كوب ملئ بالأفكار

مدونة بسيطة سأكتب فية أرائي وأفكاري


فيما تحظى الكثير من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وغيرها باهتمام العديد من الباحثين والمتابعين والمهتمين، تجد السياحة نفسها هذه الأيام بأمس الحاجة لتقديم المزيد من الدراسات والبحوث الرامية إلى وضع أسس منهجية واضحة وسياسات عمل تدفع باتجاه نمو ديناميكي مستمر للقطاع السياحي وتنأى به عن مهالك التراجع والركود وضعف القدرة على استقطاب الزبائن..
ولعل الأمر يكون أكثر أهمية عندما نتحدث عن السياحة في سورية في وقت لا ينقصها أي من المقومات ويزيد الحديث عنها بوصفها صناعة رافدة للاقتصاد ومساهمة في عملية التنمية.
وفي هذا يشير غازي النجار المهتم بالشأن السياحي وهو واحد من الخبرات السياحية المهنية التي يزخر بها قطاعنا السياحي، دون أن يكون للكثير من تلك الخبرات أية فاعلية على الأرض نتيجة استبعادها أو لنقل عدم مشاركتها في صناعة وصياغة واقع ومستقبل السياحة في البلاد..
 دراسة قيد الإنجاز..
يشير النجار إلى قرب الانتهاء من دراسة جديدة متكاملة تتناول مختلف جوانب العمل والنشاط السياحي وتنطلق من رؤية خاصة تقول إن الحرفيين السوريين رواد الصناعة السياحية نحو العالمية، مبيناً أن هذا الرأي يستند إلى أن سورية عرفت مجموعة متعددة ومتنوعة من الصناعات الحرفية عبر تاريخها الموغل في القدم والتي لعبت دوراً أساسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية كما لعبت دوراً جاذباً لزيارة سورية إضافة إلى تحسين موقعها على المستوى العالمي والعربي، وهذا ما تؤكده الاكتشافات الأثرية إضافة إلى ما وصلنا من الأخبار التاريخية الموثقة من خلال الرسومات والفسيفساء والصناعات الفنية اليدوية كصناعة السيوف والخناجر والدروع والرماح وصناعة النسيج والأدوات والأواني الفخارية المستخدمة في الطعام وتخزين المواد الغذائية، فالحرفيون السوريون أبدعوا العديد من الصناعات الحرفية اللازمة لتلبية احتياجات الإنسان العربي السوري في استمرار بقائه وتطوره على الأرض العربية والصناعات اللازمة لتنمية بيئته ومجتمعه..
منتجات حرفية "جاذبة"..
ويؤكد النجار أن الصناعات الحرفية السورية اعتمدت على المواد الأولية المتوفرة في البيئة السورية كما وتميزت بالدقة والإتقان والجودة والابتكار والرؤية الجمالية الجاذبة التي جعلتها قابلة للانتشار في مختلف دول العالم والمنطقة قديماً وحديثاً..
ويبيّن النجار أن الدراسة تتناول الحديث عن أدق التفاصيل في النشاط السياحي حيث تبدأ بأنواع السياحة والمنظمات السياحية والسياحة السورية المستدامة وأهم الصناعات الحرفية في سورية وتعريفها وتعريف الحرفي والحرفة والمهنة والمنتجات الحرفية..
البيئة أولاً
ومن ثم تدخل في مفهوم البيئة والإدارة البيئية، من خلال الحديث عن نظام الإدارة البيئية والسياحة البيئية، ومكونات هذه الإدارة، وتنتقل فيما بعد لتتحدث عن مفهوم السياحة وتعريف الصناعة السياحية والسائح ومفهوم المنتج السياحي ومكوناته، والخدمة السياحية والصورة الذهنية السياحية، والمقاصد السياحية وتعرج في هذا إلى أهم المقاصد السياحية في العالم. ومفهوم السياحة المستدامة وتأثير السياحة على البيئة إيجابياً وسلبياً والعوائد المادية والمعنوية للسياحة المستدامة.
أنواع السياحة
بعد ذلك تعود الدراسة للحديث عن أنواع السياحة بالتفصيل، سياحة ما قبل القرن العشرين (سياحة مغامرات، وترفيه، وسياحة دينية، وثقافية وسياحة مدن)، أما السياحة الحديثة فهي السياحة العلاجية والسياحة البيئية، والسياحة البحرية، وسياحة التسوق والسياحة السيكولوجية وسياحة الفضاء..
 وتفرد جانباً مهماً من الحديث عن السياحة البيئية، تعريفاً ومفهوماً والفرق بينها وبين سياحة الرحلات الطبيعية، مع الإشارة إلى مفهوم صناعة السياحة البيئية، والحفاظ على التوازن البيئي وعلى التنوع البيولوجي، وفوائد هذه السياحة في دعم اقتصاد المناطق الريفية والاهتمام بالبعد البيئي وحصر وإحصاء وتوثيق الموارد والمقومات السياحية، وفي نفس الوقت بيّنت الدراسة الاشتراطات الواجب توفرها في مشاريع السياحة البيئية الناجحة، ووسائل دعمها من القطاعين الحكومي والخاص، وتوفير البنى اللازمة لتطويرها وتنميتها وتنويعها..
السياحة السورية المستدامة
وبعد التطرق إلى جملة من النقاط الأخرى تعود الدراسة لتفرد مساحات أوسع للحديث عن السياحة السورية المستدامة ومقومات نجاحها التي تتلخص بالإدارة المتميزة والخدمة المتميزة، وتؤكد الدراسة على ضرورة تعاون الوزارات المعنية والجهات الفاعلة، والتعاون بين الجمعيات الحرفية وغرف السياحية والمكاتب السياحية، وتعاون مختلف الجهات العامة والخاصة لإنجاح المساعي الرامية إلى النهوض بواقع الصناعة السياحية وجعلها مستدامة..
