الفلسطينى الطامع فى أرضنا الحبيبة سيناء .. !!
لغة المصالح أمام لغة العبط والهبل والهطل ..!!!
لم أر فى حياتى أسوأ من تلك النخب المصرية التى تخرج علينا ليل نهار من على منابر الفضائيات وهى تصرخ متوعدة ومهددة ومحذرة من سيناريو توطين الفلسطينيين فى سيناء ، والبعض منهم يكذب كذبا بينا ويدعى ان ما يحدث فى غزة مجرد شو إعلامى للتغطية على مؤامرة دبرت بليل بين حماس واسرائيل والإخوان فى مصر لترتيب الأوضاع فى سيناء لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين ، وكأن حماس والفصائل الفلسطينية أطماعهم أختزلت فى سيناء وأحلامهم لا تتعدى الوقوف على ترابها بدلا من تراب فلسطين كل فلسطين ، ويصل الأمر بالبعض ويظهر أمام المصريين ثائرا مدافاعا عن سيناء المصرية ومعظما فى أداء الصهاينة ويقول بالحرف الواحد : الفلسطينيين يستاهلوا القتل والذبح .. وتعظيم سلام للخواجة الاسرائيلي موجها كلامه للخواجة الاسرائيلى بقوله : انت صح ..الناس دى تستحق القتل ..!!!
أمام هذه السفالة لا نستطيع إلا أن نطأطأ رؤسنا خزيا وعارا من جهلاء كذبوا وتمادوا فى كذبهم على الشعب المصرى ، فى الوقت الذى نرفع فيه هاماتنا وجباهنا تقديرا واجلالا وتعظيما لكل فلسطينى حمل سلاحه ودافع عن أرضه وعن كرامة وعرض أمته .
اليوم سأرد فقط على هؤلاء الأفاقين الذين يدعون خوفهم على سيناء من أن تتحول وطن بديل لأهل غزة وأقول لهم : أرحموا المصريين من جهلكم وكذبكم ..سيناء لايمكن بل من رابع المستحيلات ان تكون وطنا بديلا عن فلسطين او عن غزة للأسباب التالية :
1 –
1 – بغض النظر عن الحديث عن عقيدة كل فلسطينى تؤمن بأن فلسطين هى وطنه الأم الذى لن يرضى عنه بديلا لا فى سيناء ولا حتى فى مصر كلها ، وسيعود إليه حتما ويقينا لأن كل احتلال الى زوال ، الا ان سيناء فى وجودها الجغرافى الملاصق لوجود الكيان الصهيونى لا تختلف عن موقع غزة الموجود فى نفس المكان فلما يترك الفلسطينى غزة أرضه ليستوطن سيناء أرض الغير ؟ وهل وجوده فى سيناء أأمن له من وجوده فى غزة ؟ والكيان الصهيونى ان أراد طرد فلسطينى غزة ..فهل سيفكر فى وضعهم بمكان يهدد وجوده وعلى مقربة منه ؟ ومن سيسمح له بطرد أكتر من مليون و750 الف شخص الى سيناء إلا أناس مجانين ؟!!!
2 –
2 – بعد نكبة 1948 وبالتحديد عام 1949 عقد مؤتمر أريحا الذى كان من اهم قراراته : ضم الضفة الغربية للاردن وضم قطاع مصر تحت الادارة المصرية وكثير من الفصائل الفلسطينية وافقت على ذلك لان كلا من الضفة الغربية وقطاع غزة لم يكن بهما ادارة فلسطينية تدير شؤون الفلسطينيين ولا يملك الفلسطينيون السلاح الرادع لاستعادة ما سلب فى حرب 1948م على يد الصهاينة .. أما اليوم ونحن نرى قطاع غزة تديره حماس وتعتبره موطن وركيزة لكل فصائل المقاومة الشرسة التى تمتلك من السلاح ما يردع اسرائيل ويجعلها تفكر ألف مرة قبل غزو القطاع وطرد أهله .. فكيف يخطر ببال الجهلاء ان اهل غزة يمكنهم الانسحاب منها وتسليمها للصهاينة متخليين عن مقاومتهم التى أثبتت للعالم خلال اسبوع واحد انها قادرة على الرد والردع وإخضاع أكثر من مليونى مستوطن يهودى تحت مظلة صواريخ المقاومة واجبارهم على اللجوء الى الملاجىء والإحتماء من تلك الصواريخ فى بالوعات المجارى ؟
3 –
3 – فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة لو شعروا ولو للحظة ان هناك مؤامرة عليهم وعلى أهلهم فى غزة لإجبارهم على النزوح الى سيناء كوطن بديل .. فسيكون سلاحهم موجها الى كل متآمر عليهم حتى لو احتاج الامر لنسفه من الوجود فليس أمر على المقاوم من الخيانة والخديعة ...فهل الحكومة المصرية بهذا الغباء لتدفع المقاومين الى توجيه سلاحهم لمصر بدلا من توجيهه ضد الصهاينة ؟
مشكلة بعض النخب فى مصر انها تجهل تفاصيل القضية الفلسطينية وجذورها ومراحل تاريخها وتعتقد أن من يسمعها وهى تولول على سيناء أجهل منها ..فبدا خطابهم وكأنه من جاهل الى الأجهل ..جاهل يصور الفلسطينى وكأنه العدو الطامع فى أرضنا والذى يجب ان نراقب تحركاته وليس الصهاينة .. جاهل يصور ان الفلسطينى المقاوم ماهو إلا إرهابى وعلينا تأييد قتله ومحوه من الوجود بيد الصهاينة لأنه أصبح عبئا على مصر والمصريين ولا يستحق أى دعم من السلطة فى مصر لأن المصريين أولى بكل مليم يذهب الى هذا الإرهابى الذى يقتل مستوطنين أبرياء فى أرض الصهاينة .. !!
