على رف الانكسار حياة مؤجلة
وإناء يفصح عن رغبة في الامتلاء
بغربة ٍ مفرطة
مقعد يتأنق للهجاء في الوجهة المقابلة
وصقر بذيء اللسان
يرتدي خرقة الفضيلة
سرب المعتوهين المتسلقين
على اكتشاف النهار البريء
يثقبون كفّ َ طفل ٍ جميل
بابتسامة من حجر
بينما الزعماء
يتساقطون مثل الجراد
مثل أمنيات الفقراء
على قارعة العذاب
ووحده الرجل الذي يتحدث الآن
أمام مرآة الفراغ
يطبق فكيه
على ماضٍ موجع
ومستقبل من حمام كسير
الذين نخروا
ضلوع المدينة المبتسمة
رغم التعاويذ
ومدّعي الحضارة
يتألقون
بغباء المنهزمين
كقطة متوحشة
كتلّ ٍ من القلقين
من مواجهة مخجلة
وهم الآن يظهرون
في شاشات التلفاز
(نساتلَ ) منتهية الصلاحية
أيها الكثيفُ الانزعاج َ
مثل شجر ينفض أحلامه
مثل تسريحة للخطيئة
مثل ذنب مليح ٍ
ألمْ تنادني قبل كراهية يا ملاذي؟
ما الذي خضّبَ بالخيبة عود الأمل؟
ما الذي دعاك الى رفع بزّة الحماقة
أيهذا الشجرُ المفترض
كأنك أسرفتَ في استلاب الندى؟
وعدت بحزمة ِ ليل ٍ مثل معصية ساخنة ..؟
دع وهْمَ أرنبة اتخاذك للغرور سجية
واغرز ْ بقيّتك َ الضئيلة َ في أساك
أما امتلأتَ مني ؟
أنا ذا أودعُ سيئات الماء
مذ ْ خمسين نهراً
ما انحنيتُ
ولا مللتُ
ولا وصلتُ
ولا رجعتُ
ولا انتهيت
الغيمات دموع مفردات الشجن
والشوارع بوصلات الأمل
وعبد المنعم القريشيُّ أحبّ َ امرأة ً مهجّرة ً لن تعودَ
وبعضٌ منْ أنايَ
هذا التغييرُ الذي يحصل الآن في مشاعر الغافلين
في أزقة الجنون الأنيق .. أما جزعت ُ منك ؟!
المحاربون الواعدون يكتبون الخواطر عن حبيباتهم
على مرمى ندم مما جرى
المخبرون الذين انتهكوا حرمة الحداثة
يعترفون للندى عن لعبتهم
الغجريّ ُ الذي لا يجيد الضيافة أو مقدّم ُ الشعراء
الذي لا يجيد العواطف يدرك جيدا فداحة أيامه
قاطعو دربِ الحسين الذين أصبحوا متيّميه خائفون
من أصدقائهم
صاحبتي التي تدير أمر المسلمين غارقة ٌ
في الضحك على مكرها
وأمي التي أراها مرة ً
كل ّ َ عامين
الى الآن تشعر إنها أمي
بينما اختلطت ْ عليّ َ ملامحها..
هذا من فضل حبّ الوطن..
ياه ..!
مقرفة ٌ
مشاعرنا
نحن قوم الأرانب ..!
الأزقة التي استعمرتْ قلبي
مصابة بك
الخواطر التي تكتبها المبتدئات بالعشق
مولعة بك
الأسف الذي يتغلغل في جلد السنابل
مجنون بالتطلع الى ابتسامتك
والشِعرُ المؤثرُ بالقلوب المصففة باللوعة
ليس سهلا لمن ينام الى الظهيرة
نحن أبناء هذا التوغل في الماء
والرقة والتسامح
وعندي
مدينة تستعد للقبلات والعتاب
ومجموعة من صور الطفولة
لا جدوى من الذوبان فيها
ما عاد يجدي
ذلك الهوس الطفوليّ بالبراءة والحب
واكتشاف مشاعر الآخرين ..
هل قلت إنني عاشق للمطر؟
هل قلت أنني ميت في الشفاه؟
هل قلتُ
إنني أسافر في اقتراب عينيك مني
ولا أصل ؟
وحين أكتبك في ذراعي
لصيقا ً بمستقبل فاتحي أفواههم
فذلك إن الفراشات
لا يهمّها الاحتراق
ولا سوء نواياك
أيها البعيد عني
القريب الى انزياحك
عن سعادتي بك
يا قلق الأيام الآتية
في محنتي
وتطلعي للأبيض الذي سيولد
في غزير العدم
بعد خمسين حزنا من الألم
ما الذي استطيع قوله
وأنا في غاية الندم؟
إحْكِ لي عن بداية حبنا
عن غبائك
عن لا مبالاتك
عن فقرك َ
عن حبك لي
عن معاناة المراهقين الحفاة
وهم مشروع مراقبة من ذويهم
الذين تناسوا
أنهم نسخة من بذورهم
ولكن لا يشعرون..
هواجس الطفل
حين يتعثر بالأقواس
التي تظلله
تعبُرُ الان خمسين شكا ّ ً
كان نهرا
صار غيما
صار وهما ً
صار يأساً
صار يسأل من حنين ٍ
عن طفولة واسعة .
أتذكرُ
كنت ُجثة ًمرّ أهلُ الجنوب عليها
بكوا كثيرا ً
رقّ قلبي عليهم
رقّ َ عودي
فما ادّخرت ُ لنفسي هدوءً
وحزّمتُ دمعي
وانحنيت على أطفالهم
واختفيت
في مسامات أوجاعهم علّهم يولدون
كانوا يعشقون البكاء على إحيائهم
كنت اغزل من موتي قصائد يافعين ..
وأدري كنت حلما جميلا فسّره ُ
غيابُ ابتسامة السنوات التي نأت ْ
عن غسل أوجاع الشجر .. أيها الفرح ..
بماذا يفكر الصبيان
وهم يركضون وراء سيارة الإسعاف ..
ولماذا يركضون كلما انفردوا بالصباح
وعلى أيّ مذهب ٍ
يفكرون
حين يركضون وراء الكرة ؟
أتأمّل ُ فلسفة َ الركض ِ
ولا أصل ...!
أنام على فكرة يانعة ..
أقبّلهم مذنبا مذنباً
وأبتسمُ تاركاً لهم
البقية َمن ظنونهم
سيتمزقون عسيراً
وهم يتأملون ذراعي
ودمعة الغريب
وحيرة المراهق
وسذاجة الثريّ
وأمنيات الفقير ...
ولماذا
حين يسترخي الورد
لا يملك ُ
إلا أن يسألَ عن اشياء ٍ
لا يجدي معها التسآلُ؟
أموت
وأنمو
وأحزن ُ
وأنت في أحرفي شعاعُ أمل ٍ
أيها اللئيم الجميل ...
الذي أحبّهُ
بقية الألم...
أيها المستقبل السخيّ ُ الضباب
نحن نسل الأرانب...
خيبة ُ آبائنا .