يواجه المسلمون في فرنسا المشاكل عند دفن موتاهم. فطقوس الدفن في فرنسا لا تتناسب أحيانا وطقوس الدفن عند المسلمين، ما يجعل معظمهم، وحتى بعد مرور سنوات عدة على تواجدهم في فرنسا، يرحلون جثامين موتاهم إلى بلدانهم الأصلية
توجد في فرنسا مقبرة إسلامية واحدة تقع في مدينة بوبينيي في الضاحية الشرقية للعاصمة باريس، بالإضافة إلى مقبرة إسلامية في جزيرة "لاريونيون" الفرنسية، في المحيط الهندي. وإلى جانب هاتين المقبرتين، هناك نحو 70 مربعا إسلاميا وهي عبارة عن قطع أرض مخصصة لدفن موتى المسلمين الذين ترغب عائلاتهم في دفنهم في فرنسا.
ويواجه المسلمون كذلك مشكلة أخرى، تتجلى في شراء قبر في فرنسا، إذ لا يسمح بامتلاك القبر بشكل دائم من طرف العائلة التي اشترته وإنما هو في الحقيقة كراء لمدة محددة قد تكون 10 أعوام أو 15 أو 30 عاما. وتختلف تكاليف شراء القبر بحسب المدة التي تختارها العائلة. وبعد انقضاء هذه المدة فإن عائلة الميت ملزمة بشرائه من جديد. وإذا لم يتم شراؤه مرة ثانية فإن السلطات الفرنسية يصبح لها الحق في إخراج بقايا الجثث وإحراقها لبيع القبر لعائلة أخرى. مشكلة إخراج الميت ولو بعد مرور عدة سنوات وحرق بقاياه، مسألة غير مسموح بها في الشريعة الإسلامية يقول عباس عبد النور إمام ومرشد ديني في باريس، والذي يضيف "الإسلام يحترم الجثة. ولا يسمح بحرقها حتى بعد مرور أزمنة". وتطرح مشكلة حرق الجثث أو ما تبقى منها، كذلك أمام بعض السجناء الذين يموتون في السجون ولا يجدون من يتكفل بمصاريف دفنهم لأن لا عائلات لهم. إذ يتم في بدء الأمر دفنهم في مقابر جماعية ثم تحرق بقايا الجثة بعد مرور بضعة سنوات. بالإضافة إلى هذه المشاكل، يواجه المسلمون في فرنسا مشاكل أخرى تدفعهم أحيانا إلى اللجوء إلى دفن موتاهم في بلدانهم الأصلية. غير أن السلطات الفرنسية، وأمام تزايد عدد أفراد الجاليات المسلمة، من خمسة إلى ستة ملايين شخص، باتت تعمل جاهدة على احترام طقوس الدفن عند المسلمين كتفادي حرق الجثث بحسب السيد جان إيف نويل، مسؤول عن مستودع الجثث في مستشفى سالبيتريير في باريس، بالإضافة إلى إغلاق مقبرة جماعية على مستوى باريس وضواحيها على الأقل، كانت تقع في مدينة "تيي" في العام 1999 . |