<!--[endif]-->
الثعابين المائية
وهناك ثعابين مائية فالمحيطات تغطي أكثر من ثلاثة أرباع سطح الأرض وقد يصل عمقها في بعض البقاع إلى حوالي ثمانية كيلومترات، والآداب العالمية تزخر بالحكايات والأساطير حول الثعابين العملاقة والمخيفة كتلك ذات رأس الحصان التي يصل طولُها إلى مائة وثمانين مترا وفحيحها مزمجر كالعاصفة الهوجاء وبوسعها ابتلاع الزوارق. والحقيقة غير ذلك إذ أن أكبر الثعابين المائية لا يصل طولُه إلى أكثرَ من مترين ونصف ومعظمها لا يتجاوز التسعين سم. ومن الفوارق البارزة ما بين الثعابين البحرية وتلك البرية أن في الأولى فتحة الأنف موجودة على قمة الرأس وذيلها كالمجداف ولا خياشيم لها وكلها سامة.
ويُشار إلى أن النمس والقنفذ والعنكبوت والأرول والنمل وطائر السكرتير الإفريقي الكبير من ألدّ أعداء الثعابين والقنفذ ذو مناعة ضد سم الكثير من أصناف الأفاعي. وبالرغم من هذا فلا ريب أن العدو الأعظم للثعابين هو الانسان الذي يصطادها في العديد من الأحيان من أجل جلودها الملساء ومن أهم وسائل الدفاع لدى هذا الحيوان الزاحف المريع وقدرته على التلون وفق محيطه وإفراز روائح كريهة وإصدار الفحيح إلا أن القول (الهرب نصف المرجله) بالنسبة للبشر منطبق على الأفاعي أيضا. ويمكن القول إن رعب الأفعى من الإنسان قد يفوق هلعه منها.
الغذاء الفاخر
وأخيرا نقول إن الأغلبية الساحقة 92% من ثعابين العالم غير سامّة وغير ضارة بل ومفيدة في الكثير من الحالات فهي تقضي على الحوافر والقوارض التي تلحق أضراراً جسيمة بالمحصولات الزراعية. أضف إلى ذلك أن الثعابين تعتبر غذاء فاخرا في بعض أنحاء العالم كما هو فى الصين. ولا بدّ من ذكر المنفعة العظيمة من الثعابين السامة إذ أن سمها يشفي كما أنه يقتل ولذلك تظهر صورة الأفعى على لافتات الصيدليات. وهناك من يعتقد أن سُمّ الأفعى نافع لمعالجة حالات العقم عند الرجال ، ومن المعتقدات الشعبية الرائجة في المجتمعات العربية أن إحراق ثوب الأفعى وتقريبه لعين مصابة بالعمى قد تشفى كما أن للزيوت المستخرجة من الثعابين فاعلية في إنبات الشعر في الرأس الأصلع. أضف إلى ذلك الاعتقاد بأن التكحل بذيل الثعبان يقوي حاسّة البصر.
وبالرغم من سهولة تربية الثعبان في المنازل مقارنة بحيوانات ثديية وطيور فإن الانسان ما زال ينفر من ذلك وقلما يُقبل على مثل هذه الهواية.
ساحة النقاش