جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
النهر
على ضفّةِ نهرٍ هادرٍ كالشلّالِ
كنتُ بالقربِ من حبيبتي.
رأينا زمرةَ مراهقينَ يسبحون .
كانوا يسبحون باتجاهنا و يبتعدون...
كانوا يسبحون عكس التيّار....
...
على الضفّة الثانية كانت تقف حورية البحار...!
ايتها الحورية ما الذي اتى بك في هذا النهار؟
و لوّحت لها فلم تجب وكأنّها لا ترانا...
...
كانت تلعب بعقدٍ مفروطِ من اللآلئ
كانت ترمي اللآلئ بالنهر
و كانت اللآلئ تذوب عندما تلامس سطح الماء
وكأنها نيازك تتساقط من السماء
وكأنّ هذه الحوريّة آثمةٌ مطرودةٌ من حُلُم...
...
كم كنت أحبّ لقاء هذه الحوريه
كم احببت أحلامي معها في زمن الوهم
والآن ما عاد الكذب يعنيني
ما عادت حلما يصدّقه عقل
لا شكّ إنّها طُردَت من الحلم
...
كانت عاريةً...
باردةً...
بعيدةً عن منزلها
وسط بحرِ الحبّ العميق
كانت صورةً تائهةً مهزوزةً لا حياةَ بها...
...
كان الفتيةُ مشدوهين بمنظرِها
فرحين بعريها ساعين إلى لآلئها
كانوا تارةً يغوصونَ يحاولونَ التقاطَ ما ترمي
و تارةً يسبحونَ تجاهها فلا يصلون...
...
كنتُ وحبيبتي جالسَينِ تحتَ ظلّ شجرة...
شجرة لا تشبهُ شجرَ الدنيا.
و قربنا رأيتُ سّلةً ملآى بكلّ فاكهةٍ لذيذة
وجرّهً يرشحُ منها ماءٌ عذب
يروي قبل ان تمتد له أيدينا
...
كان النسيمُ منعشاً و لطيفاً
كانتِ العصافيرُ تغرّدُ لنا
أنشودةَ الحقيقة
انشودةَ الصدقِ والوفاء
انشودةَ من لا يتبعَ الكذبَ ولا يؤمنُ بوَهم
أنشودةَ من يحبُّ ولا يُخلِف الوعد...
...
كنتُ ممسكاً بيدِها
كانت تحتضنُ قلبي بدفئِ الحبّ
كان لدينا لحظات من الحياة
تغنينا عن ايّ لآلئٍ
سوى ما لمحتُ في فمها
عندما ضحِكنا على جهلِ المنافقين.
عدنان خليفة
2016