حقق الثوار الليبيون تقدماً ميدانياً مهماً أمس الأربعاء بعدما سيطروا على مطار مصراتة الواقع جنوب المدينة في حين واصلوا زحفهم غرباً في اتجاه زليتن التي يعني سقوطها فتح الباب أمام تقدم الثوار نحو العاصمة طرابلس التي تعرضت ضواحيها الشرقية لقصف جوي جديد من طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكر مراسل وكالة «فرانس برس» أن الثوار سيطروا على مطار مصراتة بعد معارك عنيفة مع قوات العقيد معمر القذافي. وأضاف أن المتمردين سيطروا بالكامل على المطار، واحتفل مئات منهم بهذا الانتصار الكبير في الشارع. وأوضح المراسل أن القوات الموالية خلّفت وراءها دبابات أضرم فيها المتمردون النار.
في غضون ذلك، قال شاهد إن عدداً من الصواريخ سقط بعد ظهر الاربعاء شرق العاصمة الليبية طرابلس بعد تحليق كثيف للطائرات. واستهدفت الصواريخ منطقة تاجوراء لكن لم تعرف المواقع المستهدفة بالتحديد.
وكانت عدة انفجارات هزت صباحاً العاصمة الليبية التي تتعرض بشكل شبه يومي لقصف طائرات حلف شمال الأطلسي الذي تولى قيادة العمليات العسكرية للتحالف الدولي التي أطلقت في 19 آذار (مارس) الماضي لمنع هجمات قوات النظام على المدنيين.
وفي تونس، قال ضابط في الشرطة التونسية إنها ألقت القبض على ليبي في سيارة محملة بذخيرة بنادق كلاشنيكوف في جنوب البلاد على بعد 80 كيلومتراً من الحدود مع ليبيا.
وذكر ضابط شرطة في الموقع في محادثة هاتفية مع «رويترز» أن السلطات ألقت القبض على رجل ثان وهو جزائري كان ينقل قنابل. ويبدو أن السيارتين كانتا قادمتين من ليبيا.
ولم تتوافر معلومات أخرى عن عمليتي الضبط المنفصلتين في بلدة بئرعمير الجنوبية ولكن مسؤولين عرباً وغربيين قالوا إن «القاعدة» ربما تستغل الصراع في ليبيا لشراء أسلحة ونقلها الى دول أخرى.
وفي الشهر الماضي صرح مسؤول أمني بارز في الجزائر بأن ثمة مؤشرات على أن «القاعدة تسعى إلى شراء صواريخ أرض جو وأسلحة أخرى لتهريبها لمعقلها في شمال مالي. ووصف المسؤول الجزائري قافلة تضم شاحنات تويوتا غادرت شرق ليبيا ووصلت مالي بعد أن عبرت أراضي تشاد والنيجر.
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء رداً على سؤال عن مصير الزعيم الليبي الذي لم يبث التلفزيون الليبي أياً من صوره منذ عشرة ايام، انه لا تتوافر لفرنسا معلومات تتعلق بوضع معمر القذافي. وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو: «ليست لدي معلومات عن الوضع الشخصي للقذافي». وأضاف: «اذكركم بأننا قطعنا الاتصالات الرسمية المباشرة مع نظام القذافي منذ اغلاق سفارتنا وترحيل الموظفين الديبلوماسيين في 26 شباط (فبراير)».
وفي 30 نيسان (ابريل)، قتل أحد أبناء الزعيم الليبي وثلاثة من أحفاده خلال قصف للحلف الاطلسي. وكان القذافي قال قبل ساعات من عملية القصف تلك انه لا ينوي التخلي عن السلطة.
على صعيد آخر، قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الأربعاء إن الحكومة الليبية ربما تكون تعمل على طرد المهاجرين قسراً في محاولة لإغراق أوروبا بهم. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد حذّر في وقت سابق زعماء الدول الأوروبية الذين يؤيدون حركة المعارضة ضد حكمه المستمر منذ 41 عاماً من أنه سيطلق موجة من المهاجرين ضد أوروبا رداً على الضربات العسكرية التي تستهدف بلاده.
وسبب وصول أعداد كبيرة من المهاجرين الفارين من ليبيا توترات بالفعل بين دول الاتحاد الأوروبي. وقالت إيطاليا التي وصل إليها أغلب المهاجرين إنها يجب ألا تتحمل العبء كله وحدها.
وقال أنطونيو غوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين خلال مؤتمر في باريس: «هناك عناصر تجعلنا نفكر أن على الأقل بعض الأطراف المتورطة في ما يحدث اليوم في الأجزاء الغربية من ليبيا ربما تحاول استخدام سلاح إجبار الناس على الاتجاه الى أوروبا».
وتقول منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من عشرة آلاف وصلوا إلى جزر إيطالية منذ اندلاع الاضطرابات في شمال أفريقيا في وقت سابق من العام الحالي منهم نحو ألفين في مطلع الأسبوع الماضي وحده.
وقال مهاجرون إن جنوداً ليبيين كانوا يطلقون أعيرة تحذيرية أجبروهم على ركوب قوارب عنوة. وقال آخرون انه على رغم أنهم لم يضطروا رسمياً لدفع مقابل عبورهم فقد تم تجريدهم من ممتلكاتهم ومدخراتهم.
ومضى غوتيريس - وهو رئيس وزراء برتغالي سابق - يقول: «هناك مسألة واضحة بالتحديد.. هناك عدد من الناس لا يتلاءم على الإطلاق مع (أحجام) القوارب وأياً كان الذي ينظم هذه التحركات يجب أن يعلم أن هناك مخاطر هائلة في غرق تلك القوارب... المسألة الثانية هي أن بعض الذين وصلوا يقولون إنهم أجبروا على البقاء في القوارب».
وتقول هيئات إغاثة إن شهوداً تحدثوا عن غرق قارب يقل ما بين 500 و600 شخص في الأسبوع الماضي قرب طرابلس. وذكرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إنه قبل ذلك فإن ما يقدر بنحو 800 شخص فقدوا اعتباراً من 25 أذار (مارس) بعد محاولة الفرار من ليبيا.