على عتبات هذا المساء تصطف الأفكار، تتجمع طوراً و مرة تتناثر، تسبقني إلى زوايا المكان ، في كل ركن فكرة ، كل زاوية تغص بالفكر، وأجملها ما يحمل صفاؤك الأسطوري .
سأركن روحي بأكثر الزوايا اكتظاظا بك وأسترق متعة تفكيري نحوك سأترك حروف اسمك تغمرني كشلال حب ربيعي ، لن يسرق أحد مني ذهول تفكيري السري بك، ولن تمنع عطشي إليك صحراء العمر، سأستل كتابا يحمل اسمك، واقرأك مرات ومرات، كيف تعصف الحروف بأركان روحي وتتلاطم بين ثناياي؟ كل كلمة تتموج وتختال فوق السطور بكل البهاء،وتعلق بعيني كما آلاف الحدائق، وبين ذهولي بكل الحروف أقف فكرة عالقة بين الممكن والمحال، فماذا لو كنت موسم حب دائم يحمل بهجة القطاف الأولى والخير الأول والعرق الأول؟وماذا لو كنت أولى قطرات الندى وأول زخات المطر ؟
في المساحات الشاسعة من تفكيري بك ركضت ومشيت ولهثت وتعبت وبكيت وضحكت، وتأملت وسافرت ، وبعد كل ما فعلت ما زلت أراوح مكاني، فكم مرة سأتعثر بأفكاري بك في زحمة ليلي ونهاري، كم مرة تتعرض لي ملامح كلماتك بالحياة؟ وكم مرة سأرتب فوضى أفكاري بك؟
أتنقل من زاوية إلى أخرى أخوض ملاحم الفكر والفكرة، أُعمل عقلي بك وروحي بك وحواسي بك، أعانق الأفكار التي تحملك، والزوايا التي تحضنك، ولا أنتهي من انشغالي بك .
في هذا الموقد اشتعلت بعض من أفكاري بك، وفيه خمدت، ومن عيون الفجر استقبلت فكرة متخلقة بعنوانك، وغابت،وعلى هذا المقعد شكوت إليك حمى تفكيري بك، ومن جبهة كلماتك ترقبت الدفء,وفي محرابها تعبدت ولأجل أن لا تذهب من حولي صليت ..
لأجل طيفك القاطن في المكان أشعلت كل الشموع من حولي، أستمع لصخب أفكارك :
سأخلق بطلاً من جديد .أقول لك الأبطال لا يخلقون هم يأتون فجأة كما المطر كما الحب كما الحياة. ينتقلون دون مراحل خلق . ونسمة صيف لا نملك إلا أن ننحني أمامها فتقول لي. أبطالي من ورق يسكنون مكاناً لا يشبه إلا نفسه بعيدا عن المكان الذي أنا فيه .
لك أسرارك الخاصة في مشاكسة الكلمات، وخلقها، لك سحرك في نثرها وحبسها وراء أستار الصمت، لك كل هذا وتبقى كلماتك تمارس سطوتها. مرة ترفعني ومرة تخفضني مرة تقتلني ومرة تعجزني وتوجعني مرات.
على بعد كلمة منك أجلس أنتظر أن تشاركني الكلمات، وبين صمت الكلمة وصخب الفكرة تحترق بيننا مسافات، تربت على رأسي الفكرة وتغرق معي في سكون حروفك.