حكاية حلم ( عبر الحياة ) ج4
دقت ساعات من العمر مكتوبة على جبين الحياة
فى الجنوب حيث جنات الريف الخضراء التى ينساب النيل الدافئ بينها كبدرِ متلألئ فى ليلة الاكتمال
شاب يميل لونه لـ لون النيل..عيون تبرق تَظهرَ فى وضحِ النهار بإشراق وتجدد .. تداعب قرص الشمس .. وتجابه الليل سهراً ... تبدأ الحكاية
ـــــــــــــــ
دق ساعات الصباح .. وصوت خافت يبدو من غرفة مجاوره لغرفة النوم .. إنه جرس التليفون
استيقظ أحمد من نومه وحلمه الجميل ... بدأ يتلفت حوله حتى نهض ليرد على التليفون فإذا به بصوت جميل يقوله له : أنك قد رشحت لوظيفة مرموقة بمدينة الإسكندرية وعليك الحضور لمقر العمل للاختبار فى أقرب فرصة
فأجاب أحمد : سآتى غداً
ــــــــــــــــــــــــــ
دبت الفرحة فى عروق أحمد لطالما حلم بهذه الوظيفة .. وأحس بأن الحلم كاد يتحقق ... من الفرحة أيقظ كل من بالمنزل .. بدت عليه هستيريا الفرحة ... فلم يعرف ماذا يفعل .. حتى ذهب إلى المطبخ فقام بإعداد فنجان من الشاى كعادته وبدأ يحتسى الشاى أمام التليفزيون وهو يستمع لنشرة الأخبار الصباحية ليعرف أخبار السياسة والطقس والرياضة .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خرج أحمد من منزله لأصدقائه ليعلمهم بنبأ ما حدث وقصة هذا التليفون .. كل أصدقائه هنأوه
ثم ما كادت الشمس تعود إلى مغربها حتى ذهب أحمد إلى مدافن العائلة وقرأ الفاتحة لوالده المتوفى ...وعاد مبتسماً إلى المنزل...
بدأ احمد يرتب حاله ويختار ملابسه التى سوف يرتديها للسفر وجهز كل شئ ..
أذن العشاء فقام فصلى وبدأ يلبس ملابسه ويأخذ حقائبه .. قَبَّل يدا أمه وطلب منها الدعاء .. وهرول مسرعاً ليلحق قطار الساعة الحادية عشر مساءاً المتجه إلى الإسكندرية
ـــــــــــــــــــــــ
ركب القطار وبدأ يتطلع فى رقم التذكرة حتى وجد مقعده فارغاً وإذ بالمقعد المجاور منه فتاة حسناء تبدو عليها ملامح الحياء
أحمد : هل تسمحين إنه مقعدى المجاور لكِ
الحسناء : تفضل
بدأ قلب أحمد يخفق لتلك الفتاة
بدأ ينظر بأرضية عربة القطار تارة وفى الأعلى تارة
بدأ يحدث خاطره .. أتراه حب من أول لحظة .. أم مجرد إعجاب عابر
وما إن دار فكره حتى نظر إلى الأرض فوجد عملة معدنية ملقاة على أرضية القطار فانخفض ليلتقطها وإذ بالفتاة تهب لتفعل ذلك
فالتقيا لأول مرة عين بعين ...
كاد قلبه ينفطر وتسارعت دقاته ........ وانتهى المشهد بابتسامة الحسناء
.........
ليعود أحمد لدائرة الشرود بالأفكار ...
فجأة تحدت أحمد وقال بلسان ثقيل
أحمد : حضرتك مسافرة فين ..؟
الحسناء بإندهاش : نعم
أحمد : آسف
الحسناء : عادى ولا يهمك
ينتاب المشهد لحظات سكون
حتى تحدثت الفتاة
الحسناء : أنا مسافرة إسكندرية
الحسناء : وأنت
أحمد وهو يرتعد : وأنا كمان
بدأت الفتاة تشعر بالأمان لأحمــد
بدأت تحكى له عن دراستها .. وإنها كانت فى زيارة لعتمها بالجنوب .. وهى الآن فى طريق عودتها لموطنها بالإسكندرية حيث تعيش هى وأسرتها
وبدأ أحمد يتجاذب أطراف الحديث معها ويحكى لها عن حياته ودراسته وطبيعة الجنوب من عادات وتقاليد
