((( حالُ فقري والسُّيوف )))))
________________________
أبيتُ الليل شاخص العينين
وفِكري سابحٌ بِهمِّ الزّمانِ
يَهون عليَّ طرق الحديد
بِاجرٍ يُحسَبُ بِقرشٍ وَصاعانِ
أهِيَ الدُّنيا رخيصةٌ لِحَدٍّ
يَجوع الحرُّ لِيَشبعَ الثّوْرانِ
كَفاكم أكلَ الّلحومِ نَيِّئَةً
وهذا ليس مِن طّبع الإنسانِ
حياةٌ كلّها شَقاء وَهمٌّ
وقليل مَن راقَتْهُ بِإيمانِ
عبدالّله أنا وأنتَ إخوانٌ
خُلِقنا مِن طينٍ نحنُ الإثْنانِ
فِداكَ الرّوح يا رسولَ اللهِ
تَعلَمُ ماذا جَرى بِالأوطانِ
هذا سَفَكَ وَذاكَ اعتَدى
وكِلاهما مِن مِلَّة العُربانِ
أشكُّ أنّي أعيشُ في ألَقٍ
في بِلادٍ خيْرها مِنَ الرَّحمانِ
يَحسِدونَني النّاس على حالي
وَحَسبهُم أنّي في الرَبيعِ الثّاني
تَموتُ الأسودُ في عَرائِنها
وَتَنعَقُ البومُ في كلِّ مَكانِ
طِفلٌ على الرّصيفِ يَتَضَوَّعُ
والقِرَدةُ أعيُنها تَشْخَصانِ
أما حانَ لِعمرٍ أن يَسِلَّ سَيْفَهُ
فَسَيفهُ الحقُّ لا سَيْف دَعْشانِ
أنا وَأنتُم هَمٌّ في الحَياةِ
فَقري وَجُحْدُكُم كِلاهُما هَمّانِ
وَعِند اللهِ تُوْزَن أعمالنا
بِكَفَّتَيْنِ أظُنّهما لا تَلتَقِيانِ
الغِنى غِنى النَّفسِ ولَيسَ
بِمالٍ تَشتَروا بِهِ أيَّ بُنْيانِ
قولوا شَيْئاً أو اصمِتوا
مَصيركُم كَمصيري في الأكْفانِ
وَيْحكُم .. أتُباعوا لِملَّةِ الكُفرِ .. ؟!
دُمىً خالوكُم تُباعوا في دُكّانِ
________________________
بقلم الشاعر ... بشار إسماعيل