مررتُ صبيحة هذا اليوم على الشاعرين الكبيرين د.حسان الشناوي وعمر النهاري وهما يرتجلان شعرا ، فـأحببتُ مشاركتهما متعة اللحظة الشاعرية الآسرة ، واستمعتٌُ لهما وهما يصدخان في سماء القصيد، لله درهما من شاعرين بارعين يتدفقان شعرا في كل زمان ومكان ...ثم بدا لي أن أنشر الارتجالية الصباحية الجميلة في صفحتي ، لأشرك الأصدقاء متعة القراءة ولحظة الإبداع والتحليق في سماء الخيال ...وهذا نص الارتجالية :
د. حسان الشناوي:
اعزف على وتر القصيد سلاما = واصدح به متألقا حواما
وانشره في أرض العروبة صرخة= تصمي الضلال وتسحق الإجراما
--------------------
غمر النهاري:
وانشر لحسان ا لتحايا ثرةً = لأبي المعالي قل شرُفت مقاما
------------------------
أبو المعالي:
لله ما أبهاكما ولقاكما ..شيء جميل يشبه الاحلاما
-----------------------
عمر النهاري:
العيش في كنف القصيد عبادةٌ = تنوي بها أرواحنا إحراما
----------------------
د.حسان الشناوي:
مرحى بشاعرنا النهاري الذي = يحبو القصيد الومض لحنا حاما
وتطير في أفق السماء سعادةً = وتطاول الآفاق والأجراما
وأبو المعالي ليس غير قصيدة= ريا العلا تستشرف الأنساما
يا ليت أني نغمة تشدوكما= بالفخر وهي تعانق الأجراما
-------------------
أبو المعالي
قل للشناوي الجميل تحية ...اني رأيتك في القريض غماما
------------------
عمر النهاري:
الشعر سلمكم قلائد فنه = وبعزفكم لحن البيان تسامى
ما أعذب الكلمات حين تزفها = أرواحكم لتعانق الأحلاما
-----------------
د.حسان الشناوي:
ما عاد لي شعر سوى دمع الأسى = يسيقني الأحزان والأوهاما
والشعر عندكما لحون سعادة = تحبو الفؤاد محبة ووئاما
------------------
عمر النهاري:
الشعر يا حسان فيك بديهةٌ = ما زال في أفق العلا يتنامى
وأبو المعالي لم يزل في سلمٍ = يرقى وفيه يسابق الأعلاما
وأنا تحاولُ أن تحلق أحرفي = في جوكم وبضعفها تتحامى
----------------
د. حسان الشناوي:
يا ابن النهاريّ الضياء قد انتهى= في الشعر عندك وانتهى استسلاما
--------------------
أبو المعالي:
عجبا لكم هل تكتبون قصيدة ..أم تصنعون من الحروف مداما؟
----------------------
عمر النهاري:
لكنه شرف الوصال يشدني = بكما وأقبس منكما الإلهاما
------------------
د. حسان الشناوي:
وأبو المعالي من شطوط محيطه = يأتي بدرّ يسحر الأفهاما
-----------------
عمر النهاري:
هذا مدامكما وسحركما سرى = في ا لروح حتى ذبت منه هياما
--------------------
د.حسان الشناوي:
هي خمرة الوجدان حلّ شربها = لمن استباه هوى الوداد غراما
---------------------------
عمر النهاري:
وأكاد أسبح في سماء مشاعرٍ = وكأن شوقي في البرية قاما
---------------------------
د. حسان الشناوي:
فلتملآ كل الدنان قوافيا= تهدي إلى صفو الرؤى الأنغاما
---------------------------
عمر النهاري:
فبأي سيف قصيدة آتيكما = وسناكما في الكون شق ظلاما
---------------------
د.حسان الشناوي:
سيفي ؟ أتحسب أن ما تحوي يدي= سيف؟ وليس سوى الخواء حطاما
---------------------------
عمر النهاري:
وكتائب الأرواح هبت لهفةً = ترسي بموج ثناكما الأفهاما
----------------------
أبو المعالي:
الشعر أحيانا يثير سعادة ...ويثير اخرى لوعة وضراما
---------------------
د.حسان الشناوي:
في كفي القشّ المسعر باللظى= ولظاه تحديق غدا يتعامى
-----------------------------
أبو المعالي
الشعر ليس سوى دموع ثرة ..تبكي الحياة وتعزف الآلاما
-----------------------------
عمر النهاري:
هيا اعزفا لي من قريض هواكما = لأخفف الأوجاع والآلاما
فالشعر جناتي وموئل فرحتي = وبه تهب الأمنيات سلاما
--------------------------
د. حسان الشناوي:
والشعر إن يعزف على وتر الأسى= يدمي الزمان ويسكت الأياما
لكنه إن رافقته نغمةٌ= من روضة الإسعاد صار حَماما
---------------------------------
أبو المعالي:
لم يبق بعدكما الجمال حديقة ..تسبي العيون ولا القريض كلاما
-----------------------------------
د.حسان الشناوي:
كيف السبيل أبا المعالي دلني = يا شاعرا لا يرتضي الإظلاما؟
وارفع منارة شعرك العالى هنا= تحدو الطريق فلا نخاف ظلاما
------------------------------------
عمر النهاري:
يا شعر جئت على فؤادي نسمةٌ = تمحو مدامع لهفتي لأناما
لأعيش في دنيا جمال ساحرٍ = والروح ترسل في الرياض حماما
------------------------------------
أبو المعالي:
اني محب فالحياة جميلة ... وأخو الهوى لا يعدم الإلهاما
-------------------------------------
د.حسان الشناوي:
من أطلق الإبداع درب محبةٍ= ملك القلوب وقيد الأفهاما
------------------------------
أبو المعالي:
إن العيون قتلننا وبعثننا ...لله من تلك العيون سهاما
----------------------------
د.حسان الشناوي:
أكرم بطرفٍ قاتل لم يتخذ = غير الجفون أسنة وسهاما
--------------------------
عمر النهاري:
يا قارئي لغة العيون جميعنا = صرعى العيون وكم نذوق حِماما
ما الشعر إلا لوعة ومحبة ٌ = تصلي المشاعر لهفة ً وضراما
تذكي لهيب الحب في أضلاعنا = لنظل صرعى فتنةً وغراما
--------------------
د. حسان الشناوي:
ياليت كل القتل يصبح نظرة = أو همسة تستأصل الأسقاما
-----------------------
أبو المعالي:
القتل يعذُبُ من عيون حبيبة ...ويكون بردا دافئاً وسلاما
----------------------
د.حسان الشناوي:
يا شاعرين ترنما بالحب من = نيل الوفاء فحركا الأهراما
--------------------------
عمر النهاري:
كم قتلة في ليلةٍ او لحظةٍ = أردت بسهم فتونها الأقواما
يا قلبي المشتاق صبرك ربما = ذقت الهوى يوماً ونلت مراما
---------------------
د. حسان الشناوي:
والقتل يحلو من حروف من استبت= قلبا تعلق بالوداد وهاما
------------------------
أبو المعالي:
اني أمتع بالحياة نواظري ...ما دمتُ أبصرُ ثغرها البساما
---------------------------
د.حسان الشناوي:
يا عمنا " عمر " اللذيذ قصيده= أفلا يذوق قصيدنا " أوباما "
هههههههههه
------------------
عمر النهاري:
والقتل أشنع حين يذوي شاعرٌ = ما ذاق حباً أو أصاب غراما
يسقي البريةً من كؤوس بيانهِ = ويظل يشكو حرقةً وضراما
-----------------------
د حسان الشناوي:
أأبا المعالي هات شعرا طعمه= مرا لمن حول العروبة حاما
واصرع به من عاش فدما لا يعي= غير الغباء إذا صحا يتنامى
-----------------------------
أبو المعالي:
لا لن أكف عن النضال فإنني ..اعددتُ رمحا للطغاة وجاما
-----------------------
عمر النهاري:
يا شاعر الفصحى وفارس عمرها = فجر على طغيانهم ألغاما
وانشر لهيب النار في خطواتهم = واجعلهم في ذلةٍ أقزاما
-------------------------
د.حسان الشناوي:
سأذيقهم حمم العروبة أحرفا= تفري القلوب بطعنها إضراما
----------------------
أبو المعالي:
ثار الشباب فلا يقلها قائل ..... ضبع يسود الشاء والاغناما
هي امة في حلة عربية ..وضاءة لا تعرف الاصناما
-------------------
أبو المعالي:
وتحركت في كل أرض ٍ ثورةٌ = عربيةٌ تستأصلُ الحكّاما
----------------------------------
د.حسان الشناوي:
ومضى الرجال فسار خلف ركابهم = موج النضال يقلقل الأجراما
-----------------------------
عمر النهاري:
هذي عروش الظلم خر نفاقها = لتكون كل شعوبنا ( صدّاما )
----------------
د.حسان الشناوي:
وهوت كراسيّ استباح بقاؤها= ردحا من الزمن الشعوب يتامى
----------------------------
أبو المعالي:
عاد الشموخ الى بلاد حرة ... واستل في وجه الهوان حساما
-------------------------
عمر النهاري:
أرض العروبة في جميع ربوعها = قامت ليرفع عزُها الأعلاما
وترد للباغي جزاء غروره = وتكون برداً للورى وسلاما
--------------------------
د.حسان الشناوي:
وسرى من الحرية البيضاء في = أرض العروبة وقدها ، ما ناما
وخطى العروبة من محيط حدودها = حتى الخليج توحدت أنغاما
--------------------------
أبو المعالي:
لله من عشقوا الكرامة وانثنوا ... شما وماتوا في المجال كِراما
قد سجلوا سفر البطولة والفدا ..... يهدي الغواة ويوقظ النوّاما
-------------------