أحمد : تشربى إيه
الحسناء : مالوش لزوم
أحمد : لا لا لازم تشربى حاجه
أحمد انتفض ونهض لبوفيه القطار .. وأحضر عصائر وبسكوت وشيكولاتة
أحمد : إتفضلى
الحسناء : ميرسى
بدأت الفتاة تحدق فى أحمد .. وبدأت عليها علامات الابتسامة والإعجاب بهذا الفتى الأسمر الجنوبى
الحسناء : ممكن تليفونك .. يمكن تحتاج حاجه بالإسكندرية
أحمد : أكيد .. حتى لو مش احتجت شئ .. يشرفنى
الحسناء : شكراً لك
مرت اللحظات الجميلة سريعاً دون أن يدرى أحمد أن موعد الوصول قد حان
توقف القطار وحان وقت النزول
ولأول مرة أيدى أحمد تلامس يد الفتاة .... صافحها بحرارة ومن دون أن يدرى قال
أحمد : هتوحشينى
الحسناء فى خجل : متكلمتش خالص
أحمد : هشوفك تانى :
الحسناء : متكلمتش
أحمد : لا إله إلا الله
الحسناء : محمد رسول الله
كانت الساعة لم تتجاوز التاسعة صباحاً
بدا أحمد غريباً عن المكان .. حتى سأل صاحب تاكسى عن عنوان الشركة فاصطحبه حتى وصل
ودخل الشركة وبدت مقرها عظيم يدل على مكانتها فسأل عن مدير الشركة
الاستعلامات : من أنت
أحمد : أنا أحمد اللى اتصلتوا بى على الترشح للوظيفة
الاستعلامات : عفوا أنت لم تكن الشخص الوحيد الذى وقعت فى هذه اللعبة
أحمد : مش فاهم
الاستعلامات : لقد قام شخص باختراق موقعنا الإليكتروني وحصل على كل بيانات المسابقة والمرشحين لها .. وهاتف الناس وانتحل شخصية موظف بالشركة
أحمد : إزاى
الاستعلامات : ده اللى حصل
الاستعلامات : وهناك شخص قد تم تعيينه منذ فترة فى هذه الوظيفة ومنطبق للشروط .. ولم يعد هناك أى وظائف شاغرة
بدأت على أحمد علامات الذهول .. وانتابته حالة من قدان الوعى لـ لحظات
خرج أحمد بهذه الصورة الحزينة بعد رحلة من أقاصى الجنوب
عاد أحمد لمحطة القطار ليعود إلى الجنوب وهو يجر أذيال الخيبة
أخرج هاتفه المحمول ليتصل بمن ملكت قلبه من دون موعد تلك الفتاة الحسناء
وما أن بدأ الهاتف يدق حتى رد شخص عليه بسرعة فائقة
قائلاً للمتصل : من أنت ..؟
.
.
أحمد بخوف : أنا أحمد من أنت ..!!!
المجهول : أنت تعرف صاحبة هذا الهاتف
أحمد بتردد : لأ
المجهول : صاحبة الهاتف عملت حادث وتوفت للتو وبنحاول نعرف أى شخص من أقاربها وأنت أول شخص تتصل بعد الحادث
أحمد وهو يبكى : هى حبيبتى......لكن ما عرفت إسمها ...
المجهول : أنت شخص مجنون بتهزر
حزن شديد وبكاء يسيل بمرارة خيم على أحمد فقذف بالهاتف ومضى فى طريقه لداخل محطة القطار
وعاد إلى موطنه لا يعلم شئ عن رحلته هذه إلا حزن طويل .. سكت عن كل شئ ولم يعد يذهب لأصدقائه وانقطع عن الأكل.......... وغابت عن شفتيه البسمة .. وما عادت لعينه بريق .. كساها الدمع ..
.............
بقلم / إنسان عبر الحياه
يحيي " رداء الحداد "

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 78 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2015 بواسطة WWWkolElkhwater

مجلة كل الخواطر

WWWkolElkhwater
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

602,413