كانت واقفه تستند على الحائط وتنظر الى الحقيبه الكبيره التى يجرها زوجها .. دموعها تتساقط كقطرات المطر
قالت له .. أستحلفك بالله الا تخرج
قال .. وهو ينظر الى الأرض خجلاً ..لااستطيع .. غصب عنى
قالت .. كيف لك أن تنسى سنين العمر التى جمعت بيننا .
قال .. ومن قال أننى نسيت .. أنها محفوره فى قلبى ولكن قلبى أوجعنى بحب أخرى
قالت .. وهل يتحمل قلبك أثنين !.. وهل الثانيه استطاعت أن تجد لها مكان فى قلبك يضاهى مكانتى حتى تتركنى وتذهب لها!!
قال..
أن مكانتك لا يضاهيها شئ.. ولكنه ذلك القلب اللعين الذى قسمنى الى نصفين ..
قالت.. أتعلم بأنه بخروجك من هذا الباب سوف تخرج روحى معك .. أتقبل بخروج تلك الروح التى عشقتك طوال الخمس وعشرون عاماً .
قال.. لا تبالغى .. قلت لكى تقبلى الوضع ونبقى سوياً ولا أخرج من هذا البابا .. بشرط أن تدخل أخرى من نفس الباب .
قالت .. ماذا تقول ..أبعد ما كنت لى وحدى نتقاسم الفرح ..نتقاسم الحزن سوياً .. أتريد أن تجعل لى شريك فى أواخر عمرى .. أتريد أنتحرق القلب الذى عشقك كلما وجدك بجوارها .. تحادثها .. تلاطفها.. تضاحكها !
أن هذا بالنسبه لى الموت بعينه .
هل كنت تنتظر زواج أخر أبنائك لكى تفعلها !
أتعلم كنت أتخيل أنى سوف أبدأ معك حياة جديده بعد زواج أخر أبنائنا ,
نستعيد بها ذكرياتنا ونعيش فى هدوء بقية الأيام القادمه .. كنت أنتظر هذه الفتره منذ زمن حتى أصبح لك وحدك كسابق عهدنا .. كنت أرتب لهذه الفتره حتى أتفرغ لك وحدك .. فأذا بى أجدك تقابلنى بهذا القرار !
قال .. سوف تصلك كل طلباتك ولن ينقصك شئ .
قالت .. كل شئ أصبح ينقصنى لأنك بالنسبه لى كل شئ .
قال .. لا تثقلى الأمر أكثر من ذلك .. فلكى فى قلبى معظمه .
قالت .. أجعل لى ربعه ولا تغادر .. لا تتركنى بمفردى فى أخر العمر .
نظر اليها ورغرغت عيناه .. أمسك بيدها .. رفعها الى شفتيه ليقبلها .. ثم أخذ الحقيبه وأتجه ناحية الباب وعيناها تلاحقه فى أنكسار وتوسل فربما عدل عن قراره .. ولكن غادر من أمام عينيها وسمعت صوت الباب يقفل .. لتتهاوى على أقرب كرسى غارقه فى دموعها .. وما هى ألا دقائق معدوده حتى تم فتح الباب مره أخرى ليدخل اليها وينادى عليها معلناً عدوله عن قراره وأنه سوف يظل معها وأنه عاد الى عقله .
أمسك بيدها وهى جالسه على كرسيها باكيه ودموعها تملئ وجهها .. قبلها وقال لها سامحينى .. مهما كان الحب الذى كنت ذاهب اليه لن يكون مثل حبك أنتى .. اليوم فقط عرفت كم أنتى تحبينى وأننى الذى تخيلت أن أولادنا أخذوكى منى وأننى لم يعد لى مكان فى قلبك .. أين كنتى منذ زمن ..قومى معى لنبدء حياتنا من جديد .. قومى وشد يدها ليوقفها ولكنها تهاوت على الأرض .. لقد غادرت روحها معه عندما خرج من الباب .. . ولكنى عدت فأين روحك يسأل نفسه .. ويكرر السؤال أين روحك ؟
بقلم بثينة هيكل