authentication required

بسم الله الرحمن الرحيم

أخطار تهدد البيوت

مقدمة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله:

أما بعد.. فإن صلاح البيوت أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة ينبغي على كل مسلم ومسلمة أداؤها كما أمر الله والسير بها على منهج الله، ومن وسائل تحقيق ذلك تطهير البيوت من المنكرات، وهذه تنبيهات على أمور واقعة في بعض البيوت من المنكرات الكبيرة التي أصبحت معاول هدم في محاضن أجيال الأمة، ومصادر تخريب في أكنان الأسرة المسلمة.

وهذه الرسالة في بيان لبعض تلك المنكرات أضيفت إليها تنبيهات على أمور من المحرمات بصيغة نصائح تحذيرية، مهداة لكل من أراد الحق وسلوك سبيل التغيير تنفيذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم في صحيحه 1/69.

وهذه النصائح تفصيل لما سبق إجماله في فصل المنكرات من رسالة أربعون نصيحة لإصلاح البيوت.

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفع بهذه وتلك إخواني المسلمين. والله الهادي إلى سواء السبيل.

المنكرات في البيوت

نصيحة: الحذر من دخول الأقارب غير المحارم على المرأة في البيت عند غياب زوجها:

لا تخلو بعض البيوت من وجود أقارب للزوج من غير محارم زوجته، يعيشون معه في بيته لبعض الظروف الاجتماعية، كإخوانه مثلاً، ممن هو طالب أو أعزب، ويدخل هؤلاء البيت دون غرابة، لأنهم معروفون بين أهل الحي بقرابتهم لصاحب البيت، فهذا أخوه أو ابن أخيه، أو عم أو خال، وهذه السهولة في الدخول قد تولد مفاسد شرعية تُغضب الله إذا لم تضبط بالحدود الشرعية، والأصل في هذا حديثه صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله ! أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت ) رواه البخاري، فتح الباري 9/330.

قال النووي - رحمه الله -: المراد في الحديث أقارب الزوج غير آبائه أو أبنائه، لأنهم محارم للزوجة يجوز لهم الخلوة بها، ولا يوصفون بالموت، قال: وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم، وابن العم، وابن الأخت وغيرهم ممن يحل لها التزوج بها لو لم تكن متزوجة، وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو الأخ بامرأة أخيه فشبهه بالموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي. فتح الباري 9/331.

وقوله الحمو الموت له عدة معان منها:

أن الخلوة بالحمو قد تؤدي إلى هلاك الدين إن وقعت المعصية.

أو تؤدي إلى الموت إن وقعت الفاحشة، ووجب حد الرجم.

أو إلى هلاك المرأة بفراق زوجها لها إذا حملته الغيرة على تطليقها.

أو المقصود احذروا الخلوة بالأجنبية كما تحذرون الموت.

أو أن الخلوة مكروهة كالموت.

وقيل أي فليمت الحمو ولا يخلو بالأجنبية.

وكل هذا من حرص الشريعة على حفظ البيوت، ومنع معاول التخريب من الوصول إليها، فماذا تقول الآن بعد بيانه صلى الله عليه وسلم في هؤلاء الأزواج الذين يقولون لزوجاتهم: (إذا جاء أخي ولست بموجود فأدخليه المجلس )، أو تقول هي للضيف: (ادخل المجلس وليس معه ولا معها أحد في البيت).

ونقول للذين يتذرعون بمسألة الثقة، ويقولون أنا أثق بزوجتي، وأثق بأخي، وابن عمي، نقول: لا ترفعوا ثقتكم ولا ترتابوا فيمن لا ريبة فيه، ولكن اعلموا أن حديثه صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) رواه الترمذي 1171. يشمل أتقى الناس، وأفجر الناس، والشريعة لا تستثني من مثل هذه النصوص أحداً.

إضافة:

الآن وفي أثناء كتابة هذه السطور وردت مشكلة، مفادها أن رجلاً تزوج امرأة فأتى بها إلى بيت أهله، وعاشت معه سعيدة، ثم أصبح أخوه الأصغر يدخل عليها في غياب زوجها ويكلمها بأحاديث عاطفية وغرامية، فنشأ عن ذلك أمران: الأول كرهها لزوجها كرهاً شديداً. والثاني: تعلقها بأخيه، فلا هي تستطيع أن تطلق زوجها، ولا هي تستطيع أن تفعل ما تشاء مع الآخر، وهذا هو العذاب الأليم، وهذه القصة تمثل درجة من الفساد، وتحتها دركات تنتهي بعمل الفاحشة وأولاد الحرام.

نصيحة: فصل النساء عن الرجال في الزيارات العائلية:

الإنسان مدني بطبعه، واجتماعي بفطرته، والناس لا بد لهم من أصدقاء، والأصدقاء لابد لهم من مزاورات.

فإذا كانت الزيارة بين العوائل فلابد من سد منافذ الشر بعدم الاختلاط، ومن أدلة تحريم الاختلاط قوله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهم} الأحزاب /53.

وإذا تتبعنا الآثار السيئة للجلسات المختلطة في الزيارات العائلية فسنجد مفاسد كثيرة منها:

1.      غالب الناس في مجالس الاختلاط حجابهن معدوم أو مختل فتبدي المرأة الزينة التي نهاها الله عن إبدائها لغير من يحل لها أن تكشف عنده، في قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن ) ويحدث أن تتزين المرأة للأجانب في مجلس الاختلاط مالا تتزين به لزوجها مطلقاً.

2.                  رؤية الرجل للنساء في المجلس الواحد سبب لفساد الدين والخلق، والثوران المحرم للشهوات.

3.      ما يحدث من التنازع والتقاطع الفظيع، عندما ينظر هذا إلى زوجة ذاك، أو يغمز هذا زوجة ذاك، أو يمازحها ويضاحكها والعكس، وبعد الرجوع إلى البيت تبدأ تصفية الحسابات.

4.                  الرجل: لماذا ضحكت من كلمة فلان، وليس في كلامه ما يضحك ؟

5.                  المرأة: وأنت لماذا غمزت فلانة ؟

6.                  الرجل: عندما يتكلم هو تفهمين كلامه بسرعة، وكلامي أنا لا تفهمينه على الإطلاق ؟

7.                  وتتبادل الاتهامات وتنتهي المسألة بعداوات أو حالات طلاق.

8.      يندب بعضهم أو بعضهن حظوظهم في الزواج عندما يقارن الرجل زوجته بزوجة صاحبه، أو تقارن المرأة زوجها بزوج صاحبتها، ويقول الرجل في نفسه: فلانة تناقش وتجيب.. ثقافتها واسعة، وامرأتي جاهلة، ما عندها ثقافة.. وتقول المرأة في نفسها: يا حظ فلانة زوجها أنيق ولبق، وزوجي ثقيل الظل يرمي الكلمة دون وزن، وهذا يفسد العلاقة الزوجية أو يؤدي إلى سوء العشرة.

9.      تزين بعضهم لبعض بما ليس فيهم إدعاء وكذباً، فهذا يصدر الأوامر لزوجته بين الرجال ويتظاهر بقوة شخصيته، وإذا خلا بها في البيت فهو قط وديع، وتلك تستعير ذهباً تلبسه لتري الجلساء أنها تملك كذا وكذا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) رواه البخاري، الفتح 9/317.

10.     ما ينتج عن هذه السهرات المختلطة من ضياع للأوقات، وآفات اللسان، وترك الأولاد الصغار في البيوت (حتى لا تُفسد السهرة بالصياح! ).

11.     وقد تتطور الأمور إلى اشتمال هذه السهرات المختلطة على أنواع عظيمة من الكبائر، مثل: الخمر والميسر، وخصوصاً في أوساط ما يسمى بالطبقة المخملية، ومن الكبائر التي تسري عبر هذه المجالس الاقتداء بالكفار، والتشبه بهم في الزي والعادات المختلفة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه الإمام أحمد في المسند 2/50 وهو في صحيح الجامع 2828، وكذلك 6025.

نصيحة: الانتباه لخطورة السائقين والخادمات في البيوت:

السعي لدرء المفاسد من الواجبات الدينية، وسد أبواب الشر والفتنة من الأولويات الشرعية.

وقد ولج علينا من باب الخدم والسائقين كثير من الفتن والمعاصي، وكثير من الناس لا ينتبهون، وإذا انتبهوا لا يتعظون، وربما لدغ أحدهم مراراً من جحر واحد ولا يتألم، ويسمع أن قارعة حصلت قريباً من داره ولا يتعلم، وهذا من ضعف الإيمان وبلادة حس مراقبة الله في قلوب كثير من أهل هذا الزمان، وفي هذه العجالة نبين بعض مساوئ وجود الخادمات والسائقين في البيوت حتى تكون تذكرة لمن كان له قلب أو أراد أن يسلك في بيته مسلك الإحسان.

