النظام السوري يعلن الحرب على الشعب والشعب يريد اسقاط النظام
لطالما اعتقد النظام الحاكم في دمشق أنه محصن ضد الثورات الشعبية وذلك ظناً منه أنه استطاع من جهة أن يسوق نفسه كممانع، فقد اجتهد كثيراً ليلعب على مشاعر الجماهير الوطنية. ومن جهة أخرى لأن قمعه الدائم للشعب جعله يتوهم أن ذلك هو الأسلوب الأنجع لإسكات الجماهير إلى ما لا نهاية. من هنا أتت انتفاضة درعا لتزعزع ما استند إليه النظام في تقديراته، ولهذا جاءت ردة فعله على هذه الدرجة من البطش والوحشية، ورافق ذلك حملة اتهامات مفادها أن من انتفض في درعا هم من الغرباء والمدسوسين. وعندما بدأت مناطق أخرى من سوريا تنتفض استخدم النظام نفس الأسلوب بتوجيهه الاتهاما ت لفلسطينيين وغيرهم بأنهم وراءها وأصبح الاتهام صيغة للتعامل مع كل من ينتفض مطالباً بالحرية والكرامة. ومن ثم بدأ النظام بإطلاق الشبيحة ـ في اللاذقية بداية ومن ثم مد ذلك إلى بقية المناطق ـ ليثبت زعمه وكذبه أن يداً غريبة تتآمر على سورية وتسعى لإشعال الفتن، الأمر الذي يستتبع ظهور النظام بمظهر الحامي لسوريا وشعبها من الفتن والمؤامرات، وبالتالي اتبع النظام تكتيكاً يقضي بتوجيه الاتهام الى كل من يطلب التغيير في سوريا بأنه يسعى للفتنة، وهذا ما جاء بشكل أو بآخر في خطاب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم، فبعد مراوغة وتأخير وتأجيل وإيحاءات ووعود من مستشارة القصر الجمهوري، بثينة شعبان، مطبلة ومزمرة أن خطاب الأسد سيكون على درجة عالية من الأهمية لما سيحمله من تطمينات للسوريين.
توجه المذكور بخطاب هو الأول منذ بداية الإنتفاضة السورية ولأنه جاء بعد طول انتظار فقد أنصت الناس لما جاء على لسان رمز النظام السوري منتظرين منه أن يبدأ بإعلان قرارات هامة تستجيب لمطالب الشعب، إلا أن الخطاب انتهى دون أن يتطرق لأي شيء يمت بصلة للوعود آنفة الذكر. بل على العكس، فقد كان خطاب رأس النظام إعلان حرب على الشعب السوري وألغى أية هوامش للحياد بمطالبته الناس بالاصطفاف إما مع النظام أو ضده.
بدا الخطاب وكأنه مسرحية هزلية لعبها الرئيس مع جوقة ما يسمى بـ"مجلس الشعب" الكرتوني الذي لم يتوقف عن التصفيق الدائم وهتافات التأييد المتزلقة والشعارات التهريجية السخيفة والمبتذلة، متجاهلاً القضية الرئيسية التي قدم السوريون من أجلها الشهداء ألا وهي قضية الحرية والكرامة والمساواة.
إن عدم التطرق لاتخاذ قرارات فورية باتجاه إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية وكل ما يستتبع ذلك من التسلط والظلم الواقع على شعبنا يؤكد على تعنت السلطة واستمرارها بسياسة التعسف القائمة على القمع والترهيب بدون رادع.
وبهذا الخطاب يؤكد نظام الأسد أنه مستمر في نفس النهج القمعي بالتعاطي مع شعبنا ومطالبه العادلة...إن خروج الجماهير إلى الشارع مستنكرة الاستهتار بدمائها وكرامتها هاتفة ومشددة على مطالبها يمثل رفضاً قاطعاً للخطاب وللنظام الاستبدادي. إننا في لجنة دعم الانتفاضة السورية نصر على استمرار انتفاضة شعبنا في وجه نظام دموي مستهتر بالشعب وقضاياه المصيرية.
فلنعمل سوياً من أجل تصعيد انتفاضة جماهير شعبنا السلمية ضد هذا النظام القمعي الطاغي وضد محاولاته تفتيت وحدتنا الوطنية، ولنؤكد على أن القمع لم يعد يرهب شعبنا.
الشعب يريد إسقاط النظام
عاشت الانتفاضة السورية
كلنا سوريون ومعاً
نريد الخبز والحرية