ما هو الحكم الفاشى؟ هو حكم جماعة الإخوان فى مصر الآن. الإخوان جماعة غير قانونية لها حزب اسمه الحرية والعدالة، لا ناقة له ولا جمل، تأتيه الأوامر من الجماعة التى أصبح لها السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية، بالإضافة إلى سلطة وضع الدستور كما يتراءى لها وعلى مزاجها. الحكم الفاشى لا يكتمل إلا بميليشيات تدافع عن نظامه وتحميه والميليشيات تكون شبه عسكرية، ومن الممكن أن تكون مسلحة، وفى تاريخ الإخوان كان عندهم تنظيم سرى مسلح للقتل والاغتيال وضرب المعارضين، لقد اغتالوا رئيساً للوزراء وقاضياً عظيماً والعديد من القوى الوطنية التى تخالفهم فى الرأى، وبعد أن نبذ الإخوان العنف المسلح أصبحت الميليشيات مدربة ولكن بدون سلاح والظواهر تقول إنه فى القريب العاجل ربما يتم تسليح الميليشيات بالسلاح الأبيض، ولا مانع من تسليحها بالأسلحة النارية بعد ذلك، فهذا هو تاريخ كل القوى الفاشية فى العالم.
إن ما حدث مساء الخميس كان قنبلة مدوية لإعلان الدولة الفاشية الإخوانية ونسيان الثورة والشهداء الذين ضحوا فى سبيل تحويل مصر لدولة ديمقراطية، نداؤها «عيش» «حرية» «عدالة اجتماعية» وليست دولة فاشية بوليسية شديدة الرأسمالية، والفقراء فيها يعيشون على الحسنات والفتات.
الإخوان يحكمون قبضتهم على جهاز الشرطة وعلى الجهاز الإدارى، بدءاً من الوزراء والمحافظين حتى أصغر الإداريين، أصبحوا هم الذين يوزعون البوتاجاز، وهم يهددون رجال الأعمال ويستعدون لطبخ وسلق دستور إخوانى يؤسس لدولة ليس بها قانون ولا مساواة وفيها المرأة والقبطى والطفل والفقير جميعاً يقهرون.
يقال إن الإخوان عقدوا صفقة متميزة مع أمريكا لحمايتهم وتأييدهم داخلياً ودولياً، ولا أحد يعلم بدقة تفاصيلها لكنها بالتأكيد سوف تبدأ بعودة السفير المصرى إلى تل أبيب، وبعد حضور رئيس الموساد واجتماعه فى القاهرة مع مصر وحماس يعتقد البعض أن هذه الصفقة قد تؤدى إلى إنهاء القضية الفلسطينية وإقامة الدولة اليهودية النقية بعد تقسيم فلسطين إلى دويلتين إحداهما فى غزة مرتبطة بمصر، والأخرى فى الضفة الغربية مرتبطة بالأردن.
ويبدو أن حماس لا يهمها فلسطين كدولة ولا الإخوان يهمهم مصر كدولة، كلاهما يهمه فقط الخلافة الإسلامية الكبرى.
ماذا سوف يحدث فى سيناء فهذه قضية أخرى ولكن بالتأكيد السلفية الجهادية والجهاد الإسلامى يسيطرون على أجزاء من سيناء ولا يبدو أن الإخوان يبذلون مجهوداً حقيقياً فى تحرير سيناء، هل لأنهم لا يستطيعون أم أنهم يؤجلون هذا الأمر لفترة أو أنهم فى واقع الأمر يعتبرون أن نظام حماس ونظام الجهاد الإسلامى فى سيناء هو امتداد لهم فى سبيل عودة الخلافة الإسلامية فى المستقبل القريب. هل يمكن أن تصبح مصر لكل المصريين باختلاف اتجاهاتهم؟ هل يعتقد الإخوان أنهم قادرون على بناء مصر وحدهم؟ هذا مستحيل. لن يتحسن الأمن ولن ينصلح حال الاقتصاد، ولن تعود السياحة ولن نستطيع أن نصلح التعليم والصحة. ماذا سوف يفعل الإخوان فى المليونى مصرى، الذين يولدون كل عام، وسوف يزيدون بعد أن يتم إيقاف جميع برامج تنظيم الأسرة. هل أنتم قادرون على رفع مستوى الشعب المصرى؟ بالطبع لا.
نحن نعلم أن الجهاز الإدارى والأمن سوف يقفان مع الإخوان بشدة فى الانتخابات القادمة وأن احتمالات التزوير كبيرة جداً والبراجماتية الإخوانية لا تمانع فى ذلك، أما الأمر الأكثر أهمية فهو أن الشعب المصرى قد تغير تماماً، ولن يقبل الذل والقهر وفاشية الإخوان. ما يعتقده الإخوان أنهم قادرون على السيطرة على مصر بميليشياتهم، وهم كبير.
مصر سوف تكسر القيد، فكما كسرت قيد نظام مبارك الديكتاتورى، سوف تكسر نظام الإخوان الفاشى.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك