من يرصف الحروف على درب الثورة شعرا؟
من يكتب الحقيقة في سطوره جهرا ؟
من يخاف سنوات عجاف في زنزانة تجرها الجمال؟
من أشعل الثورة في عهد أبي لهب؟
متى خرج من ترعة الأحزان؟
أذاك الذي نجا من الطوفان وأضاء شمعة في الميدان؟
أهو شاعر ضائع ؟
أم هو مواطن جائع
عاش ذليلا خانع
في ظلام تؤرقه الأحلام
يوماً حلم برغيف
بشربة ماء حد الارتواء
بالسير على الرصيف يأمن المذلة
ذاك مواطن بلا وطن, بلا أرض بلا زمن
زمن ليس له نهار
ليس له ليل أو دثار
مواطن عاش في ركود...في جمود ...تحت سياط الحاكم والتلمود
أخبره السلطان بأنه عبد جبان... اشتراه من نخاس يعلق الأجراس
نعم هو مواطن أدرك بأنه بشر
ولد حرا كما أراده الرحمن...
قرر بأنه إنسان
تفجر وثار ... ألهب الكون والديار عزة وشموخا... وانتصار
كسر الصولجان..داس على التيجان ورفع الراية في كل ميدان
في كل نجع وقرية ... في كل مدينة صدح بأنه انسان
رفع راية الحرية رغما عن أصحاب الجمال والخيل والبغال... رغما عن أبي لهب ومثيري الفتنة والشغب ..رغما عن عبدة السلطان الذين عاثوا الفساد وقتلوا العباد في كل مكان.. رغما عن موقعة الجمل, غزوتهم الشهيرة بكل ما فيها من قتل وهمجية اعادتنا عصر الجاهلية.
وبعد عهد الانتصار جاءت ساعة الحق كما ظنها الثوار
كما ظنها أصحاب النضال والحروف الذين يكتبون عن العدالة بلا خوف.
جاءت لحظة العدالة بسيف أبي لهب والخيالة وأطلقت حكم البراءة على أرباب موقعة الجمل فأخذوا الجمل بما حمل وقالوا لهم انطلقوا أنتم أبرياء... دماء الثوار ليست بذاك الثراء
تباً ...وتباً وتبا لمن طعن الثورة وأصاب منها قلبا.