وبدأوا بالرقص مع مرسي فجهزي خصرك يا غزة
بقلم الكاتب الصحفى الفلسطينى
سـيف سـليم
قطاع غزة
أضحكني جداً هذا الحس المرهف الذي يتحلى به الناطق بإسم جيش الدفاع الإسرائيلي افيخاي ادرعي عندما علق على العملية وقال "هجوم جبان وعملية إرهابية بشعة في شهر الصيام، لا يحترم الإرهابيون أي شيء وينفذون مخططاتهم أيضاً في رمضان، وإن قواتنا ستبقي مستعدة لصدهم".
إن المنفذ لعملية سيناء هم الخفاة المعروفون ذاتهم في كل مرة ولكن ما اختلف هذه المرة هو المكان والزمان والحذاء الذي التقطه الجاني ليوقع من لبسه في شر أعماله، هم نفسهم الذين يلبسون ثوب السلام ويتحلون بالقيم والحقوق وهم الإرهاب نفسه ويخرجون لكَ وكأنهم ملائكة الأرض في تبجح لطيف ليسحروا المغفلين الذي صرعوا بغياب المنطق هنا وهناك! و أيٌّ لص ذاك الذي يريد أن يسرق كوماً من الذهب من سارق أخر جرد جيبه من الذهب والمال و استل خنجره ليريق دماء من يتقدم صوبه!
وكثير من الأسئلة تعري لعز الحكاية وهي خير دليل على أن القاتل ليس مجرد ولداً مغفلاً يعوم في تيه التشدد والتطرف فحسب! هي عملية مدبرة ومعد لها مسبقاً فلماذا سحبت إسرائيل مواطنيها من سيناء قبل يومين من العملية ؟ وما سر اغتيال أحد نشطاء جماعة لجان المقاومة الشعبية "إياد حجازي" قبيل ساعات من عملية سيناء ؟
وأستحضر هنا أيضاً سؤال أحد المراقبين حيث أن العملية جرت على المعبر بعربات مجنـزرة فأين تدرب هؤلاء على قيادة المجنـزرة وكيف قطعوا كل تلك المسافة دون اعتراض؟ فلا أحد بغزة يعرف كيف تقاد هذه المجنـزرة وحتى لو كان من خارج غزة فلا بد أن يكون مدركاً ومتدرباً على القيادة، ولماذا كان موقع كرم أبو سالم الذي وقعت فيه العملية خالياً من الجنود من قبل أن تنفذ العملية ؟ فهل كان الأعمى يتعامي في ليلة مضيئة، أم أنه الليل أضاء للأعمى بصيرته؟
إنها طبخة سبكت جيداً قبل أن تتسلل روائحها إلى بطون متلقيها، وليس أيُّ طباخ يعرف أن يضرب عصفورين بحجر! فغزة تاهت في مصر واختلط الأمر على الجناة! وبدأت تلوح الاتهامات واستباقات الأمور، ولو كان المتطرفون منفذو العملية من غزة على افتراض فلماذا باغتوا أشقاءهم المصريين هل كان السبب هو المدرعات كي يمتطوها! وبعد التفاف وقتل16 شخصاً ذهبوا لكي ينفذوا عملية بطولية ضد الإسرائيليين!
في نهاية الأمر حصيلة العملية هي زهق ستة عشر روحاً من الجنود المصريين وإصابة آخرين أما في الجانب الإسرائيلي فلا أحد خدش، والنتيجة المادية هي إغلاق الإنفاق والمعابر كلاهما معبر رفح مع الحدود المصرية وكرم أبو سالم مع إسرائيل والنتيجة المعنوية والتي ربما هي الأهم لدى الجاني هي توتر العلاقة ما بين الفلسطينيين والمصريين.
على ماذا يلعب هولاء الذين حركوا حجر النرد جيداً للإيقاع بفريستهم بإمعان، أظن بأن هذا هو أول اختبار للرئيس المصري مرسي في هذه العملية التي كانت تداعياتها عميقة، فكيف سيتصرف الرئيس وطنطاوي وماذا سيفعل الشارع المصري ؟
أعتقد أن الإسرائيليين يلمحون لمصر بأن لو أنكم لستم قادرين على فرض الأمن في سيناء فاطلبوا معونتنا وأفسحوا الساحة لنا! إلى جانب أن أرض غزة المغضوب عليها ستظل بؤرة العنف الذي لن يتوقف في عيون غيرهم! وكأن هذه الناموسة الصغيرة التي تسمي إسرائيل تقول لمصر ولفلسطين وللعرب ولإيران أنا إلهكم الأعلى فإياكم أن تتمردوا كي لا أضعكم في الجحيم اللا مطاق!