شبان إسرائيليون يرفعون صور بولارد
أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأربعاء، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يعتزم تقديم طلب رسمي إلى الولايات المتحدة للإفراج عن الضابط السابق في البحرية الأمريكية، جوناثان بولارد، الذي يقضي حالياً عقوبة السجن مدى الحياة، بعد إدانته بتهمة التجسس لصالح الدولة العبرية.
يأتي هذا الإعلان من جانب الحكومة الإسرائيلية، بعد يوم من تلقي نتنياهو رسالة من "الجاسوس" الأمريكي، والذي كان يعمل كمحلل معلومات في البحرية الأمريكية، يناشده فيها بالتدخل رسمياً لإطلاق سراحه، بعدما أمضى نحو 25 عاماً من مدة عقوبته خلف القضبان.
وجرى اعتقال جوناثان بولارد في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1985، وصدر حكم بحقه عام 1987، بالسجن مدى الحياة، حيث نسب إليه الإدعاء الأمريكي تهمة تزويد إسرائيل بآلاف الوثائق الدفاعية السرية، خلال الفترة من مايو/ أيار 1984 وحتى إلقاء القبض عليه.
وجاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر اليوم (الثلاثاء) التدخل شخصياً في قضية جوناثان بولارد، وسوف يقوم، خلال الأيام القادمة، بتقديم طلب رسمي إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لإطلاق سراح بولارد."
وشهدت الشهور الماضية العديد من المباحثات واتصالات مكثفة بين مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، في مقدمتهم نتنياهو، ونظرائهم الأمريكيين، بشأن إطلاق سراح بولارد، الذي منحته إسرائيل جنسيتها عام 1995، وأقرت بعد ثلاث سنوات، أي في عام 1998، بأنه كان يعمل لحساب الدولة العبرية.
وقال نتنياهو، بحسب البيان: "إنني أعتزم مواصلة الجهود من أجل إطلاق سراح بولارد (البالغ من العمر 56 عاماً)، بسبب التزام دولة إسرائيل الأخلاقي نحوه، وبسبب الرغبة في أن يعيش ما تبقى من حياته مع أسرته، وأن يستعيد صحته مجدداً، بعد تدهور حالته الصحية مؤخراً."
وكان مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق في فترة الثمانينيات، لورانس كورب، قد قام بزيارة البرلمان الإسرائيلي الاثنين الماضي، وطلب من نواب الكنيست اتخاذ خطوات أكثر إيجابية لإطلاق سراح بولارد.
وخدم كورب مع وزير الدفاع الأسبق، كاسبر واينبرغر، خلال الفترة التي تم فيها اعتقال الجاسوس الأمريكي، وكان مسؤول الشؤون الداخلية في وزارة الدفاع "البنتاغون" آنذاك، ويعتقد أن بولارد تمت معاملته "بصورة غير عادلة"، ويقول إن العقوبة التي نالها لا تتناسب مع درجة جريمته.
وتابع المسؤول الأمريكي السابق قائلاً: "لقد توصل جوناثان بولارد إلى اتفاق مع ممثلي الإدعاء، بأنه إذا ما تعاون معهم فلن ينال عقوبة السجن مدى الحياة"، وأضاف: "ما فعله بولارد أن تعاون معهم، ولكن صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: لماذا؟"
يُذكر أن جميع رؤساء الحكومات الإسرائيلية على مدى الـ25 عاماً الماضية، قد سعوا لدى الإدارة الأمريكية لإطلاق سراح بولارد، كما قام نتنياهو، خلال توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية مطلع العقد الجاري، بزيارة بولارد في سجنه بالولايات المتحدة عام 2002.
وأبغ الصحفي يوسي ميلمان، المتخصص بالشؤون الاستخباراتية في صحيفة "هآرتس"، CNN بأن هناك حالة من الغضب تنتشر بين الإسرائيليين بسبب عدم استجابة الإدارات الأمريكية المتعاقبة للطلبات المتكررة من جانب رؤساء حكومات الدولة العبرية بالإفراج عن بولارد.
وقال ميلمان: "هناك شعور عام بالذنب في إسرائيل بأن هذه العملية كانت غبية، لقد كان من الخطأ أن يتم تجنيد شخص أمريكي للتجسس على بلاده، بسبب إمكانية حصوله على المعلومات"، وتابع قائلاً: "لقد حان الوقت لإطلاق سراحه، فقد أمضى 25 عاماً في السجن، وهذه فترة كافية، فقد سدد دينه كاملاً للمجتمع الأمريكي."