جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حَديثٌ مَعَ الْمَجْهُول..(سرد قصصي ).
============
أَخْبرني مَتى جئت.. لمَ جئْت.. قبلَ عَقدَيْنِ رُبَّما.. قبلَ بِضعِ سَاعات..
أو رُبَّما لَمْ تَكنْ هُنا مُطْلقاً.. اشْعرُ بِغَليانٍ يَلسعُني.. شُعورٌ غريبٌ يَنتابُني..
وَأَنا أُمارسُ حُريَّتي كالرّيح .. أملكُ الحقَ في أَنْ أَستَبيحَ وحدَّتك..
لكني أقفُ على الأعتابِ.. في الوحدَةِ.. غَالبا ما تكون الأبوابُ الخارجيَّةُ مُغلَقَةً..
حينَ أكونُ في داخلك.. أَفقُدُّ القدرةَ على التَّمْييزِ.. يُصيبُني الْعَمى..
أمام تِلْكَ الرّهبةِ وَالْعتمةِ.. أَكادُ أَضِيعُ في دَهاليزِها.. أَفقُدُّ كُلَّ طاقَةٍ للخُروج..
أتحفظُ.. ثُمَّ.. أشْرَعُ نَحوَ تَحْطِيمكَ.. أحَولُّ داخِلُكَ إلى أَرضِ مَعركةٍ..
اليَوْم.. لأولِ مَرَّةٍ..
حاولَ شُعاعُ الشَّمسِ التَّسَلُّلَ إلي دافئاً.. تَفقَّدتُ موطئ قَدَمي.. فَوَجَدتكَ .. و جَدْتُني..
وَجدَّتُ كُلَّ شَيءٍ ثابتٍ.. مازلنا على ذاتِ الشاطئ .. في ذاتِ النُّقطَةِ..
كأَنّنا لَمْ نَبْرَحْ مَكاننَا قَطُّ.. كُنتُ مَذْهولاً.. مُتأَمِّلاً إنقشاع الظَّلَاَّمِ منَ المَكانِ..
باحثاً عَنِ الشَّمْسِ.. الَّتي رَفعتُ يَديّ لِاِتِّقائِها.. اِخْتَفَتْ الدَّوائرُ المُذَهَّبةُ..
عُدتُ إلى السَّكِينةِ .. مَضَّيْتُ أتحركُ بِحَيْرَةٍ.. في زَحْمَةِ الظَّلَاَّمِ والنورِ..
أبْحَثُ عَنْ خَيْطٍ مُلون.. أَبحثُ وَعَيْنايَ مُغمَّضَتان.
==========================
مهدي سهم الربيعي \ العراق \