الوطن العربى - مسقط
كتبت : روشان أسود

   اختتمت هيئة تقنية المعلومات فعاليات مؤتمر الأمن السيبراني والذي عقد على مدار يومين في فندق قصر البستان بمشاركة الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة امباكت ، وعدد من الخبراء والمتحدثين الدوليين في مجال أمن المعلومات.
تضمن اليوم الثاني للمؤتمر على عدد من أوراق العمل المهمة افتتحها توم بورتون، رئيس الأمن السيبراني في "بي. إي. ايه. سيستمز – ديتكا" (BAE Systems Detica) تطرق فيها إلى استراتيجيات الدفاع ضد الانتشار المتزايد لهجمات البرمجيات الخبيثة.
بعدها قدم فريد بيبر، مؤسس مجموعة سلامة المعلومات في كلية "رويال هولواي" التابعة لجامعة لندن، والحائز على شهادة فخرية في إدارة أمن المعلومات نظرا لمساهمته الفعالة في هذا المجال وعلى جائزة "آي. إم. إي" (IMA) الخاصة بمعهد الرياضيات وتطبيقاتها. بورقة عمل بعنوان استراتيجيات الهجوم والدفاع السيبراني حيث قال: "إن تأسيس معهد للمختصين في الأبحاث الوطنية أمر في غاية الأهمية لتحقيق التنمية في مجال حماية المعلومات في المنطقة، ولا بد من مواكبة التغيير المتواصل في الفضاء السيبراني من خلال اتباع أسلوب تعليم دينامكي وإلا ستكون الشهادات والجهود التي يتم بذلها غير ذات صلة".
ومن جهته تحدث جوناثان شو، لواء أسبق في وزارة الدفاع البريطانية عن أهمية بناء قدرة وطنية سيبرانية متوازنة حيث قال: "هنالك أربع أنواع مختلفة للاستجابة إلى الهجمات السيبرانية وهي: البنيوية والتقنية والسلوكية والسياسية. لا بد أن الهاكر سيجد نقاط ضعف في الشبكات الخاصة بنا" وأضاف: "من الناحية البنيوية يتوجب علينا ايجاد هيئة رفيعة المستوى مختصة في توضيح سبل التعاون بين الدول والتأكد من اتباع هيكلية معينة لتطبيق ذلك".
كما تضمنت فعاليات المؤتمر لهذا اليوم حلقة نقاش بعنوان حماية البنى الأساسية ضد الإرهاب السيبراني على مستوى الدول والشركات، حيث شارك فيها كل من هوا سو شين، نائب الرئيس للوكالة الكورية لأمن شبكات الانترنت وجان بريسالو، مدير عام هيئة نظم المعلومات في استونيا حيث قال: "تعرضت كوريا لعدد من الهجمات في العام 2011، ، وسببت إحدى الهجمات الحرمان من الخدمة في الرابع من شهر مارس مستهدفا 40 موقعا رئيسيا لهيئات حكومية ومؤسسات مالية، واكتشفت الشرطة لاحقا بأن دوافع الهجوم كانت سياسية نفذتها دول خارجية. ولمحاربة هذه الظاهرة عمدنا إلى استخدام تقنيات الهوني بوت، التي تعتمد على وضع فخ لاصطياد منفذي الهجمات وتم استخدامها لحماية الشركات من الهجمات التي تستهدف الآي بي الخاص بها". من جهته قدم جان بريسالو شرحا توضيحيا عن تجربة استونيا الرائدة في مجال الدفاع السيبراني قائلا: "يمكن تشيبه الأمن السيبراني بفريق كرة القدم، إذ تتعاون مجموعة من الهيئات لمساعدة الفريق على الفوز والفكرة هنا أنه لا يمكن لهيئة واحدة أن تحقق النجاح من خلال عملها بشكل فردي. وحتى بالنسبة لنا، توجب علينا العمل الوزارات وهيئة تقنية المعلومات والمؤسسات القانونية معا للتعاون على تحقيق هدفنا المشترك".
ويضيف: إن إحدى أبرز المشكلات المتعلقة بالأمن السيبراني هو عدم وجود حدود تفصل بين الدول ولذا لا تتوقف مشكلة الشركات والهيئات على محاربة قراصنة الانترنت بل أيضا يتوجب عليهم الوقوف في وجه الهجمات التي ترعاها دول أخرى، وتم تسليط الضوء على هذا الموضوع من قبل كل من هورد تبتون، مدير تنفيذي "آي. اس. سي 2" (ISC2) وفيليب فيكتور، مدير مركز التعاون والسياسات الدولية في "إمباكت" ماليزيا ونوربو ناكاتاني، المدير التنفيذي لمجمع الانتربول الدولي للابتكار.
ومن جهته قال تبتون: "يجب أن تدور النقاشات الأخلاقية الدولية حول مدى استعدادنا للرد على هذه الهجمات، نحن جميعا بحاجة إلى وضع استراتيجية لحماية ممتلكاتنا ولكن الأهم هو معرفة من سيكون مسؤولا عن هذه الاستراتيجية. إن التعاون الدولي في هذا المجال ضرورة حتمية وليس فقط على مستوى الحكومات والمؤسسات بل أيضا من ناحية تدريب الأفراد وبناء القدرة لدى الفريق".
وبدوره تحدث ناكاتاني عن مدى مساهمة هيئات تطبيق القانون في تحقيق الأمن السيبراني قائلا: "إنه من واجبنا حماية الناس كوننا هيئة دولية لتطبيق القانون وسواء كان ذلك في الشوارع أو على الشبكة العنكبوتية. ونحاول حاليا العمل على تطبيق القانون والعدالة نفسها على الفضاء الرقمي".
واختتمت فعاليات المؤتمر بحلقة نقاش حول النضال البرمجي بمشاركة كل من هيثم الهاجري، مختص في الأدلة الجنائية الرقمية والدكتور مارك غارتنبرغ، مخطط استراتيجي في الأمن السيبراني العالمي ومدير التشغيل في مركز استراتيجيات الفضاء السيبراني وعلوم الأمن الرقمي (CSCSS). وقد أكد المشاركون على أهمية التبليغ عن الهجمات ضمن حدود معينة مع الحفاظ على سمعة الشركة وصورتها لدى العامة وعلى أن الطريقة المثلى لحماية الحدود الافتراضية في المنطقة ضد الإختراق هو تبادل المعلومات والتعاون بين الهيئات والمؤسسات.