.... مذكرات مُسْعَف
تذكرت أو أنني أحلم
كنت ما بين سراب وحقيقة
بكيت ما حَوْلِيٌّ
جوع حصرة وأَلَمَّ
شهداء هنا وهنـــــــــــــــاك
أشلاء أطفال مُزقت
حقدٌ جثثٌٌ تَحَطَمَت
انا أنسان لا اخاف قصفٍ
أنا مقاتلٌ فعال
بحمالتي الملطخة أحَارب
حاملٌ حاضنٌ دافنْ
في كل دقيقة أتألم
الموت لي نصر وافتخار
أعيس بين القصف والنار
أنا مُجاهد مُسْعَف
أعيش اليوم وغداً لا أعرف
تذكرت أو أنني أحلم
كنت اعيش سراب وحقيقة
بكيت ما حَوْلِيٌّ
جوع و حصرة وأَلَمَّ
شهداء هنا وهنـــــــــــــــاك
أشلاء أطفال مَزقها الحقد قطعاً
انا أنسان لا اهاب الموتَ
انا مجاهد مُسْعَف
في حروبٍ
فرضها طفاة الماضي
طغاة الحاضر والمستقبل
ونال جسدي منهم دَرساً
انا مُسْعَف مُستهدف
يعتقدون أنني مُسلح
بالهلال والصليب لهم الوُّح
اصيح أنا مُسْعَف
البس الهلال لِيَحمِيني
أجد الغل بالرصاص يرميني
استرحت بغفوةٍ
بعد تعب ويأس
نِمتُ جثةٌ هامدة
أنامتني الأيام عجزا
نمت مع كوابيس مزعجة
اخذتي لشعوب بعيدة غريبة
فيها يقتل الإنسان جهلاً
وَئِيدٌ النساء حلاً
ويموت الضعيف امراً
سمعت بأَباَ لهبٍ وجَهلْ
يدفنون يقاتلون يُخربون
وللإناث هم أحياء دافنين
تبت يدآك أبي لهبْ
لقد قتلت شيوخ البلد
انا ارى أبا جهل أمامي
لأصنام يسجد أمامي
وللات يقدم احلى الرطب
أصنام كثيرة هنا حَوْلِيٌّ
وأباجهل يقتل ويرتع
ويَئِيدٌ النساء غصباً
بشترون عبيداً
أفقتُ نومي مُهَوَّسٌاً
فوجئت بأبا جهل امامي يسرح
وقد خلف اولادَ جهل
جاهـــلٌ يحكم
جاهـــلٌ يقتل
حتى ابو لؤلوة المَجُوسّيِ
صار حاكمٌ مؤمَن
يحكمون يرسمون ويقتلون
ويعتلي الطاغي كرسية الملعون
صريخ وأنينْ
دماء شهداءٍ تسيل
أطفال رضع تصيح
تحت الركام تنيح
نساء وشيوخ
تحت الركام بالصخر مكبلين
ولهم الطغاة برمصاد قاتلون
القلبُ لهم باكٍ جَريح
وأنا بحمالتي
اللمم أشلاء تناثرت
من الغل مُزقَت
قَدرِ أن اعيش هذا المَنظَر
أنا المَسْعَف الجريح
ليتني أسْعَف يوماً
ضمير العروبة الجريح
مُلقاة الإنعاش كالضريح
حربنا حرب أبادةٌ
فرضها طفاة ساسة
ونال جسدي
منهم الضرب لا محالة
انا مُسعَف مستهدف
يعتقدون أنني مُسلح
الهلال والصليب لهم رسالة
أنا مُسْعَف أعزَلْ
ألبس الهلال درعاً
أجد الغل بالرصاص رمياً
لا فرق بين عزل ومُسلح
ولا طفل بشارع يلعب
قنابل لا تفرقَ
بين أسود وأبيض
..... عمار قدح