جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الأمل فى المستقبل الذى أحدثته الثورة فى نفوس المصريين وحجم التطلعات الكبيرة التى أنتظرها الشعب قى حياة سعيدة وتغيير منتظر غير مسبوق يفجر الطاقات ويسخر سواعد الشباب فى صناعه حضارة مصرية جديدة تبنى أحلام الجيل القادم ، عوضا عن جيل الاباء والاجداد الذى مات كمدا من الحسرة فى تحقيق اقل القليل من الاحتياجات الاساسية لحياة الانسان ، وطموحات انسانية تم أغتيالها فى المهد ، وقتل لغه الامل فى مستقبل يسعد الأبناء فى تحقيق الذات ،
..
فأصبح الشباب كخرفان العيد يولدون ليعانوا طيلة حياتهم فى الحصول على أكلهم وشربهم ليعيشوا الحياة يوما بيوم ، وكل طموحاتهم أن يسترهم الله سبحانه حتى يموتوا موتة شريفه عندما يحين وقت الرحيل ، فيتم علفهم ليحيوا حتى أذا جاء أجلهم فكأنهم نسيا منسيا ، كما أعتاد الناس فى أقصى صعيد مصر بأن ينادوا على بعضهم.. فينادى الشخص صاحبه يا زوال ( يعنى ان الشخص اذا مات لم يعد له ذكر الا كما ترى الزوال ) .
..
..
وأنتظر الشباب الفارس القادم الذى سيجيش جيوش الامل ليقفز بالوطن قفزة هائلة تحقق الطموحات وتقضى على اليأس وتفرغ الطاقات فى عمل يشهد له العالم ان بهذا الوطن عقول قادرة على تحدى الصعاب و صناعة الامل فى هذا الظلام الدامس .
..
أنتظر الجيل المبهر من الشباب أن يتولى القيادة لأن المستقبل يناديه فالعلم جواده والاصرار سلاحه والبصيرة مرأته والاخلاص قوتة .
..
أنتظروا الفارس أن يستعين بهم فى قيادة الأمة .. ولكن الفارس تناسى عهوده وحنس بتعهداته وتنكر لمواقفه التى أتت به الى القيادة والسيطرة والصولجان الذى أذهب بأصحاب العقول عقولهم
..
فصُدم الشباب فى أمالهم ، وهدم الفارس أحلامهم ، فعميت أبصارهم
وجثم اليأس على صدورهم ، وضاع الطريق من أقدامهم ، وقُتل مستقبل أيامهم ، وأصبح الضياع فى أنتظارهم ، فقهرت عقولهم على الرضا بما هو متاح ، وأخرست أبداعاتهم فى المشاركه فى بناء وطنهم .
..
ووضعهم الفارس بين مطرقة الخنوع والسكوت على نظام قديم يجدد نفسه ، وبين سندان الارغام على أختيارة بديمقراطية الصندوق التى أختاروها مضطرين غير مختارين ، وهكذا أدركوا كيف تسرق الجماعة وطن بأختياره وبأختيار ثواره .
..
دخل الفارس فى غيبوبة العناد وحصل على درجة الكتوراة الفخرية فى عناد شباب الثورة وشعب وثق فى تعهداتة وسلم له نفسه وأنفاسه وطموحات ابناؤه ، فغابت عنه الرؤيا والابداع فى القيادة حتى ينجوا بالسفينة وركابها .. ركب السفينة فى ظلام دامس يرفض ان يشاركه احد القيادة أو يوجهه ذوى الخبرة الى أرض السلامة .
..
ترك الربان السفينة تلاطمها أمواج البحر العاتى وأنتفض يلاحق ركابها فيرميهم فى غيابات البحر وفى ظلمات ثلاث يخفف من احمالها ، ظنا منة انه بذلك ينجيها حتى لاطمتها امواج اليأس والكره والاحباط فقام الركاب من شدة الظلام والاكتئاب بالانقسام فيما بينهم وقام جهالهم بخرقها ، فتمرد بعضهم على الربان الذى لا يعرف سياستها .
..
وندم الركاب على أختيارهم لهذا الربان الذى ترك الشراع لغيرة ليوجه دفتها حتى وصلت السفينة الى حافة الشلالات التى ستطيح بالسفينة وركابها باليم .
..
وظن الركاب انه لا ملجأ ولا منجا الا اللجوء الى الله لانقاذها من هذا الربان الذى لا يعلم سياستها وجماعتة التى لا تعرف طريق الرشاد .
..
ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .. فليس لها من دون الله كاشفة . فأستقيموا .. يرحمكم الله .
المصدر: أحمد المدنى
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد