جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لماذا نحن منقسمون؟
لنرجع قليلًا إلى الوراء. إلى بداية عصر الإسلام المحمدي. في تلك الفترة انقسم الإسلام المحمدي بين علي ومعاوية. أي بين الهاشميين والأمويين. هذا الخلاف أدى إلى انقسام المحمديين إلى شيعة وسنة. ولاحقًا أدى هذا الخلاف إلى إدخال العثمانيين إلى بلادنا وتسليمهم الخلافة. بطبيعة الأحوال فإن مصلحة العثمانيين هي غير مصلحة عموم المحمديين، فقد استغل العثمانيون سلطتهم لمصلحتهم. ولتدوم هذه السلطة لجأوا إلى خلق جميع أنواع الفتن في بلادنا. نهبوا خيراتنا وتركونا في عتمة الجهل مانعين عنا كلَّ ما هو علم ومعرفة. تجدر الإشارة إلى أن دخول العثمانيين إلى بلادنا كان من باب الاستعانة بالأجنبي لحلّ مشاكلنا الداخلية. في تلك الأثناء ظهرت مذاهب كثيرة مما دعا الحكومة المركزية في وقتها إلى قمع هذه المذاهب. وكان من الطبيعي أن تلجأ تلك الطوائف إلى مناطق آمنة ومنعزلة ما أدى إلى خلق حواجز نفسية بين مختلف هذه المذاهب. أضف إلى ذلك انتشار الفكر الوهابي حديثًا في بلادنا بتأثير الثروة السعودية. هذا الفكر أعطى الصراع بين المذاهب بعدًا دمويًا. لقد كتب أنطون سعاده مقالًا في عام 1937 ينبه فيه من خطر الفكر الوهابي وكيف أن السعودية تسعى إلى السيطرة على سورية بواسطة هذا الفكر الوهابي في حين كان هذا الأمر مجهولًا لدى كل الشعب.