اهتم قطاع واسع من خبراء أمن المعلومات حول العالم بالفيروس' ستاكس نت' الذي تواترت أنباء عن أنه صمم خصيصا لمهاجمة مفاعل بوشهر الإيراني.
ووصفه بعض المسئولين الإيرانيين بأنه مقدمة لحرب إلكترونية ضد إيران, وركزت تحليلات الخبراء علي أن هذا الفيروس يتسم بعدة صفات منها أنه شديد التعقيد وأن تركيبته تنبيء بأن وراءه دولة أو مؤسسة ما وليس أفراد هواة أو محترفون, وأنه انتقائي للغاية في رصد وضرب الأهداف التي يهاجمها, وأن تركيزه الأساسي هو التقاط ونقل الأسرار الصناعية في منشآت محددة, وقال الخبراء أن منشأة بوشهر النووية الإيرانية ربما تكون في مقدمتها.
ومن جانبها قالت شركة سيمانتك المتخصصة في أمن المعلومات أن60% من الحاسبات المصابة بهذا الفيروس تقع في إيران, وبعد تحليل الفيروس والقيام بعمليات محاكاة لقدراته وتركيبته قال الخبراء أنه طور لأول مرة منذ عام تقريبا, وأول من اكتشفه هو شركة بجمهورية بيلاروس في يوليو2010 الماضي علي أحد حاسبات عملائها الإيرانيين ومنذ ذلك الوقت والفيروس يخضع لاختبارات خبراء الأمان.
والأسبوع الماضي نشر الخبير الأمني المعروف' رالف لانجنر' المتخصص في أمن الأنظمة الصناعية تحليلا لهذا الفيروس قال فيه إنه يستهدف أنظمة برمجيات سيمنز, وتوقع أن هدف هذا الفيروس ربما يكون المفاعل النووي الإيراني في بوشهر, وقال أنه وضع هذا التوقع بعدما قام بمحاكاة شبكة صناعية تعمل بأنظمة سيمينز وحلل سلوك الفيروس.
وكان خبراء آخرون أيضا اعتقدوا أن هذا الفيروس مصمم لسرقة الأسرار الصناعية مثل معادلات وصيغ المنتجات في المصانع التي يمكن أن تستخدم في تصميم منتجات مقلدة, لكن' لانجنر' اكتشف أن الفيروس يستهدف إعدادات معينة في أنظمة سيمنز وهي نوع من شفرة الدخول التي تكون موجودة في جزء معين يختص بالتحكم البرمجي في الأنظمة ثم يخترق منه النظام بأكمله.
ونظرا لطبيعة الفيروس المعقدة, فقد قال لانجنر إنه يجد صعوبة في شرح طبيعة هذا الفيروس الغريبة لوسائل الإعلام لكن المؤكد أن هذا الفيروس يستهدف أشياء محددة في أماكن محددة علي أجهزة محددة وبالتالي فإن هدفه الإجمالي هو شيء محدد وقد لا يخرج عن مفاعل بوشهر الإيراني الذي هو قيد الإنشاء في الوقت الحالي.
ويعزز هذا الاعتقاد بأن موقع شركة جي إس سي أتوم ستوري إكسبورت الشركة الروسية التي تبني المفاعل النووي الإيراني, قد أصيب بهذا الفيروس وأغلقت الشركات الأمنية عددا من صفحات الموقع لأنها تحمل هذا الفيروس.
ونفس الاعتقاد أكده الخبير إريك بيرس الذي يعمل في أمن الأنظمة الصناعية والذي كان يعتقد أن الفيروس مصمم للتجسس لكن بعد تحليل لانجنر أكد أنه كان مخطئا وأن الفيروس يستهدف مفاعل بوشهر الإيراني.
وقد أكد ذلك أيضا العديد من الخبراء والشركات الأمنية الأخري, بالإضافة إلي الإشاعات التي ظهرت العام الماضي والتي تقول إن إسرائيل بدأت هجوما إلكترونيا يستهدف منشئات إيران النووية. ومع ذلك فربما لا يكون مفاعل بوشهر هو المقصود فقط, فهناك أهداف محتملة أخري مثل معامل التكرير ومصانع المنتجات الكيماوية وأنظمة التحكم الأخري وغيرها, وإن كانت وكالة الأنباء الإيرانية قد ذكرت في تقارير صحفية نشرت أمس علي لسان محمود جعفري رئيس المفاعل أنه قد حدثت بالفعل أعطال بالحاسبات الخاصة بفريق العمل في محطة بوشهر النووية بسبب الفيروس المشبوه, وأن الفريق يحاول إزالة الأجهزة المتعطلة التي لن تؤثر علي الأنظمة الرئيسية بالمفاعل, فيما أكد رضا تقي بور وزير الاتصالات الإيراني أن الفيروس لم يتمكن من اختراق الأنظمة الحكومية أو إحداث أي ضرر كبير بها.
ساحة النقاش