فارس يمتطي حروف إنثى
إنهُ زمنُ الإنتهاء
كلُ شيءٍ فيهِ يمضي الى الفناء
زَمنٌ لَمْ أتذكر منه شيء
ولم يبقى منه سوى حُضنٌ أبَر
هو ليس حتى بحضنِ الأنبياء
هو طَيبٌ ليسَ حتى كَقلبِ الأولياء
فيه الأحلامٌ تولدُ فَتَكبَر
حُظنٌ يلبسُ السندسَ
يغطي أحلامنا بالأستبرق
يَنهلُ من أنهارِ الجنةِ عسل ونبيذُ أحمر
يروي أحلامنا بشهدٍ وسكر
حلمٌ في ميناءٍ لايهدء ولايُقهَر
فنارةً شامخٌ يُظلَهُ ويُظلُنا
يُنيرُ بهِ سُفُننا وَيَسهَر
تَذبلُ عُبونَهُ ولا يُكسَر
حُضُنٌ ويَـدٌ الى السماءِ تَدعوا فَتُجبَر
دعوةٌ تَتَغلغَل لدواخلنا
تَنتقلُ لأرواحنا فَتُستَر
حُضنُ شَمعٍ دُموعُهُ سَحابٌ يُمطَر
بالحبِ يُسمِعُنا طرطقتهُ الهادئة
فصَوتهُ ليس ككلِ الأصوات
نَبراتٌ باكية فنبراتٌ داعية فنبراتٌ ونبرات
رونقُ اوركسترا الحنان يَنبضُ في الأبهر
يَمتَزجُ بالريح فتارةٌ يُتعبَهُ فَيَشخَر
وتارةٌ بِغَصَةِ الأنحناء يُقبَر
يُسمعنا دقدقة قلبٍ ينبضُ لأجلنا
يُسمعنا صوت القلمِ على صحفٍ
فوقَ الأرضِ الى عَنانِ السماء دُرَر
يكتب ويقول الدعاء دون لسانٍ وقلمٍ فَيُنثَر
دُعاءٌ بما نفكرُ بهِ وبما يوجعُنا يَتأثَر
يدٌ مرفوعةٌ باكيةٌ مُذلة راجفة المَنحَر
راجبةُ الحفظ ِناعمةٌ كالدُرَر
يدٌ بيضاءٌ مُسالمةٌ تُفتَحُ لها كلَ الأبواب
فَنلنَقطُ توسُلَها الملائكةُ الى الله فَتُجبر
إنَها يدٌ ودعاءٌ وحُضُنُ
إنَها صَوتٌ وعَينٌ وإحساسٌ مُعَبَر
فَتُرتلُ مَعَهم الملائكةُ وكلَ الكائنات
حتى تنامُ في حُضُنِها الوسائدُ وَفِراشُنا يَتَحَدَر
الكلُ يَعشَقُها والكلُ بها يُسَر
ركزوا معي
هذا هوَ الصوتُ يَجهَر
هاهيَ اليدُ تَمتَدُ لِما فوقَ فوقِنا
هذا هوَ الحُضنُ يَدفَءُ فَيُدفءُ الغَضبَ والقَدر
هذا هوَ الأحساسُ مُسعداً مُعَطَر
إنتبهوا ركزوا معي
هاهوَ الصوت يَمرُ مع الأثيرِ ، قلبي لَهُ يَتفَطَر
هو الوطن ، حضن ودُعاءٌ
صَوتٌ حَنينٌ لا يُتهَر
قالتها (( إهدَئوا ناموا قَروا ))
قالتها مِن قلبِها من تحتِ المَسَر
(( دللوي يالولد ياأبني ))
ناحتها فَتَمَتَعَ بها قلبُنا فَتَبَختَر
نعم هوَ وَطَنٌ
هوَ حُضُنٌ الأم ودُعاءُ لتا يُقاتلُ الشَر
فارضي عَنا أُمُنا ، بدونكِ نَحنُ نُكسَر
ودَعيني أمي أُبكي فُراقُكِ
بُعدُكِ ، دَعيني أمي أَتَهَور
دَعي دموعي تُصارعُ زَخاتِ المطر
دَعيني أطوفً في مِحرابًكِ المُطَهَر
وَأحملُكِ فوقَ رأسي طَوافاً بكَعبَةِ الأكبر
وَدَعيني أُقَبلُ قَدَميكِ فَافوزُ وأَظفَر
دَعيتي أدعوا لكِ ، حَفِظَكِ الأَقدَر
هنيئا لك الفردَوسَ فهيَ مِنَ الله تُأمَر
رائد فرات
أبا عراق
القاهرة
21 مارس 2015