|
القنابل العنقودية الأميركية قتلت الكثير من المدنيين العراقيين والأفغانيين (وكالات) |
قالت صحيفة غارديان البريطانية إن مسؤولين بريطانيين وأميركيين تواطؤوا لإخفاء كميات من القنابل العنقودية المحرمة دوليا نظرا لضخامة الخسائر التي توقعها بين المدنيين.
وطبقا للبرقيات الدبلوماسية التي سربها موقع ويكيليكس فإن وزير الخارجية البريطاني في الحكومة العمالية السابقة ديفد ميليباند، أقر خطة للالتفاف حول اتفاقية تحرم القنابل العنقودية والسماح للولايات المتحدة بإبقاء مخزونها منها على الأراضي البريطانية.
يذكر أن الولايات المتحدة رفضت التوقيع على الاتفاقية الدولية لتحريم القنابل العنقودية، لكن بريطانيا وقعت عليها. وكانت القوات الأميركية قد استخدمت القنابل العنقودية في حربيها في العراق وأفغانستان، ووقع عدد كبير من المدنيين ضحايا لتلك القنابل الفتاكة.
رفض أميركي
الجيش الأميركي قال إن القنابل العنقودية "مشروعة وتضفي ثقلا عسكريا نوعيا"، ويريد أن يستمر في استخدامها وحفظها في قواعد بريطانية، بغض النظر عن الحظر المفروض على هذا النوع من القنابل.
المسؤولون الحكوميون البريطانيون اقترحوا أن يتم إخفاء الاتفاق على إبقاء القنابل العنقودية الأميركية على التراب البريطاني عن البرلمان، كي لا يؤثر على تصويت البرلمان على توقيع بريطانيا الاتفاقية التي تحرم القنابل العنقودية، لأن رئيس الوزراء السابق غوردون براون كان متحمسا ولدوافع سياسية أن توقع بريطانيا على الاتفاقية.
تهجير السكان
|
النرويج أرادت تحريم القنابل العنقودية نظرا للخسائر الجسيمة التي أوقعتها بين المدنيين(الأوروبية) |
تقع مخازن القنابل العنقودية الأميركية في قاعدة جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، والتي قام الاستعمار البريطاني بطرد أهلها الأصليين في ستينيات القرن الماضي لجعلها قاعدة عسكرية دائمة للجيش الأميركي، ولا تزال الجزيرة تعتبر جزءا من التراب البريطاني رغم أنها تبعد عن بريطانيا حوالي 13 ألف كيلومتر.
رئيس دائرة السياسة الأمنية في وزارة الخارجية البريطانية نيكولاس بيكارد اقترح إخفاء السماح للولايات المتحدة بإبقاء قنابلها العنقودية في قاعدة دييغو غارسيا، وأن يتم إخبار البرلمان البريطاني أن الولايات المتحدة ستزيل القنابل في عام 2013.
تقول البرقية نقلا عن بيكارد: "قد يكون من الأفضل للحكومتين البريطانية والأميركية عدم التوصل إلى قرار نهائي بشأن هذا التفاهم المؤقت حتى يتم إقرار البرلمان للدخول في معاهدة حظر القنابل العنقودية، وأن نقول للبرلمان إننا طلبنا من الولايات المتحدة أن تزيل قنابلها عام 2013، كي لا نعقد مناقشات البرلمان وكي لا نعطي انطباعا بأن موضوع اتفاقية الحظر قابل للاستثناءات".
وزارة الخارجية البريطانية عبرت عن استيائها من المعلومات الواردة في البرقية المسربة ورفضت التعليق عليها.
غضب وتذمر
متحدث بإسم الوزارة قال في وقت سابق "نرفض أي ادعاءات بأن وزارة الخارجية قد تعمدت خداع البرلمان أو أنها فشلت في الوفاء بواجبها بإبلاغ البرلمان. لا يمكننا أن نناقش أي تفاصيل في وثائق أو معلومات سرية سربت بصورة غير رسمية".
وتقول غارديان إن ديفد ميليباند نفسه رفض التعليق على ما ورد في البرقية الدبلوماسية الأميركية المسربة.
البرقية التي يعود تاريخها إلى عام 2008 تظهر عدم ارتياح أميركي لاتفاقية تحريم القنابل العنقودية التي دعت إليها النرويج.
الدبلوماسي الأميركي جون رود في البرنامج الأميركي لمراقبة التسلح قال لمسؤول بريطاني -في وزارة الخارجية في محادثة ثنائية- إن بلاده لم ترتح للاتفاقية التي تعرف بمشروع أوسلو.
وقد أدان الأميركيون الاتفاقية التي اعتبروها "غير عملية وغير بناءة" وحثوا جميع الدول على عدم التوقيع عليها. أفغانستان فاجأت الولايات المتحدة بالتوقيع على المعاهدة بعد أن كان الرئيس الافغاني حامد كرزاي قد وعد الأميركيين بعدم التوقيع عليها.