جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لغة الصمت وحديث العيون
هي حبيبتي لم أنساها يوما قد كانت لي كل عمري عشت من أجلها ولها وبها، أما هي قد عاشت في خيالي نعمت بقلبي ذابت في عقلي كانت تستحق كل الاحترام كل من عرفها أحبها فقد كانت رقيقة جميلة ، يداعب جمالها القلوب وإلى جانب جمالها فهي ذكية تعرف ما تريد قوله دون أن تقول ، وتصرخ بالحقيقة في وجه أي إنسان ...التقيت بعينيها من خلال النافذة عندما جاءت للسكن بجوارنا لم تهتم بي في البداية ...وبعد أيام أصبحت النافذة شريان يصل بين قلبينا ، تعلمت لغة الصمت وحديث العيون ، كان يكفي أن أرى الشوق في عينيها لرؤيتي لأعرف كم تحبني ، لم نتحدث نسينا الكلام ، وذبنا في أحلامنا ، تمنيتها زوجة لي أما ً لأولادي عشت أحلم بها وحاولت مقابلتها ولكني لم أفلح ، ظللت ثلاث سنوات أحادثها بلغة العيون حتى فوجئت بها يوماً تنظر لي نظرات حزينة وكانت تريد محادثتي ، وانتهزتُ أول فرصة وسألتها ماذا بك قالت بدون مقدمات كلمة واحدة هزت مشاعري ؛ قالت : أحبك...أحقا تقولين ذلك ؛ أحقا تحبينني كما أحبك ، ولماذا تبكين ؟أنا أحبك أحبك...لكني أخشى مواجهتك...سأذهب اليوم لوالدكِ سأقول له : أحبها أتمناها زوجةً لي...لهذا أبكي...لماذا؟...لأني ارتبطت بغيرك...كيف حدث ذلك ؟ هل أرغموكِ على ذلك قالت ؛ وهي تحاول إبعاد عيناها من أمام عيناي، وتدحرجت لؤلؤتان على وجنتيها...كلا أنا وافقت عليه....كيف تفعلين ذلك ؟ ألا تحبينني...أحبك لكن أزعجني عدم قولك لها ،أحيانا تصبح الكلمة خيط رفيع يصل بين قلبين ، وأحيانا تنتهي الحياة لأننا نبخل بكلمة أحبك ، وأنا انتهت حياتي من بعدك...ارفضي ؛ ارفضي من جديد ، لا أستطيع ، إنساني اعتبرني مجرد ذكرى فأنا وأنت لا يمكن أن تجمعنا حياة ، فكلانا ينظر للحياة من وجهة أخرى فأنا لا يمكن أن أتراجع عن قرار أقدمت عليه حتى وإن دمرت قلبي ومشينا كل في طريق تثاقلت عليّ الخطى أردت البكاء ، ولكني رجل وصعب عليّ البكاء ، أما هي فلقد بكت وظلت تبكي العمر كله ...عمرها القصير فلقد ماتت ماتت بعد سنوات قليلة وقبل أن تموت أرادت رؤيتي وقالت :أتعلم لماذا لم أتزوجك لأنني كنت أشعر بدنو أيامي ولا أريد أن أحزن على حياتي فأنا لم أشعر بالسعادة بعدك لذلك لم يكن للحياة قيمة ، فهذا موت وهذا موت ، لكن ما يحزنني حقا ابنتي وزوجي سأتركهم ولا أعلم ماذا سيفعلون من بعدي ، أما أنت فلن أتركك سأظل أحبك حتى بعد موتي وقد نتقابل يوما في دنيا أخرى ، قد نعيش سويا ...قد تنساني ولكني لن أنساك سأظل أحبك ...أحبك أما الآن وبعد عشرين عاما على موتها أصبحت كهلا عجوزا أطارد ذكرياتي لم أتزوج ولن أتزوج فلقد عاشت بقلبي وعاش حبها الطاهر يعانق حوانحي واعتبرت أن حياتي كانت موعد للقاء في دنيا أخرى أجمل من دنيانا ؛ دنيا بلا نهاية كلها سعادة لا يوجد بها للصمت مكان .
دلال الدلال.
................
دلال الدلال.
................