جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ايها المتنطعون كفوا ايديكم واراءَكم عنا
بقلم الكاتب
احمد المدنى
ولد الناس من بطون امهاتهم احرارا متساويين .. هكذا ارادهم ربهم .
والله سبحانه قادر على كل شئ .. فلا يوجد من يؤثر عليه فى كونه الذى خلقه .. ولا يضغط عليه احد فى مشيئته .. فهو القادر على تغيير وجهه الناس بارادته .. والمستطيع ان يقهر الناس على مراداته .. فيجبرهم على الايمان به والطاعه لة والانصياع لاوامره .. ولكنه اراد ان يخيرهم فى اختياراتهم.. فيبين لهم طريق الهدايه ويشرح لهم سبل الضلال .
فإراده الله ان يعيش الناس فى حريه كامله.. فلا عدوان على معتقداتهم وارائهم ولا اكراه فى دينهم فالحوار والاختيار والاقتناع هو الركيزه و الاساس الذى وضعه الخالق أحتراما منه عز وجل لعقل الانسان الذى خلقه بيده .
فأى حريه ارادها الله لعباده .. وأى مساحه من الديمقراطيه منحها الله للناس فى الاتفاق والاختلاف حتى على انه ( الاله الواحد ) .. فلم يجبر احد على الاعتراف به وعبادتة .. بدون ان يحب و يرغب .. ورزق الكافه .. فلم يفرق بين مؤمن بة ومن كفر بالوهيته.
وترى المتشدقون المتعصبون المتنطعون الذين يريدون ان يفرضوا ارائهم على الناس بدون بصيره .. فيقرؤون ولا يفهمون .. ويحفظوون و لا يعون .. و ينقلون ولا يعلمون .. يسيئون الى أوطانهم ودينهم .. ويكرهون الناس على تطبيق ما يريدون .. والله يريد للناس ان يتدبروا ويعلموا ويفهموا ويبصروا .. فأين هؤلاء من رحمة رسول الله ( ص ) القائل معناه (من اذى زميا فأنا خصمه يوم القيامة ) ..فلأى مذهب هؤلاء ينتمون ، وأى فكر هم يعتقدون ، وأى قدوة يتبعون .. هل يدعون بأن قدوتهم الحبيب المصطفى ( رحمة الله للعالمين )؟ ولا يتمثلون به !! .. ام يدعون بأنهم الموكلون وحدهم بتنفيذ شرع الله فى الارض ( ويقولون على الله ما لا يعلمون ) .. الم يقرأ هؤلاء التاريخ ويقفوا على فكر الخوارج حتى لا يقعوا فى براثنة ،، هل قرأ هؤلاء كيف كان يعالج رسول الله ( ص ) المشاكل والازمات ،، فيجمع ولا يفرق ( ويدفع بألتى هى أحسن ) ،، هل وصلهم ما امرنا به الله (وقولوا للناس حسنا ) صدق الله العظيم ،، الم يصلهم قول الله لرسوله فيقول له ( لست عليهم بمسيطر ) صدق الله العظيم
الله يريد ان يتفكر الناس فى ملكوته وخلقة وابداعه وسعته .. فيصلون الى معرفته وحبه وعبادته .... ببصيره قلوبهم .. وبنور عقولهم .. فيتلذذون فى قربه.. ويتمتعون من حلاوه مناجاته .. ولا يريد الله عبادا له .. بأكراه القوه او جبروت الحكم او سطوه المؤمنين به .
والقوى السياسيه الجديده.. والتى فاجأتها الثوره .. وأذهلها حشد الامه فشعرت بالخطر فأنتفضت لتدافع عن وطنها ومستقبل ابنائها بتلقائيه و بدون تفكير فى الحسابات .. وأندفاع الشباب الذين قدموا أ رواحهم لنجاح الثوره وظهر فيهم ( قدوه ) ذهدوا فى الدنيا فقدموا انفسهم رخيصه ليموتوا لكى نعيش نحن فى حياه افضل .. هؤلاء الذين عرفوا الدين بفطرتهم فطبقوه .. هؤلاء الذين تمثلوا بخلق رسول الله فأقتدوابه .. فاعطوا المثل فى حب الاوطان وفهم الاديان و انكار الذات واصبحوا هم وقود الامه ولهيبها الذى لن ينطفأ حتى يسترد الشعب ارادته ويصبح حرا فى أختياراته .. فلن يسمح لاحد ان يحدد مساراته .. أو يوقف انتصاراته .. او يقزم دوره .. او ينشر التخلف بأسم الدين .. والله ورسوله ( منهم براء )
وسيقف الشعب ضد من يعتقدون انهم اوصياء على الشعب فقد سئمنا الوصاية .. فينادوا بالفرقه .. ويتعدون على بيوت الله من مساجد فيها اولياؤه وكنائس فيها رهبان يعبدون الله ( بأسم الله وسنة حبيبة ) .. اى كذب ارادوا .. وأى افتراء على الله فعلوا .. فهو القادر على ان يجعل الناس امة واحدة .. فقد بلغ الشعب سن الرشد ولن يعطى تفويضه لاحد .. وكشف الغطاء عن وجوههم القبيحه ورغبتهم الجامحه فى الاستيلاء على السلطه .. فلقد ظننا ان الثورة غيرتكم وان المراجعات الفقهية نورتكم وأصبحت رؤيتكم اسمى وأرقى ( فنتفق ) على ما توائمنا عليه .. ويعذر بعضنا بعضا فيما أختلفنا فية .. و يترك كل منا .. انانيته .. ( وننحى ) جانبا .. اطماعنا الشخصيه .. ونظرتنا الضيقه .. لتصبح رؤيتنا اشمل لوطننا ومصالحه .. فتتناغم المواقف فى سنفونيه رائعه .. وتلين القلوب لبعضنا ..ليقدم كل فريق منا الفريق الاخر على نفسه ومصلحته ويحترم كل منا معتقدات الاخرفى سماحة الدين التى ارادها الله .. وبعدم فرض الافكار وأرهاب الناس ... ولكن خابت أمالنا وضاعت احلامنا .
و بعد ان ظننتم ان الخطر قد زال .. وان الغنائم قد ظهرت وحان وقت قطافها .. فأصبحت لكم رؤيتكم الخاصه .. وتباريتم فى تخوين غيركم .. فضاقت صدوركم .. وطاشت عقولكم .. واحتكرتم الحقيقه الكامله التى لا تحتمل الخطأ .. و رأيتم رأى الفريق الاخر خطأ لا يحتمل الصواب .. فانغمستم فى اهوائكم الشخصيه وأفعالكم المشينة .. ورأيتم ان الفريق الاخر خصما وعدوا يجب التغلب عليه والتخلص منه .. فتطاولتم بالالفاظ الجارحه .. وفتشم فى اسرارالناس الشخصيه .. فأنزلقتم الى هاويه الاختلاف الذى ليس له مبرر.. فطمع فينا وفى ثورتنا الذئاب المتربصون .. فتجرئوا.. فهددوا وخططوا.. فحرضوا .. و نفذوا ... ويا اسف على ارواح شبابنا التى هانت علينا .. فتكالبنا على الدنيا وزينتها فتشرزمنا .. وأعطينا ظهورنا لاعدائنا ليخططوا ويحرضوا.. ونحن فى غفله ساهون .. فأرجوكم لا تتحدثوا بأسم الله فهو اجل وأعظم من ان نستغل أسمه فى معارك سياسية .. يتبارا فيها المتبارون ويختلف على قواعدها المختلفون ويكذب فيها الكاذبون وينافق فيها السياسيون اقصد المنافقون الا من رحم ربى ...... ( فالدين لله ) والوطن للجميع ............... أتركونا لنعيش
والناس حائرون لا يعرفون ماذا يريد هؤلاء وهؤلاء .. هل يريدون ما اراده الله لعباده فيسمعون ويتناقشون فيفهمون ويتفقون .. ام يريدون الخلاف و الاختلاف وفرض ارأئهم بالقوه !
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد