جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بذمتكم وأنا راضي ذمتكم ، إذا كان حوار مسجل لأول رئيس لمصر بعد الثورة يتأخر إذاعته بهذا الشكل فهل يعتقد أحد أن بمقدور هذا الرئيس المنتخب على حد قوله وتمسكه بحقه الدستوري أن يجري حوار مباشر في قناة معارضة ومع مذيع قوي ؟ المنطق بيقول طبعا لأ !! أتحدى أن يجري حوارا مع إبراهيم عيسى مثلا أو مع يسري فوده ، لأنه ببساطة لن يستطيع أن يجاوب على أسئلة غير معدة سابقا أو أسئلة مفاجئة حتى لا يورط نفسه أكثر مما هو فيه ، هو للأسف لا يملك المقدرة على اتخاذ قرار فيما يجب أن يقوله على الهواء مباشرة لأنه لا يملك القدرة على الالتزام ، ولن يكون لديه الشجاعة لشرح الأسباب المنطقية لذلك ، ولدينا للتذكرفقط مواقف عديدة من أهمها اتفاق فيرمونت الذي يعد محور الخلاف الرئيسي بينه وبين المعارضة حتى الآن ، وهذا الضعف وحده كفيل أن يسقطه كرئيس ..
الرئيس واضح أنه قد استوعب الدرس جيداً ، فهو مهما حاول أن يبرر عدم وفائه بعهوده إلا أنه بالطبع يدرك تماماً أن لا أحد مقتنع بتبريراته إلا أعضاء جماعته فقط من الشباب الصغير الذي تم إقناعهم بذلك ..
لو كان الحوار مباشراً لاعتقدنا بسوء نية أن تأخر البث بسبب أنه مازال يحفظ إجابات الأسئلة ، لكن أن يكون حواراً مسجلاً لم تلتزم بموعد إذاعته الرئاسة والحكومة ووزارة الإعلام فذلك يعني أنهم جميعهم فاشلون ، ومن ينتظر منهم شئ فهو للأسف مسكين ..
الرئيس قال ما عنده بكل وضوح أنه لن يرحل وفسر الفرق بين ارحل التي كان يعنيها قبل توليه الرئاسه وارحل الحالية ، فإذا لم تفهم تفسيره فهذه مشكلتك !!
كما فسر معنى التظاهر والعصيان المدني وحصره أنه عبارة عن بلطجة وضد القانون ويجب القبض عليهم ، وطبعاً في فرق كبير بين التظاهر والبلطجة الآن من وجهة نظره وبين البلطجة قبل الثورة وأيام المجلس العسكري الذي أتت به كرئيس !!
الرئيس أصر بشكل كبير أن يؤكد أنه إما لا يعي شيئا عمَّا يجرى أو أنه لا يفهم الشعب المصري ، وكان ذلك واضحاً في إجابته عن فرض قانون الطوارئ وحظر التجول على مدن القناة بأنها كانت مطلب شعبي من مدن القناة ، بدليل أن المواطنين استهانوا بالقرار وقضوا ليلهم يلعبون الكرة مع الجنود !!
الرئيس أكد أنه هو من يحكم مصر بحكم تكوينه العلمي والنفسي والإنساني وهو وحده من يتحمل مسئولية قراراته ، ولم يخجل حين يعلن ويؤكد كم يهتم بالأخذ بالإستشارات والآراء قبل اتخاذ قرار واستشهد بقرار الدعوة للإنتخابات أنه اتصل بأكثر من 150 شخص واستمع لأكثر من 30 شخصية سياسية ثم اتخذ القرار الذي تراجع فيه بعد ذلك لتزامن تاريخ الانتخابات مع تاريخ أعياد الأقباط ، ولك أن تتخيل من هم هؤلاء ؟ ولك أن تتخيل كم سيستعين ويتصل الرئيس في قرار أكبر من ذلك ؟؟
من المهم جداً أن تسأل نفسك ، هل تعتقد أن عمرو الليثي هو من طلب إجراء الحوار أم أن الرئاسة والرئيس قد وقع اختيارهم على عمرو الليثي ؟؟
لأن حواراً بهذا الشكل لا يعدو أن يكون خطبة في شكل سؤال وجواب حتى لا نمل التكرار ..
فالحوار بجملته لم يقدم شئ جديد ، حاول فيه عمرو الليثي أن يمثل صوت المعارضة برغم أنه استأذن الرئيس في ذلك إلا أنني شعرت أنني أشاهد البرنامج الكوميدي "حيلهم بينهم " ، لم يكن ناقصاً من عمرو الليثي إلا أن يأتي ببعض الفيديوهات لآراء الشارع التي ضد مرسي ثم يختم بأخرى ممن تؤيد مرسي ويضحك ونضحك معهم كما ضحكنا وقضينا وقت ممتع لمدة خمس ساعات في انتظار الحوار ..
بصراحة والله أحلى سهرة الليلة دي ، صحيح هنصلي الفجر إزاي ؟ لكن مُتْنَا من الضحك
المصدر: الكاتب المصرى : علاء العبد
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد