ين التحرش والاغتصاب عهد طويل من الإرهاب. عميق عمق الزمان أبعد من عهد الاخوان. يتخذ حلة جديدة تتناسب مع مدى إنحطاط أخلاق الطاغية التي تتساوى مع تدني كمية الايمان الحقيقي المتبقي في أعماقه بعد تمكنه من كرسي السلطة بعيدا عن ادعاءاته وطول سبحته.
التحرش والاغتصاب سلاح قذر منحط يطال الامم قبل الافراد، به تذل أمم وتنتهك أعراض. كلنا ولدنا في عهد اغتصاب لا ينتهي وارتشفنا طعنات انتهاك أعراضنا بغصة وألم من عدو يغتصب أرضا الى حاكم يفترش عرضا. حكام يتناوبون اغتصابنا كقراصنة حطوا في جزيرة عليها امراة واحدة فلم يردعهم دينهم أو أخلاقهم عن استباحتها مداورة حتى يرضوا شهوتهم ويشبعوا رغباتهم الحيوانية... فتكالب علينا أبناء الوطن يستبيحون حلالنا ومالنا اضافة إلى أعراضنا أخلاقنا التي استباحوها حتى النفس الأخير. لا بل استفحل بهم الأمر أن أفتى ملتحوهم بجواز اغتصاب الموتى.. ففعلوا
وما دامت الأوطان تغتصب فلا عجب أن يكون التحرش والاغتصاب سلاح الغزاة والمستبدين عبر العصور لكن العجب ان يكون الاغتصاب سلاح ابن الوطن الحاكم ضد المواطن. سلاح كامل العدد والعدة، منظم ضد كل أنثى في مصر تتخذ من الوطنية شعارا. ضد كل بيت تصرخ بناته مع بنيه في الميادين ثوارا. نعم الهدف الرئيسي هو تدنيس قدسية الثورة واطفاء بريقها والايحاء بأن الثوار إنما يلتقون من أجل البغي والزنى كما قال شيخ سلفي لم يلقَ عقابا رادعا لقذفه المحصنات وبيوتا طعنت في عرضها في عقر دارهاعلى مرمى ومسمع الحاكم "التقي". وبتدنيس قدسية الثورة تستباح عذريتها مرة اخرى.
هذه الجريمة المنظمة لتحطيم شخصية المرأة واذلال شعب كامل لا بد ان تكون محمية من جهة كبرى إن لم تكن صانعتها. فبعد كل هذا الكم من الضحايا والفيديوهات ما زالت الميادين مستباحة "لجيش التتار" ... معذرة ايها التتار فانتم كنتم تعلنون استباحة المدينة لمدة ثلاثة ايام فقط.... اما هنا فولي الأمر يغض الطرف أبدا..
ايها الناس التحرش والاغتصاب ليس جسديا بالضرورة ففتاوي رجالات وشيوخ العهد المتردي هي بحد ذاتها تحرش واغتصاب لكل مواطن.... فض بكارة الوطن والوجدان أعمق وأشد ايلاما من بكارة الجسد لو كنتم تعلمون.