لا صوت يعلو فوق صوت الأمن، هذا باختصار الشعار الدائر في جلسات المصريين الآن، فالهاجس الأمني أصبح يوميا يطارد المصريين بسبب حالة الفراغ الأمني التي جرت في مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير عقب رفض 40 في المئة من الشرطة المصرية العودة إلى أعمالهم، تزامنا مع هروب العديد من المساجين أثناء الثورة حوالي أكثر من 14 ألف سجين هارب حاليا من أصل 24 ألفا.
وشهد الأسبوع الماضي حادثتين كان لهما أثر نفسي سيء لدى المصريين، الأول ما جرى في استاد القاهرة الدولي أثناء المباراة التي جرت بين فريقي الإفريقي التونسي والزمالك المصري عندما اندفع عدد كبير من «البلطجية» إلى الملعب أثناء سير المباراة واعتدوا على الحكم واللاعبين. أما الثاني فكانت الأكثر فزعا، عندما جرى خطف ابنة رجل الأعمال المصري عفت السادات صباح الأحد الماضي على أيدي ملثمين من شارع بيروت في مصر الجديدة.
الفاصل بين الحادثين لا يزيد على يوم مما أثار مزيدا من القلق لأنه كان يحمل إشارة قوية إلى حالة الغياب الأمني الملحوظ في شوارع القاهرة.
في غضون ذلك، بدأ العديد من أصحاب المشروعات والتي تقع على أطراف المدن باتخاذ تدابير أمنية ذاتية لتوفير الأمان للمترددين على محلاتهم أو لتأمين مشروعاتهم بعيدا عن قوات الشرطة الغائبة، تزامنا مع قيام عدد من رجال الأعمال بإعداد قوات أمن خاصة لـتأمين شركاتهم ومصانعهم.
ورغم أن حالات الخطف أو القتل ليست بوتيرة أو معدلات ضخمة إلا أن وقوع مثل تلك الحوادث يثير قلق المواطنين لأن المصريين اعتادوا أن يسمعوا عن مصر أنها «بلد الأمن والأمان» وأنها «مصر المحروسة» ولم يتخيل أحد ولو للحظة واحدة أن يفتقد هذا الأمن الذي عاش الناس في ظله عشرات الاعوام.