قال مصدر مطلع إن طل الملوحي المعتقلة في زنزانة انفرادية في سجن دوما للنساء تتعرض منذ نقلها إلى هذا السجن إلى "مضايقات شديدة من قبلة السجّانة الموكلة بها"، وأضاف المصدر أن السجانة المذكورة "تعرضها لأسوأ الإهانات اللفظية، وتعمل على الإساءة إلى سمعتها بين السجينات لإبعادهم عنها وقطع أي تواصل بينها وبينهن خلال الفرصة التي تخرج خلالها إلى ساحة السجن" ، وقال المصدر إن طل "يسمح لها فقط بفرصة لمدة نصف ساعة يومياً تحت مراقبة شديدة تقوم بها عدد من السجينات المتعاملات مع إدراة السجن بالإضافة إلى مسؤولي السجن أنفسهم". وأكد المصدر بأن طل الملوحي "تتعرض لابتزاز مالي في السجن من قبل موظفي السجن، مقابل خدمات هي من حقوقها الآدمية".
من جهة أخرى أفاد المصدر نفسه بأن المدونة الشابة طل الملوحي "تعاني من البرد والرطوبة الشديدة في زنزانتها الانفرادية"، وأضاف: إنه "ليس لدى طل منذ اعتقلت إلا اللباس الربيعي الذي اعتقلت وهي ترتديه في 27 كانون الأول/ديسمبر 2009، وأن كل المحاولات لإيصال لباس لها باءت بالفشل، وما أرسل لها من عائلتها عبر إدارة السجن أو فروع الأمن قبل نقلها إلى سجن دوما لم تصل إليها". كما أشار المصدر إلى أن الشابة النحيلة "متعبة وتعاني من قلق شديد بعد إحالتها إلى محكمة أمن الدولة، في انتظار القرار الاتهامي" وفي السياق ـ أضاف المصدر ـ "تتعرض طل لابتزاز على شكل وعود بالمساعدة مقابل قبولها بإقرارات أو طلبات معينة"، ولم يحدد المصدر طبيعة هذه الإقرارات.
وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي يستعد فيه النشطاء السوريون لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاعتقالها وإخفائها قسرياً في الـ27 كانون الأول/ديسمبر الجاري، تحت عناوين "يوم الغضب" و"يوم الكرامة" و"أسيرة حرة ووطن سجين". وذلك بالتعاون مع منظمات سورية ودولية متخصصة في حقوق الإنسان، حيث يشمل الاحتجاج نشاطات ووقفات احتجاجية في أنحاء مختلفة من العالم بالإضافة إلى الانترنيت، وهي نشاطات احتجاجية تسبب قلقاً شديداً للحكومة السورية التي تعيش تحت قلق القرار الاتهامي أو الظني للمحكمة الدولية الخاصة بمقتل رئيس وزارء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وتخشى أن تسبب هذه الاحتجاجات مزيد من الإضار بصورة النظام في الخارج التي يحتاجها لمواجهة القرار الظني. وانطلاقاً من ذلك تعمل السفارات السورية في الخارج بدأب لتبيه الطلاب السوريين والضغط عليهم وترهيبهم من التعاطف مع قضية طل الملوحي، كما تقوم بالضغط على النشطاء داخل سورية وترهيبهم لمنعهم من الاستمرار.
يذكر أن قضية طل الملوحي والتي أثارت موجة احتجاجات عربية ودولية وجنَّد لها نشطاء سوريون وعرب حملة إلكترونية على الفيس بوك والإنترنيت نجحت في الضغط على الحكومة السورية للكشف عن مصيرها لوالديها، والسماح لهم بزيارتها بعد جريمة إخفاء قسري استمرت تسعة أشهر، وأدت الحملة إلى وتحويل قضيتها إلى قضية عالمية مع صدرو بيانات من منظمات دولية وتصريحات من مسؤولين لدول كبرى مثل ألمانيا وبريطانيا .