أنا ابن كلماتي
تصوغني ما بين فرح و آهات
قصرت أو طالت أوقاتي
فإن صغت غزلا
سالت كأنهار الورود نغماتي
و أزهرت حروفي عطرا
وغرَّدت بالألحان كلماتي
و ركبت القوافي
أبحث عن أعذب الصٍفات
ما بين خدٍ و قدٍ وابتسامات
و عينين تنحر بالنَّظرات
و حياء يسبٍح الخالق
صباحا مساء
و إن صغتُني وجعا و آهات
سالت دموع العين
قبل مِداد الكلمات
و تقاذفتني آلام السنوات
و بحور من الهجر و العجز
تاهت في أرذل الأزمان خطواتي
و شربت كأس وليمة الخيبات
و جبال القوافي الخائفة
هاربة من قسوة الذٍكريات
تداري في صمت كثرة الكبوات
و لكنَّني ابن كلماتي
إن ضَحِكَتْ ضحكتُ
و إن بكتْ كنتُ للبكاء سباقا
و مع كلٍ حرف أكتُبنِي
فلا تلومُنَّ حرفا يكتب أشلائي
و يرتق ما تكسَّر من زمن فات
يلاحق في عزم و صلابة
أحلاما كانت من قسوة الأيَّام تقتات
و تنمو كرضيع أصابه اليتم مبكٍرا
لولا رحمة ربٍك أن هداه للصٍراط
و أظل ابنا بارا لكلماتي
أكتبها فتكتبني كما تشاء
___ تونس 02 ماي 2015
____ بقلمي عماد النفزي