صاحب فتوى إهدار دم البرادعي
-- عكست التطورات التي جرت خلال الأسبوع المنصرم نفسها على مجتمع المدونين العرب، فبرزت مقالات تتحدث عن ضرب النساء وحرية المرأة في السعودية والمغرب، بعد الفيديو المثير للجدل لفتاة سودانية تعرضت للجلد بقسوة، كذلك تناولت بعض المدونات تطورات سياسية، مثل رفض اليمين الفرنسي لصلاة المسلمين في الشوارع، وإصرار رجل دين مصري على فتوى إهدار دم المعارض محمد البرادعي.
مدونة "المغربية" تناولت قضية ضرب المرأة بغطاء شرعي، أو ما يعرف بحق التأديب، وذلك تحت عنوان "اضربوهن ضربا خفيفا" وذلك على شكل طلب استفتاء جاء فيه: "حضرة الفقيه المحترم، زوجتي تقاطعني الكلام إذا مدحتُ جمال إحدى الجارات. وتحرمني الطعام إذا ما انتقصت من مصاريف الوجبات. وتمنعني من غريزة المنام إذا ما غبت دون علمها عن البيت في إحدى المرات...فما حيلتي مع زوجتي سيدي الفقيه؟ (الجواب) اضربها ضربا خفيفا."
وأضاف: "حضرة الفقيه المحترم، لم أجد عملا يعيل داري، لأرفع بين جيران الدرب مقداري. فاخترتُ رفيقة تحرق نفسها لتبرد ناري، وأختا تعمل ليلا فأنام أنا بهدوء كل نهاري... كثر القيل عنها والقال، وهي تسعى بجد لتغيير الأحوال. فكيف من جيراني آخذ ثاري، كيف لأجلهم، من أختي أغسل عاري ؟؟ (الجواب) اضربها ضربا خفيفا.
وختم قائلاً: "يا أصحاب الذقون، يا ملوك التستوسترون... إن امتنعن أو عملن أو اجتهدن، فما عليكم إلا أن تضربوهن ضربا خفيفا... فقط اضربوهن."
أما المدون جمال الخنوسي، فتابع قضية الموقف الذي اتخذته مارين لوبين، ابنة الزعيم اليميني المتطرف في فرنسا، جان ماري لوبين، من صلاة المسلمين في شوارع باريس، وتشبيهه بالاحتلال النازي لفرنسا.
وقال المدون، تحت عنوان: "مارين لوبين تشبه صلاة المسلمين في فرنسا بالاحتلال" إن حدة النقاشات "تزداد في الساحة السياسية الفرنسية كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 2012، وكانت آخر الخرجات الإعلامية المدوية تلك التي قامت بها مارين لوبين، المرشحة لخلافة والدها في رئاسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، عندما شبهت صلاة المسلمين في فرنسا في الشارع خارج المساجد عندما تكون مكتظة بالمصلين، باحتلال فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو ما أثار موجة من الانتقادات."
وقالت لوبين: "أنا آسفة، لكن بالنسبة إلى الذين يحبون التحدث كثيرا عن الحرب العالمية الثانية، فإذا كان الأمر يتعلق بالحديث عن الاحتلال، فيمكننا الحديث عنه، لأن هذا احتلال للأرض."
وأضافت، "إنه احتلال لأجزاء من الأراضي، لأحياء تطبق فيها الشريعة، إنه احتلال. بالتأكيد ليست هناك مدرعات ولا جنود، لكنه احتلال في ذاته وهو يلقي بثقله على السكان".
ومن السعودية، عرضت المدونة مها نور إلهي للمشاكل التي تعيشها المرأة السعودية، عبر قصة قصيرة لفتت فيها إلى أن الرجل نفسه بحاجة إلى تحرير يقود إلى تحرير المرأة.