وتبحث الدراسة أيضاً في الأبعاد الرئيسية للسياحة ومساهمتها في الناتج الإجمالي للدول وأهم القواعد المهمة لتطوير السياحة المستدامة..
عناوين متنوعة
وتحظى السياحة الثقافية بقسط مهم من الدراسة إلى جانب السياحة الشعبية..
وهناك المزيد من العناوين التي تفرد لها الدراسة مساحات مهمة كالحديث عن المقومات الأساسية لصناعة السياحة في سورية والمعوقات والتحديات الحالية والمستقبلية التي تحول دون تطورها وكان هناك عنوان مهم يقول: السياحة لا تبني تنمية لكن التنمية تجعل السياحة صناعة رابحة.. وفي هذا تطرح عدة أسئلة من مثل كيفية الوصول إلى العالمية، وكيفية تقوية تنافسية الصناعة السياحية السورية على المستوى الإقليمي والعالمي..
التسويق والترويج تعريفاً ومفهوماً
ولأن التسويق السياحي هو جزء مهم وضروري من الصناعة السياحية نجد في الدراسة توضيحاً لمفهوم التسويق السياحي وتعريف التسويق ومقومات التسويق السياحي وشروط نجاحه والأنشطة والوظائف التي يقوم بها..مع الإشارة إلى تأثير التكنولوجيا على عملية التسويق والقواعد السبعة للتسويق السياحي، مع تعريف الترويج السياحي وتناول أسس الاتصال الفعال في عملية الترويج السياحي وأساسيات عملية الترويج السياحي والتحديات التي تواجهه وكيفية مواجهة تلك التحديات والتغلب عليها من خلال تطوير أشكال ووسائل جديدة للترويج السياحي وتطوير وسائل الإنتاج والنشر السينمائي والتلفزيوني السياحي والقيام بعدد من الإجراءات بعد أن يأخذ الإعلام دوره في عمليات التسويق السياحي..
توصيات ومقترحات
وتخلص الدراسة إلى جملة من المتقرحات والتوصيات تنطلق من أن تطوير السياحة وتنميتها بكافة أشكالها لا بد وأن تكون ضمن إطار التنمية المستدامة والمتكاملة ولذا لا بد بل يجب مراعاة المردود البيئي للأنشطة السياحية حيث لكل نشاط تأثيره على الأنظمة البيئية وبالذات عند إقامة المنشآت السياحية ومن هذا المنطلق فإن وضع السياحة في مسار التنمية المستدامة سيشكل تحدياً كبيراً للأجهزة المعنية بالسياحة وحتى تحقق سياحة آمنة لا بد من:
سياحة بيئية مستدامة أولاً
بناء وتنمية سياحة بيئية مستدامة وتضافر جهود القطاعين العام والخاص لتعزز السياحة البيئية وترفع من مستوى معيشة المجتمعات المحلية فيها، وتشجيع سكان المناطق بإرشادهم لاستغلال الأراضي المجاورة للمناطق المحمية، وإقامة مشاريع استثمارية صغيرة توفر احتياجات السائح: المصنوعات الجلدية والمنسوجات والوجبات الخفيفة، والعمل على تشجيع وتقديم الحوافز للقطاع الخاص للاستثمار في السياحية البيئية بما يدعم مستوى الخدمات كالكهرباء والاتصالات والمدارس والخدمات الطبية مما يؤدي إلى انتعاش اقتصاد المناطق.
دور القطاع الخاص ضروري
مع الإشارة إلى أهمية تركيز القطاع الخاص على استغلال المقومات الطبيعية المتوفرة كالجبال والبحار والغابات والصحارى بإقامة المخيمات الصيفية والشتوية والرياضات المائية وتسلق الجبال ورياضات التزلج على الرمال وتنظيم الرحلات الجماعية، والعمل على دعم وتوفير المعلومات الإحصائية الدقيقة حول السياحة البيئية، وجمع المعلومات المتوفرة لدى المنظمات السياحية المتخصصة إقليمياً وعربياً وعالمياً وإتاحة هذه المعلومات للباحثين والمخططين لمستقبل السياحة البيئية.
ومتابعة وتنفيذ الإجراءات المنظمة لصناعة السياحة البيئية والعمل على دعمها للحصول على نصيب جيد من سوق السياحة الإقليمي والعالمي ووضع القوانين التي تحمي السائح وتحافظ على البيئة.
 كما يستوجب ذلك تأهيل الكوادر الوطنية وتوفير مؤسسات وأطر تدريبية في مجال السياحة والسفر ووضع البرامج المحفزة للخريجين للعمل في مجال السياحة البيئية.

وأشارت التوصيات أيضاً إلى أهمية دعم الاستثمارات السياحية وتقوية وسائل الإشراف والمراقبة في توجيه الاستثمارات وإنشاء وحدة الإعلام السياحي المتخصصة وتكثيف برامج التربية والتوعية البيئية ونشر الثقافة البيئية فضلاً عن الثقافة السياحية وزيادة الوعي السياحي لدى الأفراد ولدى الجهات المعنية، مع إدخال مفهوم السياحة البيئية في المناهج الدراسية لعدد من المراحل..

TheBrightStar

سأظل أقول كلمة الحق ولا غير الحق

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2011 بواسطة TheBrightStar

ساحة النقاش

الجنوب العربي

TheBrightStar
مدونة بسيطة سأكتب فية أرائي وأفكاري ونقل مواضيع أخري وأكتشاف العالم من زاوية معينة ... ذا مصداقية و لن أنحاز لأحد وسأقول كلمة الحق ولاغير الا الحق »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

9,810