جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أحمد الديحاني
من المدينة المنورة
وسط صمت عالمي رهيب، يتعرض المسلمون في إقليم أراكان غرب بورما للذبح والحرق والقتل على يد الحكومة البوذية في الإقليم وفقا لما أكدته جمعية الأصالة الإسلامية، فيما دعت اللجنة الكويتية لمساعدة إقليم أراكان البورمي ''أحرار العالم'' إلى وقف ما وصفته بالمجازر المروعة التي يتعرض لها المسلمون هناك، في حين اكتفي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، بدعوة زعيمة المعارضة في ميانمار (بورما سابقا)، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، لأن تلعب دوراً إيجابياً في إنهاء العنف ضد الأقلية المسلمة في ميانمار.
وتتهم مصادر مختلفة السلطات البورمية بشن حرب إبادة عرقية منظمة، وذلك منذ أن احتلت بورما البوذية إقليم أراكان المسلم في القرن الثامن عشر، ومنذ أن نالت بورما الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، أجبر أكثر من نصف مليون مسلم على النزوح عن بلادهم في سنوات قليلة.
وتجلت المجازر الوحشية بأعدادها المهولة في ظل انشغال العالم بأخبار الحرب العالمية الثانية في عام 1942 إذ قتل نحو 100 ألف مسلم في حرب إبادة انشغل عنها العالم، كما ينشغل عن الحرب الدائرة الآن وفقا لتعليقات جمعيات إسلامية، إلا أن عددا من لاجئي بورما الذين تحتضنهم المملكة العربية السعودية منذ عقود يؤكدون لـ''الاقتصادية'' صعوبة الاتصال بذويهم في تلك المناطق التي تتعرض للعنف.
وساهمت الرياض طوال العقود الماضية في إيجاد حلول عملية للاجئين القادمين من بورما، إذ سهلت عليهم إجراءات الإقامة مع التخفيف عليهم من شروط الإقامة المطلوبة على الجنسيات الأخرى، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي مرت بالمسلمين في تلك البلاد الواقعة بين الهند والصين وبنجلاديش. وكانت عائشة صلحي الفتاة البورمية المسلمة قد روت لوكالات الأنباء، تفاصيل بشعة حول حرب إبادة عشرة ملايين مسلم في بورما، مشيرة إلى أن البوذيين يخيرون المسلمين بين الخمر ولحم الخنزير والموت، فيختارون الموت، وقالت: إن الفتاة البورمية عائشة صلحي، التي تدرس الشريعة الإسلامية في مصر، تعيش جحيماً ولا تملك إلا الصراخ.. اجتمع لها البؤس بكل مستخلصاته، في كأس مرير يصب في حلقها في كل دقيقة تقضيها في غربتها، وهي تشاهد المجازر المروعة التي ترتكب في حق أهلها.
وتصرخ عائشة صلحي وتقول: أين المسلمون، فأهلي يقتلون؟ أليسوا هناك أكثر من مليار مسلم؟ فلماذا الصمت إذن؟ ولكن على أي حال يكفينا فخرا أننا نموت شهداء، وسيكتب التاريخ الإسلامي أن الموت أسهل عند شعب بورما من ارتكاب المعاصي، فكثيرا ما يتم تخييرنا بين شرب الخمر أو أكل لحم الخنزير أو الموت وطبعا نختار الموت. وتضيف منذ أيام اتصلت عائشة بأهلها فأبلغوها أنهم هربوا إلى بنجلاديش بعد أن هدم البوذيون منزلهم وقتلوا بعض أفراد العائلة وأن صديقتها المقربة راحت ضحية هذه المجازر البشعة.
وأكدت أن المسلمات في بورما يتعرضن للاغتصاب في أبشع صوره، قائلة: ابنة خالتي ظل الجيش يغتصبها لمدة ثلاثة أعوام وأنجبت طفلين لا تعرف أباً لهما!
وتضيف عائشة أن عشرة ملايين من المسلمين في بورما - ميانمار حالياً - وهم 10 في المائة من السكان يعيشون جحيماً، حيث تتعامل معهم السلطات والجيش كأنهم وباء لا بد من القضاء عليه، فما من قرية فيها مسلمون إلا وتمت إبادة المسلمين فيها، حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية أو تلك خالية من المسلمين.
يذكر أن المسلمين في بورما يتعرضون لحرب إبادة، من قبل الهندوس والبوذيين، حصدت الحملة الأولى منها التي تشنها مجموعة ''ماغ'' البوذية المتطرفة على المسلمين في بورما ألف قتيل وأكثر من خمسة آلاف جريح وقرابة ثلاثة آلاف مخطوف، وتم تدمير 20 قرية وألفي منزل و300 ألف لاجئ هربوا إلى بنجلاديش.
المصدر: الاقتصادية –
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد