مصر يا من كنتِ وستظلين أحلي الأوطان ناسك الطيبين يتباهي بطيبتهم الناس والزمان ، عشنا فيكِ أحلي أيام مليئة بالضحكات والإبتسام نضحك علي فقرنا ونضحك علي ضحكنا ونضحك علي شوارعنا المليئة بالمطبات وأتوبيساتنا وقطاراتنا المزدحمة ونضحك علي أنفسنا بدون زعل ونضحك في مسارحنا وكأنه أحلي يوم .
كان الإنسان المصري بسيط حياته بسيطة طلباته قليلة يعيش ليومه وغده يتركه لرب كريم لا يحمل ضغينة ونقول لأنفسنا متي بدأ اليوم فقد إنتهي حتي جاء الزمن المباركي الذي نسي الله ونسي شعبه ونسي الفقراء عمل لنفسه ولأولاده وللمقربين عاش الرخاء وأعتبر الوطن ملكاً له زور الإنتخابات ونهب الأموال وأستغل النفوذ وسرق وطن عاش الشعب مضغوط مقهور يعيش في القبور وهم والمقربين يعيشون في القصور .
لم يتحمل الشباب الذي راهن مبارك وحزبه علي إنهم نائمين ومغيبين فراهن وخسر الرهان فأنتفض الشباب بدون قائد من مشارق مصر لمغاربها ومن جنوبها لشمالها بصوت مسموع مطالباً بالتغيير يسقط يسقط النظام يسقط يسقط الطغيان يسقط مبارك ولا للتوريث قاوموهم بحراستهم التي تعبد الكرسي وتقدسه ودائما خُدامه فسالت الدماء الذكية وأضاءت الميادين بإضاءة خفية وتوهج طريق الحرية بإسقاط النظام ، تأملنا العيش والحرية والعدالة الإجتماعية فجاءت قوي ترتدي العباءة الإسلامية قسمت البلاد لمسلمين في الجنة وكفار في النار مع أننا مصريين ومسلمين حتي ولو كنا أقباط فكلنا مؤمنين ولله عابدين ومحبين ، وعدوا بعدم خوض الإنتخابات الرئاسية وخاضوها ورئاسة مجلسي الشعب والشوري ورئاسة الوزراء وتات تات وكله في الطريق آت آت محافظين ونقابات المحامين والمهندسين والصحفيين إحتلال جديد ودستور مسلوق ولا وقت لديهم لما يدور إعترضوا وتظاهروا وطالبوا ونحن في طريقنا وما نريده سنصل إليه فشعرنا بسحب الوطن ولم يعد لنا فقالوا هذه بلادنا ومن يعترض يرحل ثورة عظيمة آتت بمن أطفئ نور الحرية ولم نري لا عدالة ولا عيش كريم نسوا مشاكل الوطن وفكروا في الكرسي وكيفية الإعتدال عليه ومن ثم الجلوس بإسترخاء وفوجئنا بالتحصين بإعلان دستوري يقزم القضاء ويقسم البلاد وغلفت بقرارات ثورية وطالبت جموع الشعب والقضاء
بإلغاء الإعلان الدستوري تمنينا العودة للوطن وتوحيد الصفوف مع أن العظماء دائماً يتراجعون ويكبرون في عيوننا لإنهاء تقسيم الوطن والخلاف مع السلطة القضائية وهم ورثة الأنبياء تمنينا من الرئيس الجديد الذي لم يمكث إلا أربعة شهور من عمر الرئاسة فقسمت البلاد مابين إخوان وسلفيين وكفار وعبيد وكنا نتمني السير خلف رئيس لكل المصريين وطن للجميع لا لجماعة أو فئة أو فصيل بعدالة سياسية تسبق العدالة الإجتماعية مع أنه في بداية عهدة قال أنه سيحترم الدستور والقانون ورأينا المهللون وإقترب المغردون وشعرنا بالنظام القديم نفس السيطرة نفس الهيمنة مع بعض التغيير في صورة إسلامية محببة لجذب الطيبين والطيبات .
سؤالي البرئ : هل الثورة العظيمــة قامت للتغيير أم قامت للهيمنــة والسيطرة علي شعب صابر وكــريم ؟