معاذ الخطيب
رئيس ائتلاف المعارضة السورية
اتخذ الاعتراف بائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا للسوريين بعدا جديدا مع اعتراف الاتحاد الأوروبي به، وانضمت دبلوماسية سورية إلى قائمة المنشقين، وسط استبعاد أن تصرف أحداث غزة النظر عن أحداث الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد.
وتوافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في ختام اجتماعهم في بروكسل على اعتبار الائتلاف السوري المعارض 'ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري'.
جاء ذلك بعد ساعات من تصريح رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي بأن وزارة الخارجية الإيطالية تدرس فكرة اعتماد سفير للائتلاف السوري الوطني المعارض أسوة بما فعلته فرنسا قبل أيام. وقد أدلى مونتي بذلك ردا على سؤال من الجزيرة في مؤتمر صحفي بالدوحة جمعه بنظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني.
في السياق استبعد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن يصرف ما يجري في غزة الأنظار عما يجري في سوريا. جاء ذلك ردا على سؤال للجزيرة تناول كذلك موضوع تعيين سفير للائتلاف الوطني السوري في قطر أسوة بالخطوة الفرنسية قبل أيام.
وكان رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب قد أعلن أن الائتلاف سيتخذ من القاهرة مقرا بعد لقائه هناك اليوم وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو، ونفى الاتهامات الموجهة للائتلاف بأنه 'صناعة أميركية'.
وشدد على أن الائتلاف الوطني في نظامه الداخلي يسمح بانضمام أطراف أخرى من المعارضة مع الأخذ في الاعتبار أن الائتلاف مولود حديث وتشكل حاليا لجانه التنفيذية ثم تكون الدعوة إلى اجتماع للهيئة العامة في القاهرة في أقل من 10 أيام لإطلاق الائتلاف بهيئته الكاملة.
وعما اذا كان سيتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالائتلاف أو يقوم بزيارات إلى الدول الرئيسية التي تعارضه وهي روسيا أو إيران، قال الخطيب -حسب تصريحات نقلها مراسل الجزيرة نت أنس زكي في القاهرة- إنه لن يقوم بزيارتهما، 'وإذا أرادت إيران أن تقدم لنا مبادرة فعليها أن تفعل'.
معارضة الداخل
في المقابل انتقدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا -المعروفة بمعارضة الداخل- اعتراف باريس بالائتلاف الوطني المعارض ممثلا شرعيا ووحيدا للسوريين.
وقال المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي بدمشق إن 'كل دولة خارجية أو إقليمية أو عربية لها مصالح، وسياساتها مرتبطة مع مصالحها'، وأضاف أن اعتبار الائتلاف الوطني ممثلا شرعيا ووحيدا 'خلاف للواقع .. نحن ننتقد هذا الموقف'.
وشدد عبد العظيم على أن هيئة التنسيق 'لا تقبل تشكيل أي حكومة في المنفى'، مشيرا إلى أن تشكيل حكومة جديدة يجب أن يحدث 'بعد أن يتم الانتقال إلى نظام ديمقراطي'.
من جانبه أكد رئيس مكتب الإعلام في هيئة التنسيق رجاء الناصر أن أي 'محاولة لشطب وتجاهل' للمعارضة في الداخل لن تنجح، كاشفا عن نية الهيئة الدعوة لمؤتمر جديد للمعارضة السورية يقام في العاصمة المصرية القاهرة، وستشمل الدعوة إليه الائتلاف الوطني.
على صعيد آخر أعلنت الملحق في السفارة السورية في الصين هدى أورفلي انشقاقها عن النظام السوري، وقالت في تصريحات للجزيرة إنه بات معيبا تمثيل هذا النظام، وأضافت أنها تنضوي مع دبلوماسيين آخرين ضمن ما يعرف بتجمع الدبلوماسيين من أجل دولة ديمقراطية مدنية.
دولة إسلامية
في هذه الأثناء، أعلنت مجموعة كتائب وألوية إسلامية بحلب وريفها بينها جبهة النصرة ولواء التوحيد -وهما أكبر مجموعتين مقاتلتين في شمالي سوريا- رفضها الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، ووصفته بـ'التآمري'.
وأكدت في المقابل توافقها على تأسيس دولة إسلامية، حسبما جاء في شريط فيديو منشور على شبكة الإنترنت اليوم الاثنين.
وورد في البيان الذي تلاه في الفيديو أحد ممثلي المجموعات ونشر على موقع 'يوتيوب' الإلكتروني وعلى صفحة 'فيسبوك' الخاصة بلواء التوحيد، 'نعلن نحن التشكيلات المقاتلة على أرض حلب وريفها رفضنا المشروع التآمري لما سمي الائتلاف الوطني، وتم الإجماع والتوافق على تأسيس دولة إسلامية عادلة'.
كما رفض البيان 'أي مشروع خارجي من ائتلافات ومن مجالس تفرض علينا في الداخل من أي جهة كانت'.
وعدد القارئ التشكيلات الموافقة على البيان، وهي بالإضافة إلى النصرة والتوحيد: كتائب أحرار الشام، وأحرار سوريا، ولواء حلب الشهباء الإسلامي، وحركة الفجر الإسلامية، ودرع الأمة، ولواء عندان، وكتائب الإسلام، ولواء جيش محمد، ولواء النصر، وكتيبة الباز، وكتيبة السلطان محمد، ولواء درع الإسلام.
وفي أول تعليق لها على الخبر، نفت كتائب أحرار الشام في بيان لها أن تكون شاركت في اجتماع التشكيلات المقاتلة في حلب وريفها. وردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية بشأن البيان، قال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن 'هذه التشكيلات تشكل جزءا من القوة العسكرية الموجودة على الأرض في حلب وتعبر عن رأيها الخاص'.
وأضاف 'هذه ليست كل القوة العسكرية'، مشيرا إلى أن 'المجلس العسكري الثوري أعلن تأييده للائتلاف الوطني، وسيتعاون معه'.
ويعد موقف الألوية والكتائب المذكورة أول موقف من مجموعات مقاتلة مناهضة للنظام السوري على الأرض ضد الائتلاف السوري الذي نشأ مؤخرا في العاصمة القطرية الدوحة وضم غالبية أطياف المعارضة مع ممثلين 'للحراك الثوري' في الداخل ولقي تشجيعا دوليا.