فيا غزَّةُ لكِ العِزَّة فنَحنُّ ليسوا بِنِعاج !!!
كلنا يعلم يقيناً بأن الكيان الصهيوني هو الذي بدأ العدوان على غزَّة وليس كما يقول هو أو الغرب بأن المقاومة الفلسطينية في غزة هي المعتدية أولاً وتأكيدهم التام بالولاء لهذا الكيان المغتصب والتصريح علانية بحقه المشروع في الدفاع عن نفسه ، وكما يقول المثل العربي الشائع "الميَّة تُكذِّبُ الغَطَّاس" فالكيان الصهيوني المحتل كما تعودنا تسميته هو المعتدي من قبل وما زال يعتدى حتى هذه اللحظة ونحن العرب دائماً نشجب ونستنكر إعتداءاته المتتالية ودون فعل شيء يذكر سوى مناشدة دول مجلس الأمن التي هي دائماً في كفة ميزانه سواء كان بالدفاع عنه أو مساندته مالياً وعسكرياً رغم تماديه بقذف قرارات مجلسها أي "مجلس الأمن" عرض الحائط وتجاوزه الخطوط الحمراء في الإحتلال والإستعمار والإستبداد والإعتقال والقتل ليس لأبناء غزة وحدها بل لكآفة أبناء الشعب الفلسطيني وبدون شجب أو إستنكار لعدوانه المتكرر على غزة وعلى أبنائها سواء كانوا من المقاومين لهذا الكيان الغاصب أو المدنيين العزل وبتغطيتها لأفعاله الشريرة وبحجة حقه في الدفاع عن النفس وحيث "أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين" كانت له المقاومة الفلسطينية في غزَّة بالمرصاد فباشرته بالرد السريع من خلال تقنية صاروخية عالية الدقة والغير متوقعة منه لتفاجئه بها مما جعلته مختل الموازين وغير قادراً على مباغتة المقاومين الغزيين والإنتصار عليهم كما هو في السابق وكل حين ، هنا إختلفت المضامين وأصبح يضغط على حلفائه الغربين مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا والصين لتستخدم نفوذها على مصر والدول العربية من أجل وقف إطلاق النار ليحتفظ بماء وجه قبل أن يخسر المعركة ويكون من المهزومين ليراجع حساباته الخاطئة في الهجوم على أرض غزَّة وفلسطين ليعاود الكرة عندما يرغب بالهجوم مرة أخرى مستخدماً أسلوب الخداع كالثعلب والمحتالين فهو لا يصدق أبداً ولا ينفع مع التهدئة أو وقف إطلاق النار بتاتاً .
فيا غزَّةُ لكِ العزِّة فنحن ليسوا بنعاج ولأبنائك المقاومين كل الفخر والإكبار ، نسأل الله لهم النصر في القريب العاجل والجنة لشهدائهم الأبرار، ولدولنا العربية الإستيقاظ من زمن الوهن والعار ، والعرب ليس كالنعاج يا من وصفتهم بالإجتماع ، فهم أجل من ذلك ومضيفهم لا يعدُ مرياع ، مع أني تمنيت أحدهم مستنكراً الإستماع ، لينقادوا الجميع له بالأمر والإنصياع . فلنصحوا ولو للحظة مع واقعنا المأساوي وحالنا المتردي من الذل والضياع ، ونترفع عن التشبية بالبهائم والضباع ، علنا نرقى قليلاً كعرب وحُسن الإخوة والأطباع ، عسى يصلح لنا الله حالنا والأوضاع ، ولنرد على هذا الغاصب الصاع بالصاع ، ليعود تاريخيا المشرف بالبطولات والتضحيات لنعيد للكرامة مجدها بإعتبارها لا تشترى ولا تباع ، وللأقصى وغزة نستبسل بالدفاع . ولنقول للعالم بأجمعه ها نحن العرب إخوة ويد واحدة في وجه الظلم والقهر الذي ظللنا فيه سنوات جحاف ، مستخدمين أقصى قدراتنا وصلاحياتنا وسلطاننا ونفطنا وقوّتنا لنوقف الغاصب عند حده حتى يعرف قدر نفسه ، وما جنت يداه في حق الأحرار والشهداء الأبرار من إخواننا الفلسطينيين والرجوع عن إغتصاب أرضهم المقدسة الطاهرة ليتسنى لهم من إقامة دولتهم الفلسطينية الحرة المستقلة على أرضهم وضمان حق العودة للمهجرين والمشردين لها ، ليلتئم جرحهم ويلتم شملهم وتزول معاناتهم المريرة من الهجر والتشرد والنفي والإبعاد والإعتقال والسجن والقتل والإغتصاب وغيرها العديد العديد والتي طالما ذاقوا مرارتها وقسوتها سنوات عديدة لا تنتسى على مرِّ الزمان ، وما وصل إليه العرب من المذلة والإذعان .
بقلم : سميح علوان الطويفح