خرجت أول يوم لها فى الحياة العملية .. لم يكن لها أى تجارب فى الحياة .. لا
تعرف كيف تتعامل مع الأشخاص .. ولا كيف تكون أجتماعية .
فبعد أن أنهت دراستها خرجت للعمل لشدت أحتياجها للمال .. دخلت تلك الشركة
متخوفه قلقه لا تعرف ماذا يحمل لها الغد
أول لقاء كان مع زميله فى الحجره ، أستقبلتها بترحاب وشعرت أنها متخوفة
فحاولت أن تشعرها بالامان .. شرحت لها طريقة العمل وأثناء هذا دخل رجل
الحجره ليلقى التحيه على الزميله ولم يلتفت اليها .. وبعد أن حدث الزميله بعض
الكلمات أنصرف ... ولكنه لم ينصرف بمفرده !
لقد حمل معه ذلك القلب الذى تعلق به دون أن يشعر !!!
ولم تشعر هى الا بدقات قلب سريعه متلاحقه تكاد تفقدها وعيها .. وضعت
رأسها على المكتب حتى لا يشعر بحالتها أحد.
وبعد فتره ليست بالطويله عادت لحالتها الطبيعيه .. ولكن فكرها شارد فى هذا
الرجل الذى ظهر وأختفي بقلبها !
من هو ؟
ماذا يعمل ؟
لم تجرأ أن تسأل زميلتها لشدة خجلها .. وفى اليوم التالى ذهبت الى العمل
بلهفه على أمل أن تلتقى به وتنظر إليه دون أن يعلم أو تشعره بما الم بها ..
ولكنه لم يظهر... يوم وراء يوم .. تنتظر أن يطل طيفه عليهم ولكن دون جدوى .
وأثناء ذهابها الى العمل ذات صباح فوجئت به يقطع الطريق أمامها .. ولكن على
بعد مسافه قريبه .. سبقتها خطواتها لتلحق به ولكنه أختفى مره أخرى فأستندت
الى حائط حتى يهدأ قلبها من دقاته السريعه .. وأكملت طريقها الى العمل .
وبعد ساعات وجدت من يدخل المكتب مره أخرى ليتحدث للزميله ويختفى !!
هنا سألت زميلتها من يكون هذا الرجل ؟
أخبرتها أنه زميل لنا ولكنه فى فرع أخر ويأتى لأنهاء بعض الأعمال
أخفت مشاعرها عن الجميع حتى عن الرجل نفسه .. ولكنها سعيده بذلك القلب
الذى أحب لأول مره .. ياله من شعور جميل وكانت تتمنى لو أقترن اسمها بأسم
هذا الرجل .
وعاشت ايام حالمه بشعورها بذلك الحب الذى لا يشعر به أحد سواها كانت أذا
ألتقت عيناها بعيني هذا الرجل تخفى وجهها حتى لا تفضحها عيناها ويشعر بها الرجل !
وكانت المفاجأه من الزميله لها .. أخبرتها أنه يأتى المكتب لأجلها ويريد التقدم لها !
طلب من زميلتها ان تفاتحها فى الأمر لم تصدق ما تسمع ولمعت عيناها فرحاً لقد
تحقق الحلم فأسرعت بلهفه لتسأل زميلتها عن بعض طباعه وتصرفاته ؟
فهمت من كلام زميلتها أنه رجل طيب وأبن بلد جدع صاحب صاحبه ..ولكن فيه
عيب واحد ! .. لا يصلى ولا يصوم ويخرج بعض الألفاظ الغير مستحبه لطبيعة عمله
بين العمال .
أحتارت وأصبحت بين خيارين كلاهما أصعب من الأخر .
أما أن تستجيب لنداء القلب ولهفته والشعور الجميل الذى لم تشعر به من قبل ..
أو تستجيب لنداء العقل الذى يرفض هذه الصفات فى الزوج .. وبذلك تكون خسرت
قلبها !
فدخلت فى صراع مرير .. وأخيراً أخذت القرار .. أنه قرار العقل خوفاً أن تنجب أبناء
يورثون تصرفات والدهم .
نعم لقد أنتصر العقل على القلب .. قرار صعب ومرير ولكنه الأصلح .. أنها تريد رجل
يقتدى به أبنائها .
وظلت حبيسه الأحزان سنين تعانى من ذلك القلب والذى لم تستطع أسترداده
مره أخرى وتركت العمل وعاشت حياة شبه باهته خاليه من المشاعر .
بقلم .. بثينة هيكل