<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]--><!--<!--
عبارة "الإنسان العربي لا يقرأ" عبارة فضفاضة، فمن المعروف أن الجميع يقرأ الجرائد والمجلات والأغلبية تزيد عن ذلك بقراءة كتب الجوائز أو الجنس !. غير أن الفرق بين البيئة العربية والبيئة الغربية، أن في هذه الأخيرة يتربى الإنسان منذ صغره على اكتشاف متعة القراءة، بداية مع القصة المصورة التي يقتنيها له الأهل مرورا بمكتبة المدرسة وصولا للمكتبات العمومية. والفرق هنا يظل ضئيلا، فكما يقول راسل أن هناك دافعان لقراءة كتاب ما: الأول هو الاستمتاع به، والثاني هو التباهي بقراءته. فالأغلبية تتباهى بحكم أن الوضع الاجتماعي يفرض ذلك، والأمر شبيه ببعض الأوساط أو الطبقات العربية المدعية للثقافة. ولا تتجاوز عملية القراءة "لديهما" (الطبقات الغربية والعربية) الروايات المسلية أو الجنسية والسيرات الذاتية. هذا نظرا لأن الناس لاترى عملية القراءة كضرورة بل كترفيه، والاختلاف هو أن هذه النوعية التي شملها الحديث هنا، تربت على اعتبار القراءة ضمن الأولويات الترفيهية التي تدخل بالبرنامج الأسبوعي كالرياضة أو التسوق ! .
بحكم الإنسان العربي المدفوع بالجائزة (ولا يختلف عن باقي سكان العالم)، وبما أنه يتشبّع بإشاعات مفادها أن كثرة المطالعة وزيادة المعرفة قد تؤذي العقل أو تسبب الجنون !! (وحقاً فإن بعض المعتوهين المتجولين بالأحياء إن لم يكن أغلبهم، يُرجِع الناس سبب جنونهم إلى دراستهم للفلسفة أو تعمقهم في الدراسات الجامعية !!)، زيادة عن الإعلام الذي يخوّف من بعض الأسماء الفكرية اللامعة، بل حتى المنهج التعليمي لايدرجها ويرفضها ! ولو عدنا بسنوات للخلف سنجد أن هناك من قضى فترى زمنية بالسجن لأنه يمتلك كتابا لكاتب ما (مرفوض)، فقط لأنه يمتلك كتاب ؟! ـ فما الذي ننتظره ممن تربى في مثل هذه البئية ؟ من الطبيعي أن يرفض كل ما يمت (ثقافيا) بصلة لتلك الجهة ! . وحتى عندما يحاول الكاتب العربي تقريب القارئ من تلك الأسماء أو يحاول تقديم فكر "شبيه" سواء بنقد تلك الأفكار أوتجاوزها ، فالكاتب يعتبر خائنا ! يتنكر لثقافته ويقرّب القراء من ثقافات دخيلة قد تفسدهم !! .