قصيدة : " رَحَلْـتَ.. "
إهْـدَاءً إلى رُوحِ كُلِّ فَنّانٍ شاعرٍ مُنَاضِلٍ في إبْدَاعِ الحَرْفِ قَدْ تَجَلَّـدَ
وصِدْقَ الكَلِمَةِ قَدْ خَـلَّـدَ..
التّصْدير :
بِـحَرِّ فِـرَاقِ نَـجْمِكَ قَدْ بُلِـيــنَــا + + عَـزَاءُ مُـصَـابِنَـا وَطَـنٌ يَقِـيـنَـــا
سَتُضْحِي سِيرَةً تُرْوَى سِنِيـنَا + + يُرَدِّدُهَـا القَصِيدُ صَدًى حَزِينَــا
( محمّد الخذري / قصيدة " رثاء القوافي " )

رَحَلْتَ و في رَحِيلِــكَ مَــا بَكَـيْنَــا + + على جَمَــرَاتِ دَرْبِــكَ قَدْ مَشَيْـنَـا
أ يَــا فَجْـرًا تَـوَهَّــجَ في القَصِيـــدِ + + بِــدِفْءِ يَـقِـيـنِـهِ فِيــنَـا احْـتَمَيْـنَـــا
بَـكَــاكَ قَصِيـدُنَا كَـمَــدًا و حُـزْنَـــا + + بِـحُـرْقَـةِ نَـوْحِ أحْــرُفِــهِ اكْـتَــوَيْـنَــا
رَحَلْـتَ و في رَحِيلِــكَ مَــا بَكَيْنَـا + + على عَتَـبَــاتِ وَجْـدِكَ قَـدْ مَـضَيْـنَـا
أ يَـا عَبَـقَ القَصَــائِدِ في الدِّمَــاءِ + + بِـعِطْـرِ شَـذَا هَـوَاكَ قَـدِ انْتَشَـيْنَـــا
نَشِيدُكَ قي النّضَالِ يَظَلُّ روْضًــا + + فَـمِنْ رَيْـحَـانِــهِ وَطَـــنًـــا بَـنَيْــنَــــا
رَحَلْـتَ و في رَحِيلِكَ مَــا بَكَيْنَــا + + على قَبَسِ الصُّمُـودِ قَدِ اهْتَـدَيْــنَــا
أ يَــا أمَــلاً تَـضَـوَّعَ فِي الصُّــدُورِ + + يُـلَمْـلِـمُ جُـرْحَــنَــا أنَّـى هَــوَيْــنَـــا
سَيُـولَدُ مِنْ أمَـانِـيـكَ الصَّـبَــــاحُ + + نَسَائِـمُ رَوْحِـهِ تَحْــنُــو عَـلَـيْـــنَــــا
رَحَلْتَ و في رَحِيلِـكَ مَـا بَكَيْـنَــا + + جِــرَاحَ رِفَـــاقِ دَرْبِـكَ قَـدْ شَفَيْـنـَــا
على أنْغَـامِ شَوْقِكَ قَـدْ شَجَوْنَـا + + إلى هَمَسَاتِ عِشْقِكَ قَدْ سَعَيْـنَــا
سَيَـبْـقَى في قصَـائِدِنَا نَشِيــدًا + + عِــذَابُ لُــحُـونِـهِ تَـرْنُـــو إلَــيْـــنَــــا
رَحَلْـتَ و في رَحِيـلِـكَ مَـا بَكيْنَـا + + عَـلى لَفَــحَـاتِ حُرْقَـتِـنَــا قَضَيْـنَــــا
يَـظَـلُّ قَـصِيــدُنَــا دَرْبًــا سَـبِـيـلاَ + + على جَمْرِ الهَوَى نَمْشِي الهُـوَيْـنَـا
فَـتَـخْـضَلُّ القَـوَافِي يَـاسَمِيـنَــا + + يَـظَـلُّ أرِيــجُــهَــا حُـلُـمًا لَــدَيْــنَـــا
رَحَلْتَ و في رَحيلِـكَ مَـا بَكَيْنَــا + + حَـقِيـقَـةَ حَـرِّ فَـقْـدِكَ قَـدْ وَعَـيْــنَـــا
نَشِيجَ قَصِيـدِنَـا لَكَ قَـدْ شَدَوْنَـا + + فَـمِـنْ أشْـوَاقِــهِ عِـشْقًـا جَـنَـيْـنَـــا
عَلَى ذِكْرَى الرّحِيلِ نَعُوجُ شَوْقًا + + بِـصِــدْقِ وُعُــودِنَا لَـكَ قَـدْ وَفَـيْـنَـــا
رَحَلْتَ و في رَحِيلِـكَ مَـا بَكَيْـنَــا + + وَهِـيـجَ عَــزَائِــنَـا فِــيــكَ ارْتَـضَـيْنَـا
سُطُوعَ بَريـقِ نجْمِكَ قَدْ رَجَوْنَـا + + عُــهُــودَ رَبِـيـعِ ثَــوْرَتِــنَــا رَعَــيْــنَــا
عَلَى جِسْـرِ الفَوَاجِعِ قَدْ عَبَـرْنَـا + + فَـمِنْ عَــبَــرَاتِــنَــا سِـيَــرًا رَوَيْــنَـــا
رَحَلْتَ وَ فِي رَحِيلِـكَ مَـا بَكَيْنَــا + + فَـمِنْ نَـبْـعِ النِّـضَـالِ قَـدِ ارْتَــوَيْــنَــا
سَيُـوقَدُ فِي بَصَائِرِنَـا سِــرَاجًـا + + يُـنِيــرُ دُرُوبَـنَـــا أنَّــى الْـتَـقَــيْـــنَــــا
مِـدَادَ حُـرُوفِنَـا لَكَ قَدْ سَكَبْنَـــا + + رِيَـاضَ بَــدِيـعِ بَوْحِـكَ قَـدْ سَقَـيْــنَــا
رَحَلْتَ و فِي رَحِيلِـكَ مَـا بَكَيْنَــا + + فَمِنَ وَجَعِ الشَّـدَائِدِ مَـا اشْتَكَيْـنَـــا
سَتَـحْـيَـا في ضَمَـائِـرِنَا قَصِيـدًا + + يُـؤَانِـسُـنَــا وَ لاَ يَـقْسُـــو عَلَيْــنَــــا

بِمِـــدَادِ : مُحمّــد الخـــذري