جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تحية إجلال وإكبار لكم يا شباب مصر فما أعظمكم ! وما أروعكم ! لقد حققتم بعزيمتكم ثورة عظيمة قضت علي حكم الطغاة وقدتم الشعب بقضائه وعلمائه ومفكريه ومثقفيه وأطبائه ومهندسيه وفنانيه وإعلامييه وعماله وفلاحيه ونسائه وشيوخه وأطفاله الي ثورة بيضاء حضارية نقية تمنينا تغييرات جذرية ، تنسب الثورة العظيمة لشباب قامت بها وضحت لآجلها دماءٌ زكية وإصابات وعاهات تمنينا أن تكون وساماً علي صدورهم لأنهم تصدوا بأجسادهم لشتي أنواع الأسلحة ، وبوطنية ردوا علي الرصاصات سلمية سلمية وأستمتعنا جميعاً بأصوات شجية في ميدان التحرير وأصوات السمسمية في السويس وبورسعيد مطالبين بكلمات شاعرية بالرحيل ، ألهمونا شباب الثورة القوة بأن العدل لا يأتي بالعنفوان ولا الإرهاب ولا القتل والحرق والتكسير وحان وقت الرحيل بعد أن إلتف الشعب المصري كبيرهم قبل الصغير مسلموه ومسيحيوه ونسيج واحد ورأي العالم أجمع أنذاك كيف كان المسلمون يؤدون صلاتهم وإخوانهم المسيحيون يلتفون ويقفون وراءهم وحولهم ليحمونهم وإنبهر العالم أيضا عندما كان إخوانهم المسيحيون يؤدون قداس الأحد وخلفهم المسلمون ليحمونهم إتحد المصريون بكل فئات الشعب خلف شباب حي لم يفقد الضمير ولم يرضي بالطغاة الفاسدين أن يحتلوا وطن كبير ورأيت خلال الثورة العظيمة إمرأة مسيحية تصب الماء برداً لأخيها المسلم ليتوضأ ليقيم صلاته لم نجد إختلافات ولا يوجد منا من قال أنا من قمت بالثورة وأنا أريد الرئاسة ولا إنقسامات ولا أحزاب الكل في واحد خرجتم جميعاً تطالبون بالرحيل بدون أجندات خارجية ولا أطماع سياسية ولا حلم الوصول علي كراسي الحكم ولا إنتقاء المناصب شباب أبيض طالب بعيش وحرية وعدالة إجتماعية وكرامة إنسانية لم يثنهم عن المطالبة بالحرية لا القنابل المسيلة للدموع ولا القتل في القلب الموجوع ولا الإصابات ولا خراطيم المياه ولا القناصة ولا الخيالة ولا الجمال الهجانة ولا الطوب ولا الحجارة ولا المدسوسين ولا البلطجية المأجورين ولم يثنكم عن المطالبة برحيل النظام لا قطع إنترنت ولا إيقاف المواصلات ولا هروب المساجين الخطرين كل هذا زاد من إصراركم وثباتكم للوصول والتجمع في ميدان التحرير ولم يرهبكم سحب رجال الأمن في وقت واحد والمرور ورجال الإطفاء لإحداث فوضي وبلبلة في الشارع ، فكنتم أبطالا بدون قائد وكوَّنتم لجاناً شعبية لحماية بيوتكم وبيوت جيرانكم وممتلكاتكم وأموالكم والمنشآت المصرية والمتاحف والبنوك ، وأتذكر في مثل أيام ثورتكم المجيدة وبعد رحيل النظام تجمع الشباب والفتيات والأطفال في ملحمة ولا أروع ضاربةً المثل والقدوة عندما تم تنظيف الشوارع والميادين وطلاء الأرصفة فكانت ملحمة وطنية إنبهر بها العالم كانت ثورة أخلاق وأثبت شباب مصر أن الأصالة لا تصدأ ربما تغيب قليلاً ولكن تعود لأصالتها وبريقها وقت أن يروا أن بلدهم تنسحب من تحت أقدامهم فالشخصية المصرية ذات جذور حضارية ضاربة في عمق التاريخ وهنا لا يسعني إلا التوجه لمن يريد الوطن له ويريد الهيمنة والتسلط وإحتلال وطن بأن مصر لن تكون لغير المصريين وأدعوهم الي العودة لدرس الماضي ويدققوا جيداً لأن الساعة لن تعود للوراء ومن إستطاع خلع النظام البائد يستطع خلع من يري في نفسه أنه قادر علي إحتلال وطن وترويع شعب .. ياشباب مصر أنتم خير قدوة لشباب العالم أريدكم أن تعودوا للوطن بروح ثورة 25 يناير مهما حاولوا إقصاءكم أو القبض عليكم أو قتلكم لن يتمكنوا فدرس الماضي خير شاهد فهنيئاً لنا ولكم بما حققتموه من ثورة عظيمة وإنجازات كانت حلم .. مصر تناديكم وتطلب منكم العودة والمراقبة عن كثب وأن تنظروا حولكم وتدققوا فيما يحدث لأني أري البلاد تتحول لغير ما طلبتم به بثورتكم العظيمة ثورة شباب .
سؤال برئ : هل يستحق منا شباب الثورة العظيمة شباب التطهير والتغيير شباب سلمية سليمة والعيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية القتل والقبض عليهم وإلقائهم بالسجون ؟؟ الإجابة لدي فاقدى العقل والمضمون ، و العقلاء على السواء.
المصدر: الكاتب المصري : جمال سالم
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد