هَا وَقَدْ جَاءَ الشِّتاء فَلا تَبْخَلُوا إخوَتي لله الدُعَاء ...

تعالوا معي إخوتي نستقبل فصل الشتاء ، فصل الخير والعطاء بقلوب مفعمة بالحب والأمل ونستذكر سوياً نعمة رب السماء وآية من آيات الرزق والرحمة للعباد بزخات المطر التي تنهمر من السماء على الأرض فتحييها راوية تربتها بالماء العذب لتكسو قشرتها بأنواع النبات وأزهاره الجميلة المتنوعة ، وكما هو هذا الشتاء مفيد للأرض فهو أيضاً مفيداً للإنسان وشعوره بالدفء والتقرب أكثر لأسرته وزيادة الألفة بين أفرادها ورعة الإنتظار لإستقبال فصل الربيع ليتمتع برونق الطبيعة الخضراء والإحساس بالأمل المتحدد للحياة بالإضافة إلى فيه من الفائدة عظيمة لجميع مخلوقات الله . نعم أحبتي إن فصل الشتاء هو فصل خير وبركة ورحمة تعم الجميع يستوجب منا نحن بني الإنسان أن نحمد الله ونشكره ليزيد نعماه علينا  ولنتذكر قوله تعالى : "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ" آية (30) ، سورة الأنبياء، وقوله تعالى أيضاً في سورة إبراهيم "لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ " الآية (7) ،

وبما أن الشتاءُ يعد ربيعَ المؤمن كما جاء في الحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : "الشتاء ربيع المؤمن‏:‏ طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه‏).‏ رواه أحمد . وكون المؤمن يقضي معظم وقته فيه بالطاعات لله ، والإستزادة في العبادات ، والصيام فيه دون مشقة كون نهار أقصر من ليله ومن غير مشقة، ولا شعور بجوع ولا عطش ، حيث كان أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه – يقول: (( ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى. فيقول: الصيام في الشتاء)) . والغنيمة الباردة تعنى هي الغنيمة التي يفوز بها الفرد دون مشقة أو عناء .

 فيا إخوتي ، إجتهدوا  في طلب مرضاة الله تعالى في ليال الشتاء الطوال ، وأكثروا من صيام نهار الشتاء، وأسألوا الله ولا تبخلوا بالدعاء إليه طالبين رحمته ومغفرته ورضوانه في هذا الفصل من كل عام ،  وتيقنوا  بالإستجابة لأن الله لن يخذل  عباده المؤمنين الشاكرين الحامدين القائمين  المخلصين المتقربين لوجهه تعالى بالإخلاص في العبادة والقيام في التقرب إليه .

 فإليك إلهي دعائنا ورجائنا فأنت خير المستجيبين :

اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم إسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار ، عاجلاً غير آجل .

اللهم إسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانظين ، اللهم إسق عبادك وبهائمك ، وأنشر رحمتك وأحيي أرضك بعد موتها يا كريم .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين .

اللهم أُنصر من نصر دينك ، اللهم أُنصر عبادك المؤمنين بوحدانيتك وبربوبيتك في كل مكان ، اللهم أُنصرهم نصراً مؤزَّرًا على كل كافر مستبد وظالم فاسد وطاغية مستأسد في الأرض يا أرحم الراحمين .

اللهم أيدهم بتأييدك، واحفظهم بحفظك يا ذا الجلال و الإكرام.

اللهم إنا نجعلك في نحور أعدائك أعداء الدين ، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.

اللهم إرحم أمواتنا وأموات المسلمين وشهدائهم ونقهم من ذنوبهم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وإغسلم بالماء والثلج والبرد ، وأدخلهم جنات الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصالحين والأبرار يا عزيز .

اللهم آتِ نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليُّها ومولها .

اللهم إنا نسألك الهدى والسداد، اللهم إنا نسألك من الخير كله ، عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ، ونعوذ بك من الشر كله ، عاجله وآجله علمنا منه وما لم نعلم.

اللهم إنا نسألك الجنة ، وما قرَّب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك من النار ، وما قرَّب إليها من قول أو عمل .

اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار.

اللهم ألِّف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا ، واهدنا سُبل السلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا ، وذرياتنا وأموالنا ، واجعلنا مباركين أينما كنَّا .

اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ، دِقَّه وجله ، أوله وآخره ، سره وعلنه ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ، وللمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، إنك أنت الغفور الرحيم .

اللهم أمنَّا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين .

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى ، وأعنه على البرِّ والتقوى ، وسدده في أقوله وأعماله ، وألبسه ثوب الصحة العافية ، وأرزقه البطانة الصالحة الناصحة .

اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك ، وإتباع سُنَّة نبيِّك محمد - صلى الله عليه وسلم - واجعلهم رحمة ورأفة على عبادك المؤمنين .

اللهم إننا لجلال وجهك شاكرين وإننا لعظيم سلطان  حامدين وإننا لا زلنا وسنبقى لكرم عطاءك غير ناكرين ، نسألك المزيد من كرمك الجزيل وعطاءك الكريم ونعمائك التي لا تنضب طامعين ، زيدنا اللهم آمن على أمننا وسلام على سلامنا وإستقرار على إستقرارنا فإنك نعم المولى ونعم النصير .

اللهم آتِنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار .

وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي .

وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين . وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

بقلم/ سميح علوان الطويفح