كشفت مصادر مطلعة و مسئولة أن قيادة القوات المسلحة تلقت تقارير من أجهزتها يوم الأحد الماضى عن وجود غضب عارم وتذمر فى صفوفها من شائعات إقالة وزير الدفاع وأنهم يعتبرون ذلك إهانة، كما أنهم لن يسمحوا بتكرار سيناريو الإطاحة بالمشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع السابق، والفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، وعدد من القادة الآخرين.
وأضافت المصادر أن قيادة القوات المسلحة طلبت تقارير من جهات داخل الجيش حول مصدر تلك الشائعات وبالفعل قدمت الأجهزة ما لديها من معلومات لقيادات وزارة الدفاع فى الثامنة صباح الاثنين الماضى وقالت المعلومات إن الشائعات خرجت من مقر إحدى القوى السياسية البارزة، وإنها تأتى فى إطار الضغوط التى تمارس على الرئيس محمد مرسى لتغيير الفريق عبدالفتاح السيسى وتعيين وزير دفاع بدلا منه دون الإشارة إلى الأسباب.
وعلى الفور تحركت قيادة القوات المسلحة إعلاميا بنشر تصريح شديد اللهجة عبر مصدر عسكرى لوسائل الإعلام يؤكد أنهم لن يسمحوا بتنفيذ سيناريو المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان كما أشار تصريح المصدر العسكرى إلى غضب وتحفظ ضباط الجيش من إطلاق مثل هذه الشائعات، وتم نشر هذه التصريحات فى الثانية ظهر الاثنين.
وتابع المصدر: حدثت أزمة شديدة وجدال كبير داخل مؤسسة الرئاسة حول هذه الشائعات ومصدرها تضمنت اتصالات مكثفة بين الرئاسة والقوات المسلحة لاحتواء الأزمة حيث أكدت المؤسسة العسكرية غضب أفرادها العارم مما يثار فى وسائل الإعلام وأن ما نشر تسبب فى حالة غليان بين صفوفها وبالتالى يجب السيطرة على هذه الحالة فى أقرب وقت ممكن، لكن الرئاسة نفت صحة هذه الشائعات وأكدت أن المعلومات التى وصلت لقيادة القوات المسلحة غير صحيحة بالمرة.
وتم الاتفاق بين المؤسستين، الرئاسة والجيش، مساء الاثنين، على أن تصدر القوات المسلحة بيانا عبر المتحدث الرسمى باسمها ينفى صحة هذه الأنباء، على أن تقوم الرئاسة بدورها بإصدار بيان نفى أى نية لتغيير قادة الجيش أيضاً وتؤكد فيه ثقتها فى قادة المؤسسة العسكرية واحترامها الكامل لهم وهو ما حدث بالفعل.
لكن مصدرا رئاسيا مطلعا نفى صحة ما قيل حول طلب الإخوان من الرئيس تغيير الفريق السيسى وتعيين وزير دفاع بدلا منه، وقال المصدر لـ«الوطن»: «هذا كلام غير منطقى بالمرة فالظروف الحالية لا تتحمل إثارة أى قلاقل فضلا عن أن الفريق السيسى من أكثر مسئولى الدولة قربا وثقة من الرئيس والإخوان أيضاً».
وكشف المصدر أن الرئيس مرسى يعتمد بشكل كبير على الفريق السيسى أثناء زياراته الخارجية وهو ما يتضح من خلال لقائه به فى قصر الرئاسة قبيل سفره خارج البلاد، وأضاف أن الرئيس يثق أيضاً فى رئيس جهاز المخابرات اللواء رأفت شحاتة ويكن له كل تقدير واحترام ويثق فى إخلاصه وجهده، وبالتالى فإن كل ما قيل فى هذا الشأن من نية الرئيس تغيير قادة الجيش بناء على ضغوط من الإخوان المسلمين هو محض كذب وافتراء ولا يمت للحقيقة أو المنطق بصلة.
وفى المقابل كشفت مصادر خاصة لـ«الوطن» أن حالة الشد والجذب التى حدثت بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية فى أعقاب تسريب شائعة نية الرئيس محمد مرسى إقالة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى لها العديد من الأسباب قيام ميليشيات إلكترونية منظمة بترويجها على صفحات التواصل الاجتماعى بشكل كبير حتى إن بعض وكالات الأنباء الأجنبية اتخذت منها أخبارا.
وقالت المصادر إن تيار الإسلام السياسى حاول من خلال هذه الإشاعة جس نبض المؤسسة العسكرية تجاه قيادتها (الفريق السيسى) خاصة بعد أن وجد التنظيم ومؤسسة الرئاسة زيادة لشعبية الجيش بشكل كبير فى الشارع وعودة المطالبات باستدعاء الجيش فى صدارة الساحة السياسية باعتباره طوق النجاة من فشل مرسى فى إدارة البلاد.
وأوضحت المصادر أنه لولا رد فعل الجيش الغاضب لفكر مرسى فعلا فى إقالة الفريق السيسى فى أقرب وقت خاصة أن السيسى لم يأت على هوى التيار كما كانوا يظنون وانتهج مبدأ سابقيه بأن ولاء الجيش للشعب المصرى فقط ولن ينحاز لطرف ضد الآخر.