البصرة 26/3/62
أخي يوسف
مشتاق إليك للغاية ..لكنّنا سنلتقي قريبا إن شاء الله .فقد جاءتني برقيّة من سيمون جارجي يسألني فيها غن كنت أستطيع أن أكون في بيروت بين 10و17نيسان وإنّ المنظّمة العالميّة لحريّة الثّقافة ستتحمّل أجور سفري وإقامتي .وسأكون في بيروت بين هذين التاريخين ..بعون الله .لديّ الآن 21قصيدة جديدة سأحاول إيجاد مشتر لها في بيروت .إنّني في فقر مريع .سوف آتي إلى بيروت وأنا لا احمل في جيبي غير بضعة دنانير .عسى أن تستطيع تدبير شيء لي حين أكون في بيروت .أمّا الانتظار شهرا فذلك أعسر من العسير .سأكتب لكم رسالة العراق إلى بيروت .الأخبار الأدبيّة كلّها في بغداد …سأزور بغداد في طريقي إلى بيروت وسأجمع من هناك من الأخبار ما يصلح لأن يكون رسالة .
أنا الآن في دوّامة من النّشاط الشّعري .لكن ..قاتل الله الشّعر إنّه لا يشبع من جوع ولا يكسو من عري ,إنّ ترجمة كتاب واحد لمؤسّسة فرانكلين مثلا ,تدرّ من المال ما يعادل ربح دواوين عدّة .لم يرسل إليّ جميل جبر شيئا .ولكن ..ما هذا الاختيار ؟لماذا جميل جبر دون سواه ؟
أذهلتني “أغاني مهيار الدّمشقي”.إنّه أدونيس كما عرفت ذلك منذ مدّة قصيرة ,شاعر عظيم ..عظيم .
ليمنع دخولنا الشّام أومصر على الأقلّ .دعه ينطح رأسه بألف صخرة .إنّه يفقد خيرة كتّابه وشعرائه واحدا بعد واحد .وكان محيي الدّين محمّد آخر هؤلاء “المفقودين” كما أخبرني في رسالة .أصحيح أنّه سيأتي إلى بيروت للمساهمة في تحرير أدب .سيكون ذلك حدثا عظيما .الكلمة الخيّرة الصّادقة هي التي ستنتصر أخيرا لا العنتريّات والإدريسيّات .هيّئ لي كأسا من المارتيني مع” نفقة “صغيرة من القرموث . إنّه الشّراب الوحيد الذي أشتاق إليه .أمّا أدونيس فإنّ خبرته “البيتيّة “لا الشّخصيّة طبعا –هي في تهيئة المازة ..والويسكي من السّوق .قبّلي جواد(كذا).وبلّغ تحيّاتي لأدونيس ورفيق وشوقي وليلى البعلبكي ولور غريب وللعائلة الكريمة ودم للمخلص
بدر السيّاب