــــــاك دمعهمــــا سروب كأن شأنيهمـــا شعيب
واهية أو مـــــعين معن من هضبشة دونهـــا لهــوب

أو فلــج واد ببطن أرض للمــــــاء من تحتــها قسيب
أو جدول في ظـــلال نخل للماء من تحتــها سكــوب

تصبــــو وأنى لك التصـابي أني وقد راعك المشـيب
فإن يــــكن حـــال أجمعهـــــا فلا بدي ولا عجـــــيب

***
***
أو يك أقـــفر منها جوها وعادهــــا المحـــل والجدوب
فكل ذي نعمــــة مخـــلوس وكل ذي أمــــل مكـذوب

فــــكل ذي إبل مــــوروث وكــل ذي ســلب مسلوب
فكـــــل ذي غيبــــــة يؤوب وغـــائب المـوت لا يغيب

أعاقــــر مثل ذات رحم أو غانـــم مــــثل مـن يخــيب
من يســــأل الناس يحرمــــوه وســائل الله لا يخـيب

***
***
بالله يــــدرك كل خــــير والقــول في بعضـــــه تلغيب
والله ليــــس له شـــــريك عــلام ما أخفــــت القلوب

إلا سجيات ما القلو ب وكم يصــــيرن شائــنا حبــيب
ساعــــد بأرض إن كنت فيها ولا تــــــقل إنني غريب

قد يوصل النازح النائي وقد يقطع ذو السهمة القريب
والمرء ما عاش في تكذيب طول الحياة لـــــه تعذيب

***
***
يا رب مــــــــاء وردت آجن سبيـله خائـــــــف جديب
ريش الحمام على أرجائــه للقلب من خـوفه وجيب

قطعـــته غــدوة مشيـــحا وصاحبــــي بادن خبـــوب
غـــــيرانة موجد فقــــارها كــــأن حاركـــــها كثيــب

أخلـــــف بازلا ســــديس لا خفــــــة هي ولا نــيوب
كأنهـــــا من حمـــــير غاب جون بصفــــــحته ندوب

***
***
أو شـــــبب يرتعي الرخامــــي تلطه شمأل هبــوب
فذاك عـــــصر وقد أراني تحـــــملني نهدة سرحوب

مضبر خلقها تضـــبيرا ينشق عـــن وجهها السبيب
زيتــــية نائـــــم عروقـــــها ولين أسرهــــــا رطيب

كأنهـــــا لقوة طلوب تيـــــــــبس في وكرها القلوب
بانـــــت على إرم عذوبـــــا كأنهــــــــا شيخة رقوب

***
***
فأصبحت في غــــداة قر يسقط عن ريشها الضريب
فأبصرت ثعلبـــــا سريعا ودونـــــه سبسب جديـــب

فنفضـــــت ريشهــــا ولت وهي من نهضـــة قريب
فاشتــال وارتاع من حسيس وفعله يفعل المذؤوب

فنهـــضت نحــــوه حثيثـــا وحردت حـــرده تســيب
فدب من خلفـــــها دبيبا والعين حملاقهـــا مقـلوب

فأدركتــــه فطرحته والصــــــيد من تحتها مكــروب
فجدلـــــته فطرحــــته فكدحــت وجهـــه الجبــوب

فعــــــاودته فرفعتـــــه فأرسلتــــــه وهو مكــروب
يضغــو ومخلبـــها في دفه لا بد حــيزومه منقـوب

** ((( اوزان عروضيــــــة )))**

(( تفعيلة بحر البسيط )) ...
((مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن ))

(( مفتاح بحر البسيط )) ...
( إِنَّ الْبَسِيْط لَدَيهِ يُبْسَطُ الأَملُ * مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُ))

وهذه المعلقة على وزن (( مخلع البسيط من مجزوء بحرالبسيط ))
(ومجزوء البسيط ) هذا احبتي ما سوف نقوم بتبينه وشرحه وتوضيحه في الدرس القادم لبحر البسيط من خلال برنامج :
(( الشرح الكافي في علمي العروض القوافي )) ..

** وفــــاتـــــــــــه:..........
* قُتل ( عبيدُ بن الأبرص ) .. في العام (٢٥ قبل الهجرة النبوية .. الموافق : ٥٩٨ للميلاد ) وتقول القصة إن ملك الحيرة (ابن ماء السماء) كان له يوم نعيم .. يُكرم من يفد عليه فيه ويوم بؤس .. 
يقتل من يفد عليه فيه وصادف أن وصل عبيد إليه في يوم بؤسه 
فقتله الملك على الرغم من محبته له وكان نادماً على فعلته هذه بقتله (لعبيد بن الابرص).. وقد يضرب المثل ( بيوم عبيد )عند العرب لليوم المشؤوم وذلك لموت عبيد في يوم بؤس مشؤوم ..

الخاتمــــــــــة:-
*لقد برزت (( المعلقات العشر )) كل خصائص الشعرالعربي الجاهلي بوضوح حتّى عدّت أفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية وتاريخية 
فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة بلغت الذّروة في اللغة وفي الخيال والفكر وفي الموسيقى وفي نضج التجربة وأصالة التعبير ولم يصل الشعر العربي إلى ما وصل إليه في عصر المعلّقات .. فكانت لنا مكتبة متكاملة من الادب العربي الجليل .. وكتاب تاريخ .. يــــــــؤرخ ويسجل ويدون احوال العرب ( وطبوغرافية البادية ) كما سردت وذكرت هذه المعلقات وبينت لنا خصائص وسمات عصرهم الجاهلي الذي حوا واحتوا هؤلاء الشعراء الفحول اصحاب اجمل قصائد عربية عرفها التاريخ ..

• وبهذا نكون قد انتهينا احبتي الكرام من تقديم (( المعلقات العشر)) وانتظروني احبتي مع ( شرح المعلقات العشر ) 
في البرنامج الاسبوعي (( شاعر وقصيدة ))..

• حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر/ سيد غيث

 

 

 

 

WWWlaleelklob

الشاعر ايمن البلاط

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 14 يونيو 2015 بواسطة WWWlaleelklob

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

33,718

تسجيل الدخول

لآلىء القلوب

WWWlaleelklob
مجلة لألئ القلوب الألكترونيه مجلة ادبيه ثقافيه »