كشف الدكتور سعد العمار، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في مجلس التعاون الخليجي، أن اعتماد شركة «أبل» لمسمى «الخليج الفارسي» في تطبيقات جهاز «آي فون» و«آي باد» سيكون مطروحا على اجتماع وزراء خارجية دول الخليج المزمع عقده في العاصمة البحرينية المنامة يوم الأربعاء المقبل تحضيرا للقاء الثالث والثلاثين لقادة دول الخليج في شهر ديسمبر (كانون الأول).
وأشار العمار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه يتوقع صدور توجيه من الوزراء لمناقشة هذا الموضوع من قبل المختصين الذين سيقومون ببعض الخطوات تمهيدا لحل هذه الإشكالية في دوائر أعلى مثل هيئة الأمم المتحدة التي تعتمد الشركات تسمياتها الرسمية.
وأوضح العمار أن لا خلافات حول هذا الأمر مع الدول العربية ودول آسيا التي تعتمد اسم «الخليج العربي» أثناء مخاطباتها وتعاملها مع كل الدوائر الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن التذمر في وجهة نظره غالبا ما يقع من قبل الجانب الإيراني الذي يحاول إثارة الموضوع بين وقت وآخر، خصوصا لدى إطلاقه تعليقات حول الجزر الإماراتية المحتلة التي تراها ضمن الخليج الفارسي المزعوم.
وكانت شركة «أبل» قد أثارت استياء واسعا بين فئات مستخدمي أجهزتها التقنية في منطقة الخليج العربي نظرا لاعتمادها في خريطة التطبيقات مسمى الخليج الفارسي لا العربي، معتبرين ذلك الأمر مناقضا للحقيقة، حيث يسكن العرب ثلثي ساحل الخليج، وقد وصف مقتنو الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية تلك الخطوة من شركة «أبل» بالمستفزة بالنسبة لهم وتوعدوا بمقاطعة منتجات الشركة في حال أصرت على مسمى الخليج الفارسي، كما طالب المستخدمون دولهم باتخاذ خطوات رسمية وقانونية في هذا الإطار.
وعرف المسطح المائي الذي يقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية وإلى الغرب من إيران باسم الخليج العربي الذي يبلغ طول ساحله نحو 3300 كلم، حصة إيران منه لا تتجاوز الثلث، بينما يسكن العرب على ضفاف الخليج العربي سواء في القسم الغربي أو الجنوبي في دول عمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت، وفي القسم الشمالي المتعلق بدولة العراق، كما أن معظم سواحل إيران المطلة على الخليج يسكنها العرب مثل الأهواز والمحمرة في مدن إقليم خوزستان الشمالي الشرقي، إضافة إلى أن إقليم بوشهر الواقع في الشمال الشرقي من الخليج يشكل العرب غالبية سكانه في مدن مثل عسلوية وبندر كنغان وبوشهر.
ويمتد وجود العرب في الأقاليم الإيرانية الواقعة في شرق الخليج العربي، حيث يشكلون الغالبية من سكان جزيرة قشم ومدن بندر لنجة وبندر عباس التي تمثل مركز الإقليم.