فتنة الإغراء والإغواء التي تحصل من الخادمات للرجال في البيوت وخصوصاً الشباب منهم، بوسائل التزين والخلوة، وتتوالى القصص في أسباب انحراف بعض الشباب، والسبب: دخلت عليه أو انتهز خلو البيت فجاء إليها، وبعضهم يصارح أهله ولا من مجيب، أو يكتشف بعض الأهل شيئاً فيأتي جواب عديم الغيرة (يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين ) وتُترك النار بجانب الوقود، والوضع هو هو لم يتغير، ولقد وصل الأمر أيضاً ببعض الخادمات إلى نقل الشذوذ لبعض الفتيات في البيوت.

- تخلي ربة الأسرة الأصلية عن واجباتها ونسيانها لمهامها، وتعوديها الكسل، فإذا سافرت الخادمة كان العذاب الأليم.

- سوء تربية الأبناء المتمثل في أمور منها:

نقل معتقدات كفرية إلى الأطفال من الخادمات الكافرات، النصرانيات والبوذيات، وقد وُجد أطفال يؤشرون بعلامة التثليث على الرأس وجانبي الصدر، كما يرون النصرانية تصلي، وتقول للطفل: هذه الحلوى من المسيح، ويرى الطفل الخادمة تصلي إلى تمثال بوذا، وأخرى تحتفل بأعياد قومها، وتنقل الفرح بذلك إلى أطفالنا، فيعتادون المشاركة في أعياد الكفرة.

حرمان الطفل من حنان أمه اللازم في تربيته، واستقرار نفسيته، ولا يمكن للخادمة تعويض من ليس بولدها هذا الحنان.

تشويه لغة الطفل العربية بما يشوبها من الكلمات الأجنبية فينشأ بمركب نقص يضره أثناء العملية التعليمية.

- الإرهاق المالي الذي يحصل لبعض أرباب الأسر برواتب ونفقات السائق والخادمة.

ثم النزاعات العائلية التي تحصل في شأن من يدفع تلك النفقات ؟ وخصوصاً بين الزوج وزوجته الموظفة، ولو جلست المرأة لتعمل في بيتها بدلاً من العمل خارج البيت، لكفيت شراً كثيراً.

والحقيقة أننا في كثير من الأحيان، نوجد مشكلات بأنفسنا !! ثم نطلب لها حلاً، وكثيراً ما تكون الحلول غير حاسمة.

إن التعود على الخادمات قد أفرز أنواعاً من الاتكالية والسلبية في الشخصيات.

وأخرى تشترط خادمة في العقد وثالثة تنوي أخذ خادمة أهلها معها بعد الزواج، وبالتالي فقدت بناتنا القدرة على الاستقلال بشئون البيت مهما كان صغيراً.

- ولما جلبت ربات البيوت الخادمات صار لديهن وقت كثير لا يدرين كيف يقضينه، فصارت المرأة تنام كثيراً، ثم لا تقر في بيتها من كثرة ذهابها إلى مجالس الغيبة والنميمة وضياع الوقت، والنهاية حسرة يوم القيامة.

- الإضرار بأهل البيت بأمور منها:

1.                  السحر والشعوذة التي تفرق بين الرجل وزوجته، أو تضر بعافية الأبدان.

2.                  الإضرار بممتلكات أصحاب البيت بما يحصل من السرقات.

3.      تشويه سمعة أهل البيت فكم من بين شريف كريم تحول خلال غياب أصحابه إلى وكر للفاحشة والفساد، ولابد أنك سمعت عن بعض الخادمات اللاتي يستقبلن رجالاً في بيوت غاب أصحابها.

4.      الكفر فيه مخالفة صريحة لنهيه صلى الله عليه وسلم عن دخول الكفار لجزيرة العرب خصوصاً وأن الوضع ليس فيه ضرورة كما ترى مع إمكان الإتيان بالمسلمين عند- تقييد حرية الرجال (الذين يخافون الله ) داخل البيت وكذلك الدعاة الذين يحاولن إصلاح أهليهم.

