جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ذات صباح انقلب عش العصفور من ريح أتت عليه ..
مرت أيـــام لم ينطق فيها العصفـــور الحزين ..
فتســاءلت الملائكة :
لم لا يحدثك العصفور يا رب ، ولماذا يحجم عن دعائك ..؟؟
رد الله تعالى :
سوف يأتي لا محالة ، فأنا الأُذن الوحيدة التي تستمع لشكواه ،
والقلب الوحيد الذي يحمل آلامه .
وفي يومٍ وقف العصفور على غصن شجرة وترقبت الملائكة كلامه ، لكنه ظل صامتًا .. فتحدث الله تعالى معه :
لماذا لا تدعوني أيها العصفور ...
لماذا تعرض عن سؤالي وانا من خلقك ...
تحدث بالذي أضاق صدرك .. واشكُ إلي َّ همك ...
رفع العصفور رأسه وقال :
يا رب .. أنت تعلم أنه كان عندي عشٌّ صغير هو ملجأ تعبي ووحدتي ، حتى هذا أخذته مني يا رب ؟
لِمَ أرسلتَ العاصفة ؟
بماذا ضايقك ذلك العش الصغير ؟
واختنق العصفور بدموعه وحل السكوت في الملكوت وأنزل الملائكة رؤوسهم يتفكرون ..
رد الله تعالى عليه :
كانت هناك حية تتجه لعشك ، وكنتَ نائمًا فأمرتُ الريح أن تقلبه لتفيق وتطير وتنجو ....
فكم من بلاء أبعدته عنك لأنني أحبك لكنك كنت تعاديني بسبب ذلك .
وكنت تظن أنني غاضب منك ،، أريد ظلمك ولست بظالم لك ...
تحير العصفور من الجواب وتجمعت الدموع في عينيــــه وملأ بكاؤه فضاء السموات وأرجاء الكون ..
أدركت الملائكة والعصفور أن قضاء الله تعالى هو دائماً لخير عباده الصالحين .. فما ألطفك يا رب ..!!
ونحن أيضاً من مخلوقات الله بل أكرم مخلوقاته ..
فالانسان الذي خلقه الله وأكرمه وكرمه على باقي مخلوقاته ، حتى
أنه أمر الملائكة بالسجود له ، ينبغي أن يكون اول المطيعين والراضين بقضاء الله تعالى وقدره ، ولكننا كمخلوقات قاصرة التفكير ولأن الشيطان حاضر كعدو لنا ولباقي مخلوقات الله تعالى يبدأ بوسوساته وهمسه لنسأل الله تعالى لماذا فعلت بنا .. وكيف تفعل هذا بنا ... ونستغرب
في قرارة أنفسنا من قضائه وحكمه ... ونبدأ بالاعتراض عليه متناسين وغافلين أنه قال في كتابه العزيز :
{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } الأنبياء23 .
لاتحزن إذا منع الله عنك شيئًا تحبه فلو علمتم كيف يدبر أُموركم لذابت قلوبكم من محبته .
ما أعظمك يا الله !
عندما تجد إنساناً وقف بجانبك يومآ ما ..تذكر أن الله هو الذي سخره ليقف بجانبك ليخفف عنك ما أنت فيه .. فقط لأن الله يحبك ..
عندما تجد نفسك وحيدً لا أحد بجانبك ..تذكر أن الله يريدك أن تلجأ
إليه هو ،، فقط ليخفف عنك ما أنت فيه .
عندما تجد نفسك قد أذنبت وغرقت في آثام الدنيا ، من سوء عملك وغفلتك عن ربك .. تذكر أن الله تعالى سيتوب عليك عندما تقبل إليه
وتأكد أنه سيقبلك خاصة إذا أقبلت إليه صادقا ً لاجئا ً راغباً في توبة حقيقية .. فالشيطان ليس له عمل في حياته إلا وعده بفتنة خلق الله تعالى ، وغوايتك لتعصي خالقك ..
فلا تيأس أخي من كثرة ذنوبك ولا من قسوة الزمن عليك فما تفكيرك بقسوتها وقنوطك من رحمة الله إلا وسوسات شيطانك لكي يقنعك باستمرار البعد عن خالقك .. عندها استعذ بالله منه ومن همساته وأكمل طريق توبتك وهدايتك ... خاصة أننا في أيام فاضلة فضيلة .
ومهما بدت أقدار الله مؤلمة ، ثقوا أن في ثناياها رحمة واسعة .
ودمتم بألف خير ....
-----------------------------------
بقلمي الأمير المهاجــــــ( الحكيم )ـــــــــــــــر ــــــــــــ