يا سادة الجهل ويا دعاة العهر السياسى .. مصر هى الأحوج الى غزة وليس العكس .. والمصريون هم من بحاجة لسلاح المقاومة الفلسطينية اليوم أكتر من أى وقت مضى .. ايران كانت أذكى منكم حينما دعمت حماس والجهاد وكل فصيل مقاوم على أرض غزة بالمال والسلاح لتحاصر الكيان الصهيونى من الجنوب كما حاصرته من الشمال ( حزب الله ) لانها كانت تعرف ان مشروعها النووى لن تسمح به أى قوة فى العالم وسيقف الغرب كله عائقا أمام خروج ايران من إطار دول العالم الثالث المتخلف الى دول النادى النووى المتحضر ، وكانت تعلم أن الكيان الصهيونى هو الذراع الطولى للغرب ومصالحه فى الشرق الأوسط ، فخططت لشل حركة هذه اليد حتى يرضخ الغرب لإرادتها ورغباتها وتستطيع اتمام مشروعها ، ليصبح الصهاينة رهينة لديها محاصرة جنوبا وشمالا ومهددة بالفناء ان فكر الغرب فى تحطيم ما بدأه الايرانيين .
بينما نحن العرب نحارب حزب الله وحماس والجهاد ونتهمهم بالإرهاب ونؤلب عليهم الشعوب إما نكاية فى الاخوان التى تنتمى إليها حماس او نكاية فى ايران بحجة انها شيعية ، وهناك بعض الدول العربية تقوم بتسليح كتائب لبنانية لمواجهة حزب الله وتزرع اطرافا معادية له تنبح فى الفضائيات لتأليب الرأى العام عليه ، تماما كما تنبح الفضائيات المصرية بأصوات لها نفس الدور ( تأليب المصريون على الفلسطينيين ) .. ألا تخجلون من جهلكم ومن نباحكم يا أهل الجهل ؟
مصر فى أمس الحاجة الى غزة ومقاومتها ان أردتم بالفعل النهوض بها وتحرير فلسطين ، وغزة هى البوابة الشرقية لمصر وعلينا تأمينها والحفاظ على سلامتها لأن كامب دافيد كبلت مصر وقيدتها بقيود تمنع مواجهتها للكيان الصهيونى ان فكر هو فى استعادة سيناء أو لو فكرنا نحن فى إستعادة دور مصر كدولة عربية لها مكانتها بين العرب بل بين دول العالم ، ودعم مصر للمقاومة هو الضمانة لعودة مصر ونهوضها كما فعلت ايران .
كامب دافيد التى سمحت للكيان الصهيونى بالدخول الى مصر لتخريب كل شىء فيها من زراعة وصناعة وتجارة وإعلام لم تكن هى السلام الذى ينشده المصريون بل كانت وبالا وخرابا على مصر وحربا خفية صهيونية دمرت البنية الاخلاقية للمجتمع والبنية الاقتصادية ، وزرعت بيننا تجار الدم والسلاح والفاسدين الذين نطالب اليوم بتطهير البلاد منهم ، وطريقنا للخلاص هو دعم الفصائل الفلسطينية لتكون هى الأله التى تتحرك لحماية البوابة المصرية الشرقية من الإختراق الصهيونى ... عرفتم من هو الطامع فى أرض سيناء ؟ وان مصر هى الأولى بدعم المقاومة الفلسطينية من غيرها ، واننا لابد ان نتعلم لغة العالم الذى يتحدث عن المصالح والأهداف المشتركة بعيدا عن لغة الهبل والعبط والهطل التى يتحدث بها الجهلاء ..!!!!