5.      ما يحصل من خلوة المرأة بالسائق الأجنبي في البيت أو السيارة، وعدم تحفظ النساء من الخروج بالزينة والطيب أمامه، حتى كأنه أحد المحارم أو أقرب، وكثرة المحادثات والمشاوير تسقط الحواجز النفسية فيقع المحظور، والوقائع المتكاثرة في المجتمع تدل أولي الألباب على خطورة الأمر.

6.      جلب الخدم والسائقين من شتى ملل الحاجة، فكيف إذا أضيف إلى هذا ما يحدث من تقوية اقتصاديات الكفار بتحويلات مرتبات أولئكم الكفرة من السائقين والخادمات، مع أن المسلمين أولى وأحرى، وتبلد إحساس المسلم بكثرة مخالطة هؤلاء الكفار يقضي تدريجياً على مفهوم الولاء والبراء في النفس، أضف إلى ذلك الدور البشع لبعض الذين لا يخافون الله من أصحاب مكاتب الاستقدام الذين يخبرونك بعدم وجود مستخدمين مسلمين، أو القيام بعمليات الخداع والتمويه، ليكشف بعض أرباب البيوت بعد وصول السائق أو الخادمة الموسومين بالإسلام في الأوراق الرسمية أن المسألة كذب في تزوير، وأن التمثيلية قد بدأت من البلد الذي قدم منه المستخدم بتلقينه بعض الكلمات الإسلامية التي يتظاهر بها أمام أهل البيت زوراً.

7.      ما يحصل من تفسخ الأسرة بسبب علاقة صاحب البيت بالخادمة وانظر في الواقع وفكر كم نسبة حوادث الطلاق التي حصلت بسبب الخادمة ؟

وكم خادمة حملت سفاحاً ؟

ثم سائل أقسام الولادة بالمستشفيات، وسجلات مراكز الشرطة عن المشكلات الناتجة عن أولاد الحرام بسبب الفتنة بالخادمات، ثم حاول أن تدرك نطاق الأمراض السارية التي انتقلت إلى مجتمعنا من جراء ذلك، لتعلم حجم الدوامة التي نحن فيها بسبب جلب الخادمات إلى البيوت.

ثم فكر في التصور الذي يأخذه هؤلاء الخدم والسائقين عن الدين الإسلامي، وهم يرون ويعاينون تصرفات المنتسبين إليه، واسأل نفسك أي عائق وضعناه أمامهم، وأي صد عن سبيل الله قد فعلناه بهم، وهل يمكن أن يدخل هؤلاء في دين هذا حال من يزعمون أنهم حملته ؟!

ومن أجل الأسباب المتقدمة وغيرها، رأى بعض أهل العلم عدم جواز جلب الخادمات على الوجه الحاصل الآن، وأنه يجب حسم مادة الفتنة وإغلاق منافذ الشر أنظر فتوى الشيخ محمد صالح العثيمين بشأن هذه القضية.

وحتى نكون مسترشدين بقوله تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا ) فلا بد أن نشير إلى ما يلي:
أولاً: لا ننكر أن عدداً من الخدم والسائقين الكفرة قد أسلموا وحٌسن إسلام بعضهم نتيجة ما رأوه من بعض مظاهر الإسلام في بعض البيوت، أو نتيجة لشيء من الجهود المخلصة - القليلة مع الأسف - التي بذلت في دعوتهم إلى الله.

ولا ننكر أن بعض الخدم والسائقين مسلمون حقاً، ربما أكثر من أهل البيت، وسمعنا عن الخادمة التي تضع مصحفاً فوق رف المطبخ لتقرأ فيه وقت فراغها من العمل، والسائق المسلم الذي يصلي الفجر في المسجد قبل رب البيت.

ثانياً: لن نتجاهل الحاجة الماسة التي تقع أحياناً لبعض الناس من ضرورة وجود من يخدم في البيت الواسع، مع كثرة الأولاد أو وجود مرضى مزمنين وأصحاب عاهات، أو عمل شاق قد لا تطيقه الزوجة وحدها، لكن السؤال أيها المسلمون: من الذي يطبق الشروط الشرعية ويراعي الاحتياطات الدينية في جلب الخدم والسائقين ؟ وكم عدد الذين سيأتون بسائق وزوجته (الحقيقية !) ويضمن عدم خلوة إحدى نسائه بالسائق، وعدم خلوة أحد الرجال بالخادمة ؟ ثم يأمر الخادمة بالحجاب، ولا يتعمد النظر إلى زينتها، وإذا جاء إلى البيت وليس فيه إلا الخادمة فلن يدخل، وأن لا يقبل إلا مستخدمين مسلمين حقاً.. الخ

ومن أجل ذلك فإنه لابد لكل من عنده أحد من هؤلاء في بيته أن يتأكد أنه موجود لحاجة شرعية فعلاً، وأن وجوده بالشروط الشرعية حقاً، وإن في قصة يوسف عليه السلام، لعبرة في هذا الموضوع، وفيها دلالة واضحة على الفتنة التي تحصل بوجود الخدم والسائقين في البيت وأن الشر قد يحصل من أهل المنزل ابتداءً مع كون الخدم ممن يخاف الله.  {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ }  يوسف/23.