وتحت عنوان "تحرير الرجل!" قالت نور إلهي: "هذا السؤال مشروع و منطقي جدا، فالرجل فعلا حر…فهو يستطيع التعدد بدون قانون يحكمه…يستطيع السفر بدون موافقة ولي الأمر…ويستطيع أن يعشق و يغازل من يشاء من النساء بدون محاسبة المجتمع له طالما أنه يفعل ذلك بذكاء ودهاء واحتيال ولكن هل هذه هي الحرية المنشودة؟ هي هذه هي الحرية التي يطلبها عاقل و واعٍ؟"
وأضافت: "أنا طبعا لست ضد تحرير المرأة…و لكني أؤمن أن المرأة لا يمكن أن تتحرر و الرجل الذي تعيش معه في نفس المجتمع لا يزال أسيرا! قد تتساءلون عن نوعية الأسر الذي يعيشه الرجل؟ إن الطفل السعودي العادي المولود في الطبقة المتوسطة أو الكادحة يتلقى تعليمه في مدارس رديئة البناء بلا مكيفات ولا حمامات ولا مرافق ترفيه و رياضة تليق بإنسانية الفرد."
وتابعت: "الطفل السعودي في المدارس يتربى على الضرب والنهر والتحريم والتحقير.. ونأتي للمراهق السعودي، يتعلم هذا المراهق خلال طفولته معنى الاحترام لأنه أحدا لم يحترمه و يحترم آدميته و طفولته.. و نأتي للدين…لم يعرف هذا المراهق من الدين طوال طفولته سوى الصلاة بدون فهم لمعانيها، بل قد يكون ضُرب و عوقب على تفويتها عدة مرات."
وفي العمل يجد نفسه محطما من مدير لا يرحم … و يجد أن الترقية بعيدة المنال حتى لو اشتغل ليل نهار…. وإذا أراد أن يعبر عن رأيه، و إذا كان صريحا جدا و طالب بحقوقه و حقوق غيره..قالوا له أنت من شعب همجي يضرب نساءه.. بعد كل هذا، لا يجد الرجل نفسه إلا أمام اللعب! اللعب بالنساء المتاحات في الظلمات.. رجالنا مساكين…و الله مساكين…و بالتالي ..نحن أيضا مساكين…و يا ترى هل عرفتم من الملام؟"
من جهته، تناول المدون أبو المعالي فايق على مدونته "لقمة عيش" قضية الفتوى التي أصدرها رجل دين متشدد في مصر بإهدار دم محمد البرادعي، الذي بات أحد أركان المعارضة المصرية، تحت عنوان: "الشيخ محمود عامر يصف الإخوان والبرادعي والقرضاوي بالخوارج ومتمسك بفتوى القتل."
وقال فايق: "ما زال الشيخ محمود عامر صاحب فتوى قتل البرادعى مصرا على فتواه المهدرة لدم كثير من المصريين الذين يعارضون نظام الحكم فب مصر ولا حرج على الشيخ طالما أن الدولة تركته، وأنا كمعارض وأتشرف بأن أكون منتميا لحزب العمل الذي يعد أكثر الأحزاب معارضة لنظام الحكم في مصر أطالب النائب العام بأن يحقق في الفتوى التي تتنافى مع دستور الدولة."
وأضاف: "ولي سؤال عند الشيخ عامر، هل طلب منه رئيس الدولة الذي يصفه محمود عامر بأنه 'ولي الأمر' هل طلب فتوى حول النظر في شأن البرادعى أو في شأن العلامة الشيخ القرضاوي الذي يصفه الشيخ عامر بأنه من الخوارج لأنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين
وتابع: "أقول بصدق أنني اكتشفت اكتشافا خطيار في بعض من يطلقون على أنفسهم مشايخ ويتصدرون الفتوى أن هؤلاء خرجوا علينا في غفلة من الزمن وهم يخطبون في أناس بسطاء عندما اعتلوا منابرهم وهذه الحكاية تبدأ من القرى والأرياف."