
اجتمعت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري بالسفراء العرب المعتمدين لدى فرنسا لبحث عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.
واوضحت المصادر ان القضايا التي تناولها الاجتماع تضمنت عملية السلام في الشرق الاوسط التي تواجه جمودا حاليا بالاضافة الى بحث المسائل المتعلقة بالاتحاد من اجل المتوسط فضلا عن الوضع في لبنان.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية ان اليو ماري قالت للسفراء ان سبب دعوتها لعقد هذا الاجتماع هو رغبتها في "اظهار الاهمية الكبيرة للغاية التي توليها الى هذه المنطقة التي ترتبط (فرنسا) معها بروابط عميقة وقديمة ووثيقة للغاية ولها فيها مصالح متعددة".
واضافت اليو ماري للسفراء العرب ان فرنسا ترغب في العمل مع حكوماتهم في "مناخ من الثقة والصراحة" مشيرة الى ان السلطات الفرنسية منفتحة للاستماع الى المنطقة التي لديها مصير مشترك مع اوروبا بالاخذ في الاعتبار النهج الذي يسير عليه العالم حاليا حول المراكز الاقليمية.
ونقلت المصادر عن وزيرة الخارجية الفرنسية القول ان هناك "تحديات مشتركة" تواجه كلا الاقليمين مشددة على ضرورة ان يعمل الاتحاد الاوروبي والعالم العربي سويا "لبناء عالم اكثر امانا وتوازنا وازدهارا".
وفي هذا السياق قالت اليو ماري انها "مقتنعة" بأن مشروع الاتحاد من اجل المتوسط "للحوار والتنمية" ملائم بشكل اكبر من أي وقت مضى "برغم الصعوبات التي تواجهه بسبب الازمات والتوترات السياسية".
ولا ترغب الدول العربية في المشاركة بشكل كامل في هذا المشروع الى جانب اسرائيل بسبب انعدام التقدم في عملية السلام بالشرق الاوسط ورفض اسرائيل لتقديم أية تنازلات فيما يتعلق باقامة المستوطنات غير الشرعية برغم دعوات الولايات المتحدة واوروبا والمجتمع الدولي بشكل عام في هذا السياق.
وكان الاتحاد من اجل المتوسط اقيم خلال عام 2008 برئاسة مشتركة من جانب فرنسا ومصر وشهد على سبيل المثال مشاركة اسرائيل وسوريا في مراسم تدشينه في باريس التي شهدت اجتماع 41 دولة.
ومنذ ذلك الحين اضعفت خلافات بشأن السكرتارية العامة وامور تشغيلية اخرى من ترابط الاتحاد من اجل المتوسط وادت مشكلة اسرائيل الى تجميد اي تطور واسفرت عن الغاء قمتين مقررتين للاتحاد خلال العام الجاري.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية للسفراء انه من الضروري "العمل على حل تلك (الازمات والتوترات) والتقدم تجاه تعاون ملموس".
ومن جانبهم وجه السفراء عدة التساؤلات الى وزيرة الخارجية الفرنسية بشأن عدد من القضايا الاقليمية حيث قالت انه فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط فانه "من الحيوي التوصل الى حل قائم على وجود دولتين".
واضافت انه برغم الجمود وخيبات الامل الحالية فانه يجب الاستمرار في بذل الجهود "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبمشاركة اكبر مع اللجنة الرباعية والاتحاد الاوروبي ودول المنطقة".
وفي الشأن اللبناني جددت اليو ماري التزام فرنسا ازاء لبنان ذي سيادة ومستقل معربة عن دعمها لعمل المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري "التي يجب ان تعمل باستقلالية كاملة".
كما بحثت الوزيرة الفرنسية مع السفراء العرب القضايا المتعلقة بالارهاب والحاجة الى "تعاون مستمر بين الدول" فضلا عن التغير المناخي والتحديات المتعلقة بالكوارث الطبيعية.
وبحث الجانبان ايضا جوانب لغوية وثقافية متعلقة برغبة فرنسا في تعزيز تواجد اللغة الفرنسية في العالم العربي.