ونقول للذين يشكون من ظروف صعبة في بيوتهم من جهة الخدمة يمكنكم عمل ما يلي:

1.      شراء الطعام الجاهز من السوق، استعمال الأواني الورقية وكذا استخدام المغاسل بالأجرة، وتنظيف البيت بعمال يشرف عليهم الرجل، والاستعانة بالأقارب لرعاية الأولاد يكون حلاً سريعاً في أوقات الحاجة، كأن تكون الزوجة مثلاً نفساء في فراشها.

2.      فإن لم يف ذلك بالغرض يمكن الاستعانة بخادمة مؤقتة بالشروط الشرعية، يتم الاستغناء عنها حال انتهاء الحاجة إليها مع ما في هذا الحل من المخاطر.

3.      الأفضل أن تكون خادمة بالساعة، مثلاً تقوم بمهمتها ثم تغادر البيت، وعلى أية حال الضرورة تقدر بقدرها.

4.      وقد طال الحديث في هذه الفقرة لعموم البلاء بها في هذا المجتمع، وقد يختلف الأمر في مجتمعات أخرى، وقبل أن نغادر الموضوع نذكر بأمور من تقوى الله.

5.                  كل من لديه أسباب فتنة في بيته من هؤلاء وغيرهم أن يتقي الله ويخرجهم من البيت.

6.      على كل من يظن أنه سيضع ضوابط شرعية للإتيان بالخدم أن يتقي الله، ويعلم أن كثيراً من هذه الضوابط تتلاشى بمرور الزمن.

7.      على كل من يوجد عنده مستخدم كافر في أرض الجزيرة أن يعرض عليه الإسلام بالأسلوب الحسن، فإن أسلم وإلا أخرجه وأعاده من حيث أتى.

وأخيراً نختم موضوع الخدم والسائقين بذكر هذه القصة التي فيها عبر عظيمة في خطورة المستخدمين في البيوت، وفي التحاكم إلى الكتاب والسنة، ورفض كل حكم يُخالف الشريعة، وسؤال أهل العلم، وتطهير المجتمع الإسلامي بالحدود الشرعية:

عن أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما قالا: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال: أنشدك الله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه وكان أفقه منه، فقال: اقض بيننا بكتاب الله وائذن لي قال: قل، قال: إن ابني هذا كان عسيفاً (أي أجيراً ويطلق على الخادم ) على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، (دفعها كتعويض له عما لحق بعرضه ) ثم سألت رجالاً من أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام (لأنه غير محصن ) وعلى امرأته الرجم (لأنها محصنة وراضية ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله، المائة شاة والخادم رد (أي مردودة عليك ) وعلي ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها " فغدا عليها فاعترفت فرجمها. رواه البخاري الفتح 12/136.

تنبيه: ومما يسوء كل مسلم غيور على حرمات الله ما يحدث في بعض البيوت من دخول عمال النظافة والصيانة على النساء وهن بلباس النوم والبيت، فهل يظن أولئك النسوة أن مثل هؤلاء ليسوا رجالاً أمر الله بالاحتجاب عنهم ؟!

ومن المنكرات كذلك ما يحدث في بعض البيوت من تدريس الرجال الأجانب للفتيات البالغات، وتدريس بعض النساء للأولاد البالغين دون حجاب.

نصيحة: أخرجوا المخنثين من بيوتكم

قال البخاري رحمه الله تعالى باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت وساق حديث ابن عباس قال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال: أخرجوهم من بيوتكم قال: فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً وأخرج عمر فلانة. رواه البخاري في كتاب اللباس باب 62، الفتح 10/333.

Arabic Transpa

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 408 مشاهدة
نشرت فى 14 يوليو 2007 بواسطة WAEL700